كشفت جمهورية سان مارينو، وهي دولةٌ صغيرةٌ تقع في قلب إيطاليا، عن خططٍ طموحةٍ تسعى من خلالها إلى جعل سان مارينو دولةً رائدةً في تكنولوجيا البلوكتشين على الصعيد العالمي.

أعلنت شركة “سان مارينو إينوفيشن” عن إنشاء مشروعٍ بالتعاون مع شركة “بوليبيوس” الإستونية المتخصصة في تطوير تكنولوجيا البلوكتشين. ومن خلال هذه الشراكة، تعمل سان مارينو على تطوير البنية التحتية واللوائح والخبرات التقنية لتصبح من المراكز العالمية لتكنولوجيا البلوكتشين. وتنص الشراكة التي أبرمت بالتعاون مع شركة “أولامبس إدفايزرز“، وهي شركة استشارية في سان مارينو، على إدماج شركةٍ جديدةٍ بموجب قانون سان مارينو تهدف إلى تطوير نظام البلوكتشين.

وقال وزير التنمية الاقتصادية في سان مارينو، أندريا زافراني، “نحن أقدم جمهوريةٍ في العالم لذلك نحن فخورون بالشروع في إجراء تغييرٍ باعتماد تكنولوجيا البلوكتشين”. وأضاف زافراني “نحن نعتقد أنه سيكون لهذه الشراكة تأثيرٌ كبيرٌ على الاقتصاد وعلى تطوير قطاع الابتكار، الذي يندرج في صلب استراتيجياتنا الإنمائية. كما ستسنّ الجمهورية مجموعةً من اللوائح التنظيمية الحديثة كي تصبح من الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا البلوكتشين في العالم”.

شريكًا موثوقًا

أكد هذا الإعلان أن سان مارينو تعتزم أن تصبح شريكًا قانونيًا موثوقًا وفعالًا في صناعة البلوكتشين، ولهذا الغرض ستبدأ في صياغة إطارٍ تشريعي شاملٍ. وعلى الرغم من أنه لم يتم الإفصاح عن الكثير من المعلومات حول خطط الجمهورية حتى الآن، إلا أنه من السهل تخمين أن سان مارينو ترغب في أن تصبح من الدول التي تسن لوائح تنظيميةً تدعم تكنولوجيا البلوكتشين، على غرار منطقة “كريبتو فالي” في سويسرا، لجذب اهتمام الشركات القائمة على البلوكتشين، ورأس المال والمواهب. وفي الوقت الراهن، تسعى مالطا، وهي دولةٌ أوروبيةٌ صغيرةٌ، إلى إتباع نفس الفكرة ووضع خطةٍ مماثلةٍ.

تخطط سان مارينو لتسخير تقنية الهوية الرقمية في “بوليبيوس” لإنشاء آلياتٍ جديدةٍ للتثبت والتحقق من المعلومات بما يتوافق مع المبادرات المتعلقة بإدارة البيانات الشخصية والخاصة التابعة للدول الأوروبية. ومؤخرًا، قامت شركة بوليبيوس بنقل مقرها إلى بروكسل لتكون قريبةً من المقر الرئيسي لمؤسسات الاتحاد الأوروبي الرئيسية، المسؤولة عن التوجيهات واللوائح التي يسنها الاتحاد الأوروبي.

قال الرئيس التنفيذي لشركة سان مارينو للابتكار، سيرجيو موتولا، “إن سان مارينو في وضعٍ مثالي لتصبح من الدول المبتكرة في هذا النوع من التكنولوجيا. نحن لسنا مهتمين بالسياسات الانتهازية أو قصيرة المدى للاستفادة من التوقعات التي تحيط بعالم العملات الرقمية، وإنما نحن مهتمون بثورة تكنولوجيا البلوكتشين، التي من المتوقع أن يكون لها تأثيرٌ أكبر على الاقتصاد العالمي مقارنةً بالإنترنت”.

وأضاف موتولا أن الحكومة مستعدةٌ للقيام بهذا التحول والابتكار الرقمي. ويدعم دستور سان مارينو التشريعات والقوانين الاستشرافية لدعم البنية التحتية المتنامية لتكنولوجيا البلوكتشين. وقد أكد موتولا “إننا نعمل كذلك على تنشيط حوارٍ مباشرٍ مع المبتكرين في جميع أنحاء العالم، من خلال توفير بيئةٍ تمكن الأنشطة التجارية القائمة على الاقتصاد الرقمي من النمو والازدهار”.

قال الشريك المؤسس لشركة “بوليبيوس”، إيفان تريجان، “لقد كنا من بين الدول الرائدة في تقنيات دفتر الحسابات الموزع، من خلال شركة “هاش كوين” التابعة لبوليبيوس. أما الآن، نحن قادرون على توظيف هذه الخبرة والتجربة على المشروع الذي سيجعل سان مارينو مركزًا للابتكار. كما أن هذه المبادرة ستكون بمثابة حافزٍ قوي للحكومة لمواصلة تنمية هذه الصناعة على المدى الطويل”.

وأضاف الشريك المؤسس لشركة “بوليبيوس”، سيرجي بوتابنكو، “تشمل خبراتنا الواسعة العمل على تطوير حلولٍ عمليةٍ على مختلف شبكات البلوكتشين، وبالتحديد عملة “إمركوين“. وفي الماضي، طورنا وطبقنا حلولًا تتنوع بين الولوج إلى الشبكة دون استعمال كلمة مرورٍ، بالإضافة إلى تخزين البيانات، وخدمات التوثيق”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.