مغني الراب العالمي سنوب دوغ والرئيس التنفيذي لتويتر يدعمان المجال الرقمي في مؤتمر البلوكتشين

من قال إن الجدل القائم حول البيتكوين قد انتهى؟ فحتى مع انخفاض قيمة العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم بنسبة تفوق 50 بالمائة عن السعر القياسي الذي وصلت إليه، من المتوقع أن يتوافد الآلاف من المهتمين بالعملات الرقمية على مدينة نيويورك للالتحاق بما يطلق عليه أسبوع البلوكتشين.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المناسبة تمت تسميتها تيمنا بتكنولوجيا دفتر الحسابات اللامركزي، التي تم تقديمها كحل في جل القطاعات، انطلاقا من المعاملات المالية غير الفعالة، وصولا إلى الفقر في جميع أنحاء العالم. وتعمل هذه التكنولوجيا كوسيلة لجلب المزيد من فرص العمل في مجال البلوكتشين إلى عاصمة المال العالمية.

ومن المتوقع أن يجتمع أكثر من 6500 شخص في فندق “ميدتاون” بمدينة مانهاتن من أجل حضور فعاليات المؤتمر، الذي يعد الأكبر من بين عشرات المناسبات والمؤتمرات التي تدور فعالياتها بين 10 مايو/آيار و19 مايو/آيار.

ويمكن للحاضرين خلال هذا المؤتمر، الذي ينطلق يوم 14 مايو/آيار ويمتد على ثلاثة أيام، مشاهدة عباقرة التكنولوجيا الذين التحقوا حديثا بهذا المجال، ورجال الأعمال أثناء مناقشتهم لمستقبل المدفوعات الرقمية. كما يمكنهم مشاهدة الشركات الناشئة وهي تروج لخططها للمشاركين في هذه التظاهرة.

ولا بد من الإشارة إلى أهمية التمييز بين هذا المؤتمر، وبين كونسنسس، الشركة الناشئة التي تتخذ من بروكلين مقرا لها، والتي أسسها مطلق عملة الإثريوم، جوزيف لوبين، ودعمت الحدث الخاص بها.

وسيضم الاجتماع، الذي تستضيفه شركة الإعلام والبحوث، كوين داسك، المئات من المتحدثين، بما في ذلك المدير التنفيذي لشركة تويتر، جاك دورسي، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، جايمس بولارد، والرئيس التنفيذي لشركة فيديكس، فريديرك سميث. وسُتقام، على هامش المؤتمر، العديد من الحفلات على غرار حفلة تنظّمها شركة “ريبل” سيحييها مغني الراب، سنوب دوغ، في موقع سري بمنطقة “ميتباكينغ” بمانهاتن.

الإقبال الكبير على المؤتمر

شهدت نسبة الإقبال على حضور هذا المؤتمر ارتفاعا بنسبة 1000 بالمائة منذ سنة 2015. وفي هذا الإطار، قدمت قمة 10 مايو/آيار للسيولة، وهي واحدة من بين أولى فعاليات “أسبوع البلوكتشين”، نظرة خاطفة على تحمله هذه المناسبة.

جلست امرأة شعرها وردي اللون وتلبس فستانا قبالة رجل ذو لحية خفيفة يرتدي جاكيت جينز، بينها كان مايك نوفوجراتز، الذي يعتبر من أقطاب مجال العملات الرقمية، يتحدث عن حيثيات اجتماعه مع مسؤولين من “دويتشه بنك إيه جي” ومؤسسة “غولدمان ساكس” للخدمات المالية حول مستقبل تداول العملات الرقمية.

وقد أعربت إحدى الموظفات في وول ستريت عن أسفها بشأن الركود الذي يشهده قطاع الاستثمار المصرفي، وذكرت أنها التحقت بالحدث الذي يعرف إقبالا كبيرا للبحث عن وظيفة في مجال العملات الرقمية.

وعلى مدار سنوات عديدة، وصفت جهات خارجية أعضاء مجتمع العملات الرقمية بالليبراليين غريبي الأطوار الذين يحاولون الإطاحة بالنظام المالي العالمي. مع ذلك، انخفض رواج هذه النظرة النمطية خلال سنة 2018، عندما التحقت المؤسسات العريقة، على غرار “غولدمان ساكس”، بمجال البلوكتشين والعملات الرقمية. ويسلط ذلك الضوء على الخطوات الثابتة التي تتخذها هذه التكنولوجيا لتوسيع نطاقها، رغم بطئها.

من المتوقع أن يشهد هذا الحدث أكثر من ضعفي نسبة الإقبال الذي عرفها خلال السنة الفارطة، عندما كان سعر البيتكوين حوالي 2.500 دولارا. وحالياً، تبلغ قيمة الوحدة الرقمية الأكثر رواجا في العالم ما يقرب من أربعة أضعاف هذا الرقم، على الرغم من أنها لا تزال منخفضة مقارنة بسعر 20 ألف دولار الذي بلغته أواخر السنة الماضية. كما توقع توماس لي، رئيس قسم الأبحاث في شركة ” فندسترات العالمية للإستشارات”، أن يساعد هذا المؤتمر على رفع سعر البيتكوين.

ومن المؤكد أن اللوائح التنظيمية ستكون إحدى المواضيع المهيمنة على الحدث، خاصة وأن هيئات الرقابة المالية قد ضاعفت رقابتها على العملات الرقمية في جميع أنحاء العالم في الفترة الأخيرة. كما سيشهد المؤتمر مداخلات لممثلين عن لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية ولجنة تجارة السلع الآجلة.

الجدير بالذكر أن أسبوع البلوكتشين تم إطلاقه بالإشتراك مع هيئة التنمية الإقتصادية في مدينة نيويورك في محاولة لتسليط الضوء على المدينة كمركز مستقبلي لشركات البلوكتشين. كما سينعقد هناك معرض للوظائف في 16 مايو/آيار المقبل.

وقد يُحرم بعض المتعصبين لتكنولوجيا البلوكتشين من المشاركة في المؤتمر نظرا لعدم قدرتهم على تحمل تكاليفه، حيث يتراوح سعر التذاكر حاليا بين 1499 دولارا و2999 دولارا. وقد قام المؤسس المشارك للإثريوم، فيتاليك بوترين، بنشر تغريدة خلال الشهر الماضي يؤكد فيها على مقاطعته للمؤتمر لعدة أسباب، من بينها السعر المشط للتذاكر.

وأشار بوترين إلى أن تكاليف حضور المؤتمر تتراوح بين ألفين و3 آلاف دولار، وأضاف قائلا: “أرفض أن أساهم شخصيا في مناسبات تسعى لتحقيق هذا الكم من الأرباح”.