لقد حان دور البلوكتشين، التقنية الداعمة للبيتكوين، لإنقاذ الناشطين من الطلبة الذين، وحسبما أفادت التقارير، تعرضوا للرقابة من قبل الحكومة الصينية على خلفية محاولتهم إطلاق حركة “أنا أيضا – Me too” في البلاد. وقد حدث ذلك في أعقاب الطلب المتكرر الذي قدمه الطلبة للحكومة من أجل بذل المزيد من الجهود لمنع الاغتصاب والاعتداء الجنسي والمضايقات في الصين، لكن دعواتهم لم تجد آذاناً صاغية. أما الآن، فيبدو أن بعض الجامعات قد اتبعت المنحى ذاته فيما يتعلق بفرض الرقابة.

وقد اتهمت طالبةٌ في جامعة بكين، تدعى يوي شين، جامعتها بترهيبها بعد أن حاولت تسليط الضوء على حادثة انتحار مأساوية وقعت خلال سنة 1998، ذهب ضحيتها طالب يدعى جاو يان، حيث قتل نفسه بعد أن تعرض للاغتصاب من قبل أستاذ سابق، يدعى شين يانغ، وكان يعمل في جامعة بكين.

الطالبة: “لقد تم فرض رقابة علي لمناقشتي موضوع التصدي للاغتصاب”

صرّحت يوي في رسالتها المفتوحة التي ترجمها موقع “شاينا ديجيتال تايمز” أنها تتعرض لمضايقة من قبل جامعة بكين من خلال القيام بما يلي:

“في حوالي الساعة الحادية عشر ليلا من يوم 22 أبريل/نيسان، حاول مرشدي الاتصال بي فجأة، ولكن بسبب تأخر الوقت لم أستطع الإجابة. وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، جاء فجأة برفقة أمي إلى مبيت الطلبة، حيث أيقظني، وطلب مني حذف جميع البيانات المتعلقة بحرية المعلومات من هاتفي وجهاز الكمبيوتر الخاص بي. كما طلب مني التوجه إلى مكتب شؤون الطلبة في صباح اليوم التالي لتقديم ضمان خطي يفيد بأنه لم يعد لدي أي علاقة بهذه المسألة.”

وأضافت الطالبة قائلة: “يمكن للطلبة الآخرين في الطابق ذاته الذي أسكنه تأكيد كلامي. وبعد ذلك بوقت قصير، أخذني والدي إلى المنزل، كما لا زلت غير قادرة على العودة إلى الجامعة”.

وقد انتشرت رسالة يوي كالنهار في الهشيم بعد أن تمت مشاركتها على منصات إلكترونية صينية معروفة على غرار “وي تشات” “وويبو”. ووفقا للعديد من التقارير الصحفية، ردت الحكومة الصينية على هذا الإنتشار بحذف الرسالة من تلك المواقع.

وبحسب ما أفادت به وكالة بلومبرغ، قام مؤيدو الطالبة في 23 أبريل/نيسان بنشر رسالتها على بلوكتشين الإثريوم، الذي لا يمكن حذفها من عليه أو التلاعب به.

تجدر الإشارة إلى أن رسالة يوي قد تم إرفاقها بمعاملة إيثر من قبل مستخدم مجهول، قام بنشرها على البلوكتشين؛ المتمثلة في دفتر حسابات لامركزي يقوم بتسجيل جميع الأنشطة المتعلقة بالعملات الرقمية. ووفقا للسجل، فقد كلفت هذه المعاملة صاحبها 52 سنتا”.

في هذا السياق، قال ديو غوانغ، وهو باحث سابق في مؤسسة فكرية تابعة للحكومة الصينية، إن هذا الحادث قد يكون ثوريّا لتسليطه الضوء على التاريخ الطويل للقمع الذي تمارسه الحكومة الصينية والرقابة التي تفرضها. كما صرّح غوانغ لبلومبرغ أن “هذا الحدث يعتبر الأكبر، منذ عشر سنوات، لطلاب قرروا أن يطالبوا السلطات ببذل مزيد من الجهد لتعزيز الشفافية. ويذكرني هذا بالحركات الطلابية في بداية الحقبة الشيوعية”.

“الإعلام اللامركزي يعطي الناس أملًا جديدًا”

أفاد إسحاق ماو، وهو رجل أعمال من سان فرانسيسكو يعمل على إنشاء منصة إعلامية تستخدم تكنولوجيا البلوكتشين لمكافحة الرقابة، إن الحكومة الصينية ما زالت تستطيع إيجاد طريقة لحذف رسالة يوي شين، لكن البادرة الرمزية تعطي أملاً. وأضاف ماو: “لا يزال أمام الإعلام اللامركزي الكثير ليحققه، لكنه يعطي الناس أملاً جديداً”.

وقد أشادت مراسلة بلومبرغ، لولو تشن، بالنصر “الرمزي” الذي حققته هذه الخطوة، حيث قالت في تغريدة لها على موقع تويتر:” لقد تم الآن نشر عريضة جامعة بكين على الإثيريوم بحيث لا يمكن أن يتم مسحها من على شبكة الإنترنت. وفي الوقت ذاته، تختفي منشورات بشأن نفس الموضوع من موقع “وي تشات” بسرعة”.

من جهتهم، علّق المهتمون بالبلوكتشين على شبكة الإنترنت أنه حتى في حال فرضت الحكومة الصينية رقابة على رسالة يوي شين، فسيكون هناك دائماً سجلٌ عنها. وقد كتب أحد الأشخاص: “ليس لدى البلوكتشين صفحة “خطأ 404″، إذ أن كل ما ينشر عليها يظل هناك على الدوام”، حيث أوضح أن رمز الخطأ سيشير دائمًا إلى صفحة الإنترنت المفقودة ليراها الجميع.

وتشير هذه الحادثة إلى كيفية استخدام البلوكتشين للتحايل على الرقابة التي تفرضها الأنظمة القمعية في جميع أنحاء العالم، وليس في الصين فقط. كما أشاد المعلقون الصينيون في منصة الإيثرسكاي بهذا الإستخدام لتكنولوجيا البلوكتشين الذين وصفوه “بالتاريخي”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.