تعمل شركة سيفيل، وهي شركة ناشئة في مجال الصحافة تعتمد تقنية البلوكتشين، وتحديداً بلوكتشين الإيثيريوم، على اكتساح قطاع الصحافة بطريقة من شأنها أن تجعل منه مستداما من جديد.

في أكتوبر/ تشرين الأول من سنة 2017، أعلنت شركة سيفيل عن رأس مال استثماري بقيمة 5 ملايين دولار من التمويلات المتأتية من قبل شركة كونسانسيس، المختصة في تركيز وتمويل وإجراء البحوث حول بلوكتشين الإيثيريوم، ونشر تقنية البلوكتشين، وذلك حسب ما جاء في موقع كوين ديسك.

نموذج مبتكر

ونظراً لأن نموذج عمل الشركة مبتكر، فإن ذلك يتطلب بعض التفسير والتوضيح. وتتضمن شركة سيفيل العديد من الأقسام، لكن هناك جانبين بارزين لا بد من تبيُن خاصيتهما. ووفقًا لنيمان لاب، لن يتم نشر جميع المقالات الصادرة عن غرف الأخبار التابعة لسيفيل على موقع ويب متاح للجميع فحسب، بل سيتم تحميلها أيضًا على شبكة بلوكتشين الأيثيريوم (يمكن مشاهدتها هنا).

يحيل هذا الأمر إلى أنه بدل حذف المقالات وعدم التمكن من حفظها، على غرار ما حصل مع صحفيين سابقين لـدى دي إن إي إنفو وغوثميست عندما توقفت مواقعهم عن العمل فجأة، سيقع تخزينها على بلوكتشين الإيثيريوم في شكل نسخة احتياطية. وتحاول شركة سيفل تفادي حدوث ما فعله بيتر ثيل بمدونة غاوكر.

تم تأسيس غرفة الأخبار بلوك كلوب شيكاغو، لتجنب مشكلة غوثميست، وهذا مهم بالنسبة للنموذج الذي تريد شركة سيفيل تجسيده. ويتمثل الجانب الثاني الذي يجب معرفته عن شركة سيفيل في خلق سوق لامركزية موجهة للصحافة. كما يمكن للأشخاص المهتمين بغرف الأخبار التي يواضبون على قراءة موادها الإخبارية أن يقوموا بدعمها باعتماد وحدات سي فس إل، أو ببساطة، الدفع لغرف الأخبار عن طريق النقود العادية على غرار شركات الأخبار التقليدية. وفي حال أراد المستخدم تجنب التعامل بالعملات الرقمية المقدمة من شركة سيفيل، فلا يزال بإمكانه دعم غرف أخبارها من خلال الوسائل التقليدية.

تقدم غرف الأخبار التابعة لشركة سيفيل جملة من الوعود وتحمل في طياتها قدرا من التنوع. كما تضم غرف الأخبار بوبولا، وهي مجلة دولية أسبوعية تنشط ضمنها المحررة ماريا بوستيلوس إلى جانب كتاب من مجلة نيويوركر وباسيفيك ستندار ولوس أنجلوس تايمز وغيرها من المنشورات الإخبارية الرئيسية.

نجد من بين الغرف الإخبارية الأخرى، صحيفة “هيم ديلي” التي يديرها المحرر السابق في مدونة “غاوكر” وموقع “ذي أويل”، توم سوكا. إضافة إلى ذلك، أعلن مركز الصحافة الأوروبي، بدعم من شركة “سيفيل” ومبادرة نزاهة الأخبار التي أطلقتها جامعة مدينة نيويورك، أنه سيتم تخصيص ما يقارب 1.7 مليون يورو لدعم غرف الأخبار الجديدة في أوروبا، التي سيكون لها الخيار للانضمام لاحقًا إلى منصة “سيفيل”.

تحديات الصحافة

احتضنت شركة “سيفيل” مؤخرا حدثا في جامعة جورج واشنطن، بالمشاركة مع “البلوكتشين للأثر الاجتماعي“، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تطوير منتجات البلوكتشين، بالإضافة إلى تقديم حلول تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي قامت بوضعها منظمة الأمم المتحدة. كما تعمل المنظمة على توطيد العلاقات بين عالم المنظمات غير الربحية والحكومة وبين عالم التقنيين وأصحاب رؤوس الأموال.

لم يقتصر الحدث وحلقات النقاش على تقديم استفسارات عن شركة “سيفيل”، وإنما كان النقاش حول التحديات الحالية التي تواجهها الصحافة. وقد أعلن خلال الحدث أن موعد الإطلاق الرسمي للمنصة سيكون في غضون شهرين، مما يعني أن منصة “سيفيل” ستستهل عملها في شهر حزيران / يونيو من هذه السنة.

تتعدد التحديات في هذا المجال، وذلك انطلاقا من نموذج عمل الشبكة المختلف إلى المشاكل التقنية التي تواجهها منصة بلوكتشين الإيثيريوم. وتتجلى هذه الصعوبات التقنية في عدم التأكد من قدرة هذه المنصة على معالجة العديد من المعاملات التي تحدث ضمن مختلف العمليات التابعة لسيفيل.

وشهد النصف الثاني من الحدث، حلقة نقاش شارك فيها كل من ديفيد إنسور والأستاذ نيل واسرمان، إلى جانب ماثيو إيليس وكريستين موهان الرئيسة التنفيذية والمؤسسة لشركة “سيفيل”. لم تكن حلقة النقاش بالأساس حول الشركة، بل وقع التحاور حول الصعوبات الحالية التي تواجهها الصحافة، مثل نقص الإيرادات، وتكاليف الصحافة الاستقصائية الجيدة، علاوة على انعدام الثقة في الصحافة ووسائل الإعلام بشكل عام.

يتمثل الهدف الرئيسي من إقامة سيفيل لهذا الحدث، في الإشارة إلى أن الصحافة بحاجة إلى حلول جديدة لمشكلة الإيرادات. لكن يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح “سيفيل” في تحقيق هدفها الذي تسعى من خلاله إلى تطوير مجال الصحافة؟

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.