يعد التخطيط لرحلةٍ شاملةٍ إلى بلدٍ أجنبيّ أمرًا صعبًا بالنسبة للكثيرين، نظرًا لأنه يتضمن البحث في العديد من مواقع الخدمات، من أجل حجز تذكرة الطيران المناسبة أو غرفة في أحد الفنادق أو إجراء بعض النزهات. غالبًا ما يميل مقدمو الخدمات السياحية إلى طلب تكلفةٍ باهظة الثمن مقابل قيامهم بذلك نيابةً عنك، ناهيك عن أن بعض مواقع الويب الخاصة ببعض الوجهات التي قد تختارها، تفتقر لإصداراتٍ باللغة التي تتحدثها. ومن غير المرجح أن يصادفك شيء مثير للاهتمام، فقط لأن شخصًا من دليل “لونلي بلانيت” للسفر حول العالم غفل عن ذكره.
السفر في خطوة واحدة
ما كان هذا ليحدث في حال دخلت منصة “سمارت تريب” القائمة على تكنولوجيا البلوكتشين، التي توفر لك جميع الخدمات التي تريدها. تهدف الفكرة وراء إنشاء هذه المنصة إلى تقديم خدمةٍ للسياح من أي مكانٍ في العالم تشمل كل المراحل تقريبًا، إنطلاقا من حجز تذكرة الطيران إلى تقديم النصح للسياح على غرار عدم الاقتراب من مناطق معينة في مدينة سيول في وقت متأخر من الليل.
بدلًا من حجز تذكرة طيرانٍ على أحد مواقع الويب وحجز غرفة في أحد الفنادق على موقعٍ آخر، والبحث عن المعالم السياحية على موقعٍ آخر تمامًا، تمكن هذه المنصة الأشخاص من التخطيط لعطلة رائعةٍ دون عناءٍ، بناء على ما تنص عليه الورقة البيضاء لمشروع “سمارت تريب”.
لهذا الغرض، ستستخدم المنصة العملة الخاصة بها، التي ستعرضها للبيع في وقتٍ لاحقٍ من هذه السنة، مع العلم أن اعتماد هذه العملة لدفع ثمن التذكرة لن يثير استياء المسؤولين في شركة الطيران لأنهم سيحصلون على الدفوعات بالنقود الإلزامية.
أوضح يولديس جايسمينس، المدير المالي لمشروع “سمارت تريب” وأحد مؤسسيه، أن “كل هذه الخدمات ستصبح متاحةً بفضل العقود الذكية على شبكة البلوكتشين. فبمجرد أن يقوم أحد المستخدمين بحجز بعض الخدمات، يتم إيداع المبلغ المطلوب من محفظته الشخصية، ومن ثم يُدفع للمزود بعد الحصول على موافقة الأطراف المعنية على تقديم الخدمة”.
يعتقد القائمون على هذه المنصة أن العديد من مقدمي الخدمات الممتازة لا يحظون بالاهتمام الكافي في ظل وجود منافسين كبار لهم يتزاحمون على المعالم السياحية التقليدية، بينما لا يولون اهتمامًا للوجهات الأقل شهرةً. سيتمكن مقدمو الخدمات من نشر إعلاناتهم بالتساوي مع الشركات الكبيرة والتواصل مباشرةً مع عملائهم المحتملين، بينما يعملون على مراقبة وتحليل مقاييس الأعمال الرئيسية دون مغادرة المنصة.
كما سيعمل كلٌ من نظام مراجعات المستخدمين وغرف الدردشة على مساعدة الأشخاص للعثور على زملائهم في رحلة الطيران ومعرفة المزيد عن الأماكن التي يجب زيارتها، وما الذي يتوجب عليهم فعله في البلد الذين هم بصدد زيارته.
فضلًا عن ذلك، ستساهم غرف الدردشة في تسوية النزاعات، وتسمح للمستخدمين بتحميل معلوماتٍ مفيدةٍ على قاعدة البيانات الخاصة بالمنصة وكسب مكافآت مقابل ذلك. وسيتمكن المستخدمون أيضًا من إنشاء مدوناتٍ خاصة بهم لنشر الملاحظات والصور ومقاطع الفيديو القصيرة لمشاركة تفاصيل تجربتهم خلال السفر.
ستمكن المنصة مستخدميها من حجز وسيلةٍ لتقلّهم من المطار، أو للقيام بجولةٍ، وكل ما يتعلق بالسفر تقريبًا، من خلال الدفع عبر النظام القائم على البلوكتشين باستخدام العقود الذكية التي تؤمن عملية الدفع وتجعلها أسرع. ويؤكد مطورو هذا النظام أنه سيتم إدماج جميع الأدوات الضرورية، على غرار المحفظة والمترجم وتطبيق الدردشة، في تطبيقٍ واحدٍ يمكن النفاذ إليه عبر الويب أو الهاتف المحمول.
تحتوي منصة “سمارت تريب” على كتيّب يضم مجموعةً من المصطلحات المتداولة، مع توفير خدمة الترجمة الصوتية، وقسم للطوارئ يؤمن للسائح الراحة والسلامة حيثما ذهب.
ليس بهذه السهولة
إن ما توفره هذه المنصة من خدماتٍ يعد بمثابة حلمٍ لكل سائحٍ، لذلك سيكون على مطوري منصة “سمارت تريب” العمل بجهدٍ لتحقيق هذه الرؤية. وكما هو الحال بالنسبة للعديد من شركات البلوكتشين الناشئة الأخرى، يجب على المسؤولين على هذه المنصة السعي إلى كسب مكانةٍ في هذه السوق التي تسيطر عليها حاليًا شركات كبرى على غرار “بوكينغ.كوم” و”آر بي إن بي”.
لكن، تكمن المشكلة الأكبر على مستوى الخدمات التي تقدمها البلوكتشين، لأنها تستقطب عمومًا أولئك الذين يعتمدون العملات الرقمية. وفي الوقت الحالي، لا يوجد مزودو خدماتٍ كبار على مستوى العالم يقبلون الدفع بالعملات الرقمية إلا في حالاتٍ نادرةٍ، يتم فيها الدفع باعتماد عملة البيتكوين. وبالنسبة لمثل هذه الفئة من مقدمي الخدمات، ينطوي التعامل بالعملات الرقمية على مخاطر قانونيةٍ وماليةٍ تعتمد على السلطة القضائية.
ووفقًا للقائمين على المشروع، يجري حاليًا التفاوض مع بعض الجهات المعنية في قطاع الأسفار والمؤسسات المالية على حد السواء من أجل دمج الطبيعة الرقمية للمنصة مع خاصية النقد الإلزامي لمقدمي الخدمات. وحسب ما صرح به مسؤولون على هذا المشروع، ستصدر المنصة، في وقتٍ لاحقٍ، بطاقات سحبٍ للعملات الرقمية الخاصة بها، التي سيطلق عليها اسم “تراش”، يمكن للسياح اعتمادها للدفع مقابل أي نوعٍ من الخدمات خلال رحلتهم.
لكن يبقى كل هذا رهين التطورات التي ستطرأ في المستقبل. وفي الوقت الراهن، لازالت “سمارت تريب” في المراحل الأولى من التطوير. وفي حال حققت الشركة وعودها، من المتوقع أن تقلب الموازين في قطاع الأسفار.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.