تم استخراج قطعة البيتكوين، التي تُمثل رقم 17 مليون، يوم الخميس 26 أبريل/ نيسان 2018، حسب بيانات من Blockchain.info، وهو تطور من شأنه أن يمثل علامة بارزة أخرى لأول عملة رقمية في العالم؛ لأن قواعد بيتكوين الحالية يمكنها فقط إنشاء 21 مليون عملة بيتكوين.
بالعودة إلى الوراء، هناك علامة فارقة عند أول علامة للمليون بيتكوين، التي تم عبورها منتصف عام 2016، ربما تكون جديرة بالملاحظة كتذكير آخر لإنجازات علوم الكمبيوتر الأساسية في التكنولوجيا، وتأكيد على الندرة الرقمية التي تم إنشاؤها وتمكينها من خلال البرامج التشاركية.
يضمن كود البيتكوين باختصار، الذي تم استنساخه وتكييفه من قِبل عشرات من العملات الرقمية الأخرى، أنه لا يتم إدخال سوى عدد محدد من البيتكوين الجديدة إلى عددها الكلي إلا على فترات، ويكافأ المُعدِّنون، أو أولئك الذين يشغلون الأجهزة اللازمة لتتبع مجموعة معاملات البيتكوين، بهذه البيانات الشحيحة في كل مرة يضيفون فيها إدخالات جديدة إلى السجل الرسمي.
لا يزال هناك الكثير من المتغيرات في هذه العملية
تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن التنبؤ بدقة عندما يتم استخراج البيتكوين رقم 17 مليون أو من سيُخرجها؛ بسبب الاختلافات الدقيقة المتعددة التي يتم إنشاؤها للحفاظ على برنامج مشترك في المزامنة، ومع ذلك، هناك إمكانية للتنبؤ النسبي، فكل كتلة بيتكوين تنتج 12.5 بيتكوين جديد، وحيث إن كتل البيتكوين تكتمل كل 10 دقائق تقريبًا، فيتم إنشاء حوالي 1.800 بيتكوين جديد كل يوم.
ربما يكون من الأفضل- على هذا النحو- رؤية هذا الحدث “حاجزًا نفسيًا”، كما قال Alex Sunnarborg، شريك مؤسسة Tetras Capital، لـCoinDesk، إذ يتم تفسيره بشكل مختلف من قِبل المجتمعات المختلفة.
سعى Sunnarborg إلى التأكيد على أن الطريقة الأخرى- على سبيل المثال- لتفسير النتيجة، هي أن 80% من جميع البيتكوين المُحددة في الكود الرسمي للبيتكوين قد تم استخراجها الآن، وبعبارة أخرى، لم يعُد للمُعدنين والمشترين في المستقبل سوى حوالي خمس المعروض الحالي.
ويرى آخرون هذا الإنجاز على أنه واحد من أفضل التقنيات لتقديرها وإنجازاتها.
وقالTim Draper، المستثمر الرأسمالي الذي اشترى ملايين الدولارات من البيتكوين، التي استولت عليها الحكومة الأمريكية في مزاد علني في عام 2014: “أعتقد أنه أمر رائع”.
وقال لـCoinDesk: “أراهن أن المؤسسين لم يتخيلوا مدى أهمية البيتكوين في أحلامهم”.
الطريق مع الكلمات
سعى آخرون لاقتراح ذلك المَعلم الأساسي للبيتكوين بوجوب اعتباره فرصة للتعلم حول ميزات البيتكوين، وحول العملات الرقمية الأخرى على نطاق واسع.
فمثلًا، ما لم يقرر جميع الأشخاص، الذين يشغلون أجهزة الكمبيوتر التي تعمل على برنامج البيتكوين، إجراء تغيير- وهو سيناريو ربما يكون مستبعدًا اليوم- فلا توجد طريقة لتقديم أي بيتكوين جديد أكثر من أي وقت مضى، وقد لعب هذا الإنجاز- وهو واقع تقني- دورًا رئيسيًا في ارتباط البيتكوين بالمال والاقتصاد وغيره من الأصول النادرة التي تحدث بشكل طبيعي.
سرعان ما أدرك الباحثون عن الذهب وقراء الاقتصاد النمساوي، الذين جمعوا البيتكوين في وقت مبكر، قيمة هذه الخاصية، وربما أدى ذلك إلى ظهور مصطلح “العملات الرقمية” نفسه.
ولخص Trace Mayer، أحد الأعضاء الأكثر صخبا في هذه المجموعة، تلك الفلسفة في تغريدة أخيرة، قال فيها إن الحكومات قد تسعى لمنع المستخدمين من الاحتفاظ بالبيتكوين في المستقبل.
وكتب: “زيادة المعروض من النقود هي وسيلة لمصادرتها من خلال التضخم، وهو شكل من أشكال الضرائب دون تمثيل أو إجراءات قانونية”.
