قد تؤدي عملية مطابقة العملات الرقمية لأحكام الشريعة الإسلامية إلى استقرار قيمتها.

يوم الأحد الماضي، أطلقت دبي أصولًا رقميةً جديدةً تعادل قيمتها قيمة الماس، في محاولةٍ منها لدفع المستثمرين إلى الدخول في عالم تقنية البلوكتشين، باعتبارها بديلًا أكثر أمانًا للمعاملات. يعرض المشروع المشترك بين مجموعة القصير وشركةٍ خاصةٍ تابعةٍ للشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أحد أفراد العائلة الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة، على المستثمرين إمكانية مبادلة أصولهم الرقمية مقابل أحجار من الماس، تعادل نفس قيمة هذه الأصول، وفق ما ذكر موقع thenational.

أكد مؤسس مجموعة القصير، أميت لاخانبال، أن الأصول الرقمية التى سيطلق عليها اسم “الماس”، تعتبر أول مقايضةٍ تجاريةٍ تتم من خلال تقنية بلوكتشين تعتمد على حجر الماس، وهي “تمنح المستثمرين الشعور بالاطمئنان على استثماراتهم، خلافا لتداول العملات الرقمية. ويرجع ذلك إلى استقرار الأصل التقليدي المقابل لها”، حيث أن كل الأصول الموجودة على البلوكتشين مرتبطةٌ بأصلٍ حقيقيٍ ملموسٍ هو “الماس”.

وقال لاخانبال إن “هذا المشروع يعتبر مشروعًا تجاريًا تقليديًا مرتبط بأحدث تقنية موجودة حاليًا في العالم الرقمي، ألا وهي البلوكتشين”. وأوضح لاخانبال أن “المقر الرئيسي للشركة يوجد في دبي، ولكننا في غضون خمس سنوات سنتمكن من السيطرة على صناعة الماس في العالم”.

خلال الأشهر الماضية، واجهت العملات الرقمية عددًا كبيرًا من التحديات، في ظل محاولة صناع القرار في العالم تقنين التداول بها، بدايةً من الطروحات الأولية للعملة. وبالفعل، فقدت عملة البيتكوين نحو 52 بالمائة من قيمتها في الربع الأول من هذه السنة لهذا السبب. فعلى سبيل المثال، حظر البنك الاحتياطي الهندي التعامل بالعملات الرقمية تمامًا داخل البنوك والمؤسسات المالية.

حاولت مجموعة القصير تجنب تصنيفها على أنها شركة لتداول العملات الرقمية. كما بين لاخانبال “من فضلكم، لا يمكن المساواة بين أصولٍ رقميةٍ تعتمد على تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية، لأن الأصول لا تعتمد قيمتها على النقود الورقية على غرار العملة الرقمية، وإنما ستعتمد على قيمة داخلية ستحددها الشركة على بوابتها الإلكترونية التي ستطلقها بتاريخ 16 أغسطس/ آب 2018”.

 

3 أصولٍ رقميةٍ

يعتبر الأصل الرقمي “الماس” واحدًا من بين ثلاثة أصولٍ رقميةٍ أخرى، كُشف عنها النقاب في هذا الحدث. ويدعى الأصل الأول “الحقيق”، الذي يمكن مقايضته بالجواهر الثمينة، ويسمى الأصل الآخر”الفلاح”، الذي يمكن مقايضته بالعطور الفخمة على غرار العود والعطّار والبخور.

يستطيع المستثمرون شراء الأصول الرقمية التي سيتم طرحها في “العروض الأولية للأصول الرقمية” على عدة مراحل للبيع، التي ستبدأ يوم الأحد القادم وتنتهي في منتصف أغسطس/ آب. ويعتبر الحد الأدنى للاستثمار 250 دولارًا أمريكيًا، أي ما يعادل 25 أصلًا رقميًا على شبكة البلوكتشين، بقيمة 10 دولاراتٍ لكل أصل. أما الحد الأقصى للاستثمار فسيكون 250 ألف دولارٍ.

مع انتهاء مدة العروض الأولية للأصول الرقمية، يستطيع المستثمرون مبادلة الأصول التي يملكونها بأحجارٍ من الماس بنفس القيمة، مصادق عليها من قبل “المعهد الدولي للأحجار الكريمة” بالهند. كما يستطيع كل من اشترى أصولًا رقميةً أخرى، على غرار الحقيق أو الفلاح، مقايضة تلك الأصول بالجواهر أو العطور.

وبحلول السنة القادمة، تطمح الشركة إلى افتتاح ألف متجرٍ في دول الخليج وجنوب شرق آسيا وأوروبا والمملكة المتحدة، حيث يستطيع المستثمرون الذهاب إليها ومقايضة الأصول الرقمية فيها بكل سهولةٍ.

توافق الأصول الرقمية الثلاثة أحكام الشريعة الإسلامية، حيث أن هناك أصولًا حقيقيةً ملموسةً مقابلة لها. وبهذه الطريقة، تسير الأصول الرقمية على درب العملة الرقمية “وان غرام”، التي أطلقتها دبي السنة الماضية، التي تقابل قيمتها قيمة الذهب.

عقدت “وان جرام” شراكة مع منصة “غولد غارد” الإلكترونية، التي تتخذ من دبي مقرا لها، من أجل طرح العروض الأولية لعملة “وان غرام”. وتعادل قيمة كل وحدة في عملة “وان غرام” غرامًا واحدًا من الذهب. وفي الوقت الحالي، يوجد المقر التجاري لهذه المنصة في المنطقة الحرة لمطار دبي الدولي.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.