في الوقت الذي يقوم فيه كل من فيسبوك وتويتر بحظر كل الإعلانات المرتبطة بالعملات الرقمية من على منصتهما، يشهد نوع جديد من مواقع التواصل الاجتماعي القائمة على البلوكتشين رواجا كبيرًا. ومن المثير للدهشة أن هذه المنصات اكتسبت شعبية واسعة للغاية، حيث تم إطلاق عدد من هذه المنصات بفضل مئات الملايين من الدولارات التي قامت بجمعها.
حققت بعض منصات التواصل الاجتماعي التي اعتمدت تقنية البلوكتشين نجاحًا باهرًا في العالم وهي الآن تسعى إلى اعتماد طرق مبتكرة لتحسين تجربة المستخدمين. ولعل أفضل مثال على ذلك “التليغرام“، وهو تطبيق مراسلة قائم على خاصية التخزين السحابي، ويضم أكثر من 200 مليون مستخدم شهري نشط وحوالي 700 ألف اشتراك جديد يوميًا.
وفق بلومبرغ تكنولوجي، تمكنت شركة التيلغرام، التي يقع مقرها في روسيا، من جمع ما يزيد عن 1.7 مليار دولار من مبيعات العملات الرقمية، خلال شهر فبراير/ شباط ومارس/ آذار من هذه السنة. وتخطط الشركة لاستعمال هذه العائدات لتطوير مشروع “شبكة التليغرام المفتوحة”، الذي تدعمه العملة الرقمية المعروفة التي تحمل اسم “غرام”.
يشاع أن منصة تواصل اجتماعي رائدة تخطط لعرض عملة أولية، ألا وهي منصة “آسك إف إم“. تعتبر آسك إف إم من أكبر المنصات التي تتمتع بضمان جودة في العالم، حيث تضم أكثر من 215 مليون مستخدم، وتقدر قيمتها بأكثر من 270 مليون دولار. تقول الشائعات أن المنصة تخطط لتنفيذ نظام قائم على الحوافز، يقوم بمكافأة المستخدمين على نشاطهم ضمن المنصة.
لماذا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد على البلوكتشين؟
يبدو أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل منصات وسائل التواصل الاجتماعي تتجه نحو اعتماد تكنولوجيا البلوكتشين، يكمن في الضرورة الملحة والمتزايدة لتوفير الخصوصية وأمن البيانات. وفي ظل سيطرة المخاوف على أذهان الجميع في هذا الصدد، يخلق هذا الأمر فرصة للابتكار والتغيير.
جرت العادة أن تقوم منصات التواصل الاجتماعي بجمع البيانات الشخصية من المستخدمين واعتمادها في الحملات التسويقية مقابل خدمات مجانية. في الكثير من الأحيان، يتم إساءة استخدام بيانات المستخدمين مما قد يلحق بهم الأذى.
على سبيل الذكر، تعتبر الحادثة الأخيرة التي شهدها فيسبوك أفضل مثالا على ذلك، حيث سمح الموقع لإحدى شركات الاستشارات السياسية “كامبريدج أناليتيكا“، بجمع بيانات شخصية واستخدامها من أجل القيام بتشخيص نفسي للمستخدمين.
وفقاً لموقع بيزنيس إنسايدر، استخدمت الشركة تطبيقًا تم تطويره من قبل الأستاذ في جامعة كامبريدج، ألكسندر كوغان، للوصول إلى الرسائل الخاصة لمستخدمي الفيسبوك، والقيام باختبار لتحليل المشاعر.
لتجنب مثل هذه الحوادث، ومن أجل تحقيق التقدم المطلوب، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي من الاعتماد على النماذج المركزية القائمة على الإعلانات إلى اعتماد الأنظمة التي تعتمد على تكنولوجيا البلوكتشين. من خلال هذا النموذج الجديد القائم على البلوكتشين الذي ستعتمده وسائل التواصل الاجتماعي، سيصبح بإمكان المستخدمين التحكم بصفة كاملة في بياناتهم، كما سيكون لديهم الخيار في مشاركة تلك البيانات والجهات المعنية بالتحديد.
يظهر تحدٍ آخر يواجه النموذج التقليدي الذي تتبعه وسائل التواصل الاجتماعي، ألا وهو التغير السريع في اللوائح التنظيمية التي تخص البيانات.
في الماضي، أظهرت الحكومات في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة اهتمامًا متزايدًا فيما يخص التحكم في كيفية استخدام المعلنين للبيانات الشخصية. على سبيل المثال، تم اقتراح لائحة تنظيمية صارمة للغاية في المملكة المتحدة، تعرف باسم تنظيم حماية البيانات العامة، وهي الآن على وشك الدخول حيز التنفيذ. ومن المتوقع أن هذا القانون لن يكون له تأثير على الأنشطة التجارية في المملكة المتحدة فحسب، بل كذلك على الأنشطة التجارية في الولايات المتحدة ومناطق أخرى.
قد تجعل خاصية عدم القابلية للتغير التي تتسم بها تقنية البلوكتشين تتناقض بطريقة ما مع تنظيم حماية البيانات العامة، لكن مساهمتها في حماية البيانات وتوفيرها لقدر عال من الأمان تجعلها أفضل أداة للمستخدمين. في الأثناء، يمكن إيجاد حل للتحديات المحدودة على مستوى العلاقة بين كل من تكنولوجيا دفتر الأستاذ الموزع وقانون تنظيم حماية البيانات العامة بسهولة. كما يمكن للبلوكتشين التي تعنى بتوفير الحلول، أن تتفق مع الهيئات التنظيمية لإيجاد حل يرضي الطرفين.
في النهاية يمكن القول إن منصات التواصل الاجتماعي القائمة على البلوكتشين تعمل على تقديم خدمات أخرى قيمة للمستخدمين. على سبيل المثال، تسمح منصات التواصل الاجتماعي مثل “إندورز” “وسينيريو” للمستخدمين بمشاركة مهاراتهم والحصول على مكافآت مقابل ذلك. في الوقت ذاته، توفر بعض المنصات الأخرى فرصة لمحبي الألعاب للتفاعل والتنافس ضد بعضهم البعض وتلقي المعلومات دون خوف من تسرب البيانات. وقد أصبحت كل هذه الأمور ممكنة من خلال تطوير البلوكتشين وتكنولوجيا العقود الذكية.
مع التراجع المستمر لعدد المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، بالإضافة إلى اختيار معظم الأشخاص لوسائل التواصل الاجتماعي المبتكرة والآمنة، تشهد المنصات القائمة على تكنولوجيا البلوكتشين نموًا متسارعًا.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.