وحتى الطريقة الجديدة التي تستخرج البيتكوين الجديدة، والتي تُسمى بـ”التعدين”، هي إشارة لتشبهها بالذهب.
يتم إنشاء البيتكوين بواسطة شبكة البلوكتشين من أجل الحفاظ عليها، بدلا من أن يتم إصدارها من قِبل بنك مركزي، وعندما يجد مُعدن تجزئة صالحة للمعاملات الأخيرة حلًا لخوارزمية بروتوكول البيتكوين، فإنه يُكافأ مع “صفقة معاملات” بيتكوين تُضاف في حسابه/ها.
يتم تعدين القليل من العملة الرقمية، وتُخصم من العرض النهائي المُحدود للعملة.
منحنى عرض عدد العملات للبيتكوين
المكافآت أو الأرباح تغيرت بالطبع مع مرور الوقت.
عندما قام Satoshi Nakamoto، مؤسس البيتكوين، بتعدين أول كتلة بيتكوين في 3 يناير 2009، أنشأ أول 50 بيتكوين، وظلت هذه المكافأة على حالها بالنسبة إلى 209.999 كتلة أخرى، عندما وقع أول “تخفيض العائد إلى النصف” أو تخفيض المكافآت.
كل 210 ألف كتلة جديدة، وفقًا لجدول زمني مشفر، تقلل الشبكة مكافأة الكتلة بنسبة 50%، فبعد آخر انخفاض للنصف، في يوليو/ تموز 2016، كانت المكافأة 12.5 بيتكوين للكتلة الواحدة.
وهذا يعني أنه في حين أن هناك 4 ملايين بيتكوين فقط متروكة للتعدين، فإن الشبكة لن تصل إلى امداداتها النهائية في أي شيء مثل السنوات التسع التي اتخذتها للوصول إلى هذا الحد، ومع انخفاض الأسعار للنصف، فإن معدل التضخم النقدي- نمو العرض للعملة- يتباطأ.
وقد رسم BashCo، وهو اسم مستعار لمشرف على r/bitcoin subreddit، مسار العرض الكلي للبيتكوين (المنحنى الأزرق) مقابل معدل التضخم النقدي (الخط البرتقالي).
Source: BashCo.
وبافتراض أن بروتوكول البيتكوين يظل كما هو (يتم استخراج كتلة جديدة كل 10 دقائق في المتوسط، ولن يتغير الجدول الزمني لخفض المكافأة للنصف)، فلن يتم استخراج أخر قطعة بيتكوين جديدة حتى مايو/ أيار 2140.
الـ120 سنة المقبلة
يُلمح الرسم البياني، مع وضع الكلام السابق في الاعتبار، إلى نقطة محورية مشتركة أخرى عند الاعتراف بالحدث- وهي أن برنامج البيتكوين مبرمج للتشغيل لفترة طويلة جدًا.
سارع Jameson Lopp، كبير مهندسي البنية التحتية في شركة Casa، بتذكير CoinDesk بأن البيتكوين قابلة للقسمة، وأنه على هذا النحو، فإن أصغر أجزاء من كل بيتكوين يمكن أن تحمل قيمة لا نهائية.
وأضاف: “في حين أن عدد 17 مليون بيتكوين قد يبدو مثل الكثير، فإه نادر للغاية، ولن يكون هناك ما يكفي لكل مليونير حالي امتلاك 1 بيتكوين كامل، لحسن الحظ، كل بيتكوين قابلة للقسمة إلى 100 مليون ساتوشي، وبالتالي سيكون هناك دائما الكثير من الزخم من حولها”.
ولكن هناك غيرها من المراوغات للبرنامج كذلك.
منها أولًا، أن البيتكوين لن يصل في الواقع إلى 21 مليون وحدة، لأسباب رياضية جزئيًا؛ لأن المُعدنين لم يُحددوا دائماً المكافأة الكاملة أو العدد الصحيح الكامل لقطعة البيتكوين، ادعى أحدهم في 17 مايو/ أيار 2011 في “منتصف الليل” على سبيل المثال، أنه حصل على مكافأة 49.99999999 كتلة، بدلا من 50.
لكي نكون واضحين، فإن البيتكوين لن يتوقف عن العمل، عندما يتم إنتاج 21 مليون بيتكوين، عند هذه النقطة، فإن الفكرة هي أنه سيتم تعويض المُعدنين من خلال الرسوم التي يجمعونها بالفعل، (على الرغم من أن بعض العلماء سعى لإثبات ما إذا كان مثل هذا السوق سيعمل في الواقع).
مع ترك العديد من الأسئلة دون إجابة، إذا كان هناك أي شيء، فإن الحدث يخدم كتذكير آخر لمدى قدوم البتكوين في المستقبل، وإلى أي مدى يجب الذهاب إليه.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.