يملك بتي كزروينسكي، والمعروف بإسم فيوريوس بيتي، ما يقرب حوالي خمسة ملايين متابع على يوتيوب. لكن، لا يمكن لهذه المجموعة مشاهدة غالبية مقاطع الفيديو التي يقوم بنشرها.
للحصول على 46 مقطع فيديو من بين 76 عملا حول رفع الأثقال ومسابقات الأكل التي نشرها بتي خلال الشهرين الماضيين، يتعين على المعجبين إستخدام دي تيوب (Dtube) الذي يشبه إلى حد كبير موقع يوتيوب. لكن، يعتمد صناع المحتوى في دي تيوب على التبرعات المتأتية من المشاهدين بدلا من عائدات الإعلانات. ونادرا ما يحاول منسقو الموقع فرض الرقابة على المواد التي يحتمل أن تكون مسيئة، بحسب ما ذكرت وكالة bloomberg الأميركية.
وقال كزروينسكي، الذي أقدم على خطوة التغيير منذ شهرين، إنه “شعر بأن مادته لم تعد متداولة بالقدر الذي تستحقه على موقع يوتيوب. علاوة على ذلك، لم يستجب لطلبات التعليق”.
في الوقت الذي بدء فيه يوتيوب في اتخاذ موقف أكثر صرامة فيما يتعلق بفرض الرقابة على مقاطع الفيديو المسيئة التي لا يرغب فيها المعلنون، هرب قسم كبير من منتجي محتوى الفيديو إلى مواقع مثل دي تيوب، لتجنب مثل هذه القيود.
مثل غيره من المواقع الإلكترونية الناشئة، يعمل دي تيوب على شبكة البلوكتشين التابعة لمنصة ستيم. وتمكن هذه المنصة المستخدمين من دفع أجور مبدعي المحتوى الرقمي عن طريق وحدات العملة الرقمية. وتعد هذه الطريقة نقطة أخرى تميّز دي تيوب عن غيره من المواقع مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر.
التخلص من الإعلانات الرقمية
وتعمل هذه المواقع الثلاثة، التي تحركها الإعلانات، على التخلص التدريجي من إعلانات العملات الرقمية لحماية أنفسها من المسؤولية القانونية المحتملة، خاصة إذا كانت الإعلانات خادعة أو تجعل من العملات الرقمية بمثابة ضمانات. في المقابل، يعتبر مصممو الفيديو المهتمون بالعملات الرقمية هذه القيود عاملا آخرا يقودهم بعيدا عن المواقع المشهورة.
إثر فضيحة بيانات فيسبوك، أصبحت الخصوصية تحت سيطر أطراف ثالثة. وفي حين لم يستجب يوتيوب إلى طلب التعليق عن هذه الحادثة، أشار فيسبوك، الذي لم يشهد انخفاضا كبيرا في عدد مستخدميه، إلى تصريحات سابقة تفيد بأن الشركة تعمل على تحسين سمعتها المتضررة.
ويقول نيد سكوت، الذي يدير شبكة ستيمت للتواصل الاجتماعي إن “المنصات الأقل مركزية تمنح قدرا أكبر من القوة، وحتى الخصوصية، إلى مبدعي المحتوى والمستخدمين”.
عوضا عن الإعلانات وبيانات المستخدمين، تعتمد مواقع إلكترونية على غرار ستيمت التابعة لسكوت على نمو نسبة المستخدمين لزيادة قيمة وحداتها الرقمية بشكل أكبر. ويضيف سكوت قائلا: “لقد كانت التجربة، برمتها، أكثر شفافية. وأورد: “لن يكون هناك العديد من السلطات الفردية التي تفرض طرق عمل وسائل الإعلام الاجتماعية”.
ووفقا لسكوت، يبلغ عدد الحسابات على شبكة ستيمت التي تأسست منذ سنتين حوالي مليون حساب. وأضيف حوالي 120 ألف حساب آخر خلال الشهر الماضي. في المقابل، تمتلك شبكة إل بي أر واي( LBRY)، المنافسة لهذه الشركة، حوالي 600 ألف مستخدما مسجلا على شبكتها. لكن، لا يمكن مقارنة هذه الأرقام بعدد مستخدمي فيسبوك الذي يتزايد بصفة شهرية، والذي يبلغ حوالي ملياري شخص. كما لا يمكن مقارنة هذه الأرقام بعدد المستخدمين الذي تم تقديم بياناتهم إلى كامبريدج أناليتيكا، والذي يبلغ حوالي 87 مليون شخص.
وتقول ناومي بروكويل، مصممة فيديو في نيويورك مختصة في مواد التشفير، إنها “تحقق متوسط دخل قدره 40 دولار بقيمة وحدات عملة ستيم لمقطع الفيديو الواحد. في المقابل، قد يستغرق تحصيل هذا المبلغ أشهرا على موقع يوتيوب”. من جهتها، تؤكد بروكويل أنها “بحاجة إلى إيجاد بدائل للعلامات التجارية في شبكات التواصل الإجتماعي، خاصة في ظل العمل على التخلص التدريجي من الإعلانات على مقاطع الفيديو التابعة لها. وتعتبر ناومي أن هذه الإجراءات متعلقة بالسيطرة أكثر من تركيزها على الحماية”.
في بداية الأمر، شككت بروكويل، على غرار العديد من منتجي المحتوى على هذه المواقع الجديدة، في قيمة وحدات عملة ستيم الرقمية. كما اعتبروا أنه من غير المنطقي استبدالها بالدولار الأمريكي، نظرا لأنه غالبا ما تعتمد “مواقع تبادل العملات الرقمية” على تداول عملة ستيم بالبيتكوين أولا، ثم مبادلة البيتكوين بالنقود. لذلك، اعتبرت بروكويل، أنه من السهل بما فيه الكفاية النظر إلى الجانب المشرق لعملة ستيم الرقمية.
الحفاظ على خاصية