في إندونيسيا، البلد الذي يضم 250 مليون مواطن يتوزعون على 17 ألف جزيرة، يعمل القطاعان، الخاص والعام، على استكشاف تكنولوجيا البلوكتشين على نحو فعال. وتندرج هذا المساعي في إطار رغبة البلد الآسيوي في التغلب على التحديات المتعلقة بجمع البيانات في كل المجالات، انطلاقا من الإنتاج الغذائي ونتائج الانتخابات، وصولا إلى التمويل التجاري.
وبات من الواضح أن الحكومة الإندونيسية أصبحت تلعب دوراً قيادياً في استكشاف تكنولوجيا البلوكتشين. وقد قال مدير الابتكار المالي لصالح هيئة الخدمات المالية في البلاد، فيثري هادي، إن الهيئة التنظيمية تضم فريقا متخصصا لدراسة الطرق التي يمكن لتكنولوجيا البلوكتشين من خلالها مساعدة صناعة الخدمات في البلاد، وذلك وفقا لما أفادت به وكالة رويترز.
محاسبة حكومية محسنة
يأمل صناع القرار السياسي في الحكومة في أن تقلل هذه التكنولوجيا من الكسب غير المشروع ضمن البرامج العمومية للبلاد، وهو أحد المجالات التي يمكن توظيف البلوكتشين فيها لتحسين المحاسبة. وعلى سبيل المثال، تواجه التقديرات الخاصة بإنتاج الحصاد خطر المغالاة نظرا لأن الإعانات الزراعية يتم تحديدها حسب كمية الحصاد المرتبطة بالسنة السابقة، وهو ما يجعل التحقق من التقديرات أمرا صعبا للغاية.
وتستكشف الحكومة آفاق استخدام تكنولوجيا البلوكتشين بهدف التحقق من الجهات المتلقية للإعانات. وقد صرحت وزيرة المالية، سري مولياني إندراواتي، أن موظفيها يعملون على التحقيق في إمكانية استخدام تكنولوجيا البلوكتشين في برامج القروض الصغيرة وصرف الإعانات وتحديد المجموعات التي تحتاج إلى مساعدات حكومية.
تحسين التحقق من نتائج الانتخابات
يمكن لتكنولوجيا البلوكتشين تحسين عملية التحقق من نتائج الانتخابات. وتعتزم شركة هورايزن ستايت الأسترالية، المتخصصة في تقديم خدمات الاستقصاء، تقديم تطبيق خاص بالهواتف الذكية يتيح إمكانية إجراء عمليات استقصاء مباشرة بشأن القضايا السياسية المحلية. وسينعقد مؤتمر تقديم هذا التطبيق على جزيرة سومطرة خلال شهر يوليو/ تموز القادم.
وتُمكّن منصة هورايزون ستايت، القائمة على المشاركة المجتمعية، الهيئات المكونة، بما في ذلك الموظفين المواطنين أو الأعضاء، من المشاركة في عمليات صنع القرار بصفةٍ تعاونية من أجل النهوض بالاقتصاد وإضفاء اللامركزية وضمان راحةٍ أكبر.
وقال المؤسس المشارك لشركة هورايزون ستايت، نيمو نعماني، إن نظام الاقتراع قادر على التقليل من عدد عمليات الاحتيال عند الإدلاء بالأصوات، فضلا عن معالجة مشاكل البلدان التي يتوزع سكانها على الكثير من الجزر مثل إندونيسيا.
مؤخرا، رحب كبير المسؤولين عن المنتجات في شركة هورايزون ستايت، جايمي سكيلا، بالمشاركين في المنتدى الإقليمي العالمي الأول حول التحويلات والاستثمار والتنمية في بلدان آسيا والمحيط الهادئ. ويهدف سكيلا من خلال هذه الخطوة إلى دفعهم للإدلاء بصوتهم بخصوص جائزة ريمتيك القائمة على اختيار الجماهير، واصفا الحدث بأنه فرصة كبيرة لتشجيع النقاش بشأن مزايا وحالات استخدام تكنولوجيا البلوكتشين.
مبادرات خاصة في ازدياد
يجري العمل على قدم وساق على العديد من المبادرات الخاصة في جميع أنحاء البلاد، حيث قدّمت شركة أونلاين باجاك، التي تقدم حلولا إلكترونية للإيداع الضريبي، تطبيقا مدعوما بواسطة البلوكتشين يسمح للمستخدمين بمشاركة البيانات الضريبية المشفرة مع مكاتب الخزائن والبنوك. من جهته، صرح مؤسس أونلاين باجاك، شارلز غوينوت، أن هذا التطبيق سيؤكد لدافعي الضرائب، وللمرة الأولى، أن ضرائبهم قد تم دفعها بالفعل.
وتوفر أونلاين باجاك مرحلة إضافية من المصادقة على نتائج الانتخابات، حيث ينشأ المستخدم مفتاح “واجهة برمجة التطبيقات” للمصادقة على السوق، ثم ينشأ معرف مستخدم خاص به لإلحاق مستخدم جديد بقائمة مستخدمي هذا السوق.
ويعمل بنك مانديري، ثاني أكبر بنوك البلاد، على تبين آفاق استخدام تكنولوجيا البلوكتشين في التمويل التجاري، وذلك وفقا لما أفاد به مدير الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا في البنك، ريكو أشتافيا فرانز. وفي الوقت الحالي، ينتظر المقرضون توجيهاتٍ من الجهات التنظيمية.
وقد استثمر بنك آسيا الوسطى، أكبر بنك خاص في البلاد، 200 مليون روبية إندونيسية، وهو ما يعادل 15 مليون دولار، في شركاتٍ ناشئةٍ متخصصةٍ في التكنولوجيا المالية وعدة شركاتٍ كبرى. ويعمل البنك على تأسيس شركة تدعى “سنترال كابيتال فنتورا”، التي تمتلك 100 بالمائة من شركات رأس المال الاستثماري الجديدة. ووفقا لبيان رسمي أرسله بنك آسيا الوسطى إلى البورصة الإندونيسية، ستعود هذه الاستثمارات بالفائدة على البنك ذاته وعلى عروض الخدمات المالية في البلاد بشكل مباشر.
وقد تم تضمين تكنولوجيا البلوكتشين داخل أسواق ناشئة أخرى، على غرار إستونيا، حيث يتم العمل بها هناك منذ سنة 2012. وتشمل تطبيقات هذه التكنولوجيا أنظمة قواعد قانونية وتشريعية، فضلا عن الأنظمة التي تعنى بالصحة الوطنية والتجارة. ويحذر مدير التكنولوجيا التحويلية في مكتب الضرائب، إيوان ديونياردي، من أن تبنّي إندونيسيا لهذه التكنولوجيا سيتخذ نسقا أبطأ لأنه سيستغرق بعض الوقت لمعالجة التغييرات الإدارية. كما لا تزال تكنولوجيا التخزين السحابي قيد النقاش في إندونيسيا.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.