التيليغرام رائع … عندما يعمل، ولسوء الحظ، فإن تطبيق المراسلة المفضل في عالم العملات الرقمية، يميل إلى التراجع بشكل دوري، نتيجة الإخفاقات الفنية وما يبدو أنه محاولات متكررة من قبل أجهزة الأمن الروسية للتدخل، ويعد الاعتماد المُفرط على التيلجرام، حالة كلاسيكية من المركزية المفرطة.

لذا تستحق الخيارات التالية إلقاء نظرة عليها من قبل مشاريع العملات الرقمية، الباحثة عن بديل احتياطي.

لا يمكن الوثوق بالتقنية المركزية لتيليغرام

يُجسد Pavel Durov، الرئيس التنفيذي لشركة Telegram، العديد من الصفات التي يُقدرها مستخدمي العملات الرقمية، بالإضافة إلى كونه شغوفًا بالبيتكوين، فهو يتحدى الحكومات الساعية إلى اختراق و إغلاق تطبيق الرسائل المشفرة الخاص به، رافضًا أن يتم ترويعه، إن Durov وحده الذي يتصدى لهم، ولأسباب سياسية وتقنية، فإن شبكته عرضة لانقطاعات متقطعة، وقد يكون Pavel Durov جديراً بالثقة، لكن من الواضح أن تليجرام ليس كذلك.

وعادة ما يؤثر انقطاع الشبكة على مناطق معينة، مما يجعل أعضاء بعض مجموعات التييغرام غير قادرة على الاتصال، والبعض الأخر يُحدثون أنفسهم، ويُشكل تليجرام تجمع محوري حيوي، لكل من مجموعات أخبار البيتكوين و مُطلقي العروض الأولية للعملات الرقمية، المعتادين على العمل عن بعد، وإذا ما أصبح هذا التجمع غير مُتاح مؤقتًا في المرة القادمة، يمكن استخدام المنصات التالية كبدائل مؤقتة -أو حتى دائمة.

ست بدائل للتيلجرام يُمكنك تجربتها

Slack: وهو ما كان يستخدمه الجميع قبل التيلجرام، إلا أنه لم يستخدم بعد انتشار روابط الـ Spam، ولكن مازال يعد Slack خيارًا جيدًا للتجمعات الصغيرة وفرق العملات الرقمية، إلا أنه لا يناسب استضافة المجموعات المفتوحة، أو العروض الأولية لإطلاق العملات الرقمية

Discord: يمكن اعتباره في صميمه  مثل Slack لمحبي الألعاب الإلكترونية، وحتى إن لم تكن تعاملت مسبقًا مع الألعاب الإلكترونية كلعبة PUBG الشهيرة، أو لا تعرف كيفية استخدام عصا التحكم، فإنه من السهل استخدام المنصة، ولكنها لا تتسع كالتيلجرام ، لذا لا تصلح للمجموعات الكبيرة، إلا أنها ليست عرضة للتنصت بدون سابق إنذار، و من بين السلبيات الواجب الإشارة إليها هي أن Discord أقل خصوصية من التيلجرام، ولا تستخدم التشفير من طرف إلى طرف end-to-end.

Keybase : وهي بالأساس نظام مفتوح المصدر، يُطبق التشفير من طرف إلى طرف “end-to-end”، ويعد Keybase صديق للعملات الرقمية وداعم الخصوصية، ولم تُختبر المنصة بعد على نطاق واسع، إلا أنه يُستدل على كونه تطبيق واعد، ويسمح Keybase أيضًا للفرق بتخزين الملفات ومشاركتها بشكل آمن.

Wire : وهو أكثر التطبيقات المناسبة للمشروعات، مع تطبيقه للتشفير من نوع طرف إلى طرف end-to-end، ودعمه مشاركة آمنة للملفات، ومشاركة الشاشة ومجموعة من الميزات الأخرى المفيدة، وتقتصر دردشة المجموعة على 128 مستخدمًا فقط، لذلك لا تتوقع إمكانية ترحيل مجموعة تيليجرام البالغ عددها 50 ألفًا، وتبلغ قيمة الاشتراك الشهري للتطبيق Wire 4 يورو في الشهر، إلا أنه يوفر اشتراك مجاني للأفراد مقابل خدمات أقل.

Viber: يتمتع ذلك التطبيق بشعبية في الأراضي الروسية، والمناطق التي تركز على الخصوصية، ويشفر ذلك التطبيق كل شيء، كما أنه يدعي عدم تخزين بيانات المستخدم على خوادمها، والحد الأقصى لعدد أفراد المحادثات الجماعية هو 250 فرد، ولذلك لا يمكن اعتباره بديلًا كاملًا للتيلجرام، إلا أنه يقوم بالمهام كاملة، بالنسبة لتجمعات العملات الرقمية الصغيرة.

Signal : يمكن وصفه بأنه أكثر منصات الرسائل خصوصية في هذه القائمة، كما أنها مُؤيدة من قبل شخصيات مشهورة، مثل Edward Snowden، و Bruce Schneier، وكاتب العملات الرقمية Matt Green، وتوفر Signal بعض النفوذ،  فليس هناك حد لحجم المجموعات، ولكن النظام الأساسي مصمم على أنه نظام مراسلة مغلق، أكثر من كونه شبكة مفتوحة مثل تيليجرام، التي يمكن لأي شخص من خلالها الدخول إلى المجموعة عند الرغبة،لذا بالنظر إلى الخصوصية، فإنها جيدة إلى حدٍ ما.

المركزية في كل شيء

ولا تعد هذه القائمة شاملة في كل الأحوال؛ لأن تطبيقات الرسائل مثل Whatsapp و Wechat، تُعد هي الأخرى بديلًا لتيليجرام، ومما جعل تيليجرام منصة رئيسية للتوجه لها، بخصوص العملات الرقمية، هو تعاملها مع المجموعات الكبيرة والصغيرة للغاية بشكلٍ جيد، فهي بارعة في المراسلة الفردية كما هي في المجموعات الكبيرة التي تتميز بالنقاشات السريعة، ومن ناحية أخرى، يجب أن تُفعل مجتمعات العملات الرقمية التي تعتمد على تيليجرام بشكل أساسي، نسخ احتياطية قد تلجأ لها، بحيث تتوفر إمكانية استمرار العمل في مكان آخر، إذا ما تعذر العمل على التيليجرام أمام مجتمعات العملات الرقمية.

كما أننا نشهد بدايات الجيل التالي من منصات المراسلات اللامركزية في Memo.cash – وهو تطبيق مراسلة، يعتمد على تقنية البلوكتشين لـ Bitcoin Cash، حيث يمكن للمستخدمين التفاعل بطرق معينة، ربما لا يزال بعيدًا عن التنافس مع تيليجرام وما شابه من التطبيقات، ولكن في يوم ما قريبًا، سوف يكون ذلك التطبيق الغير مركزي أو غيره منافس حقيقي.

وتعد اللامركزية مقياسًا غير ثابت، وليس مفتاحاً نضغط عليه فيعمل، كما لا يستطيع مجتمع العملات الرقمية السيطرة على القوى الخارجية، التي قد تهدد قدرتها على التواصل، لكن يمكنهم بالتأكيد بذل قصارى جهدهم؛ لضمان عدم السيطرة المفرطة من قبل أي كيان، بما في ذلك تطبيقات المراسلة، وذلك من خلال التنويع، وسوف تصبح اللامركزية أقوى، من خلال دعم البيتكوين و المجتمع الرقمي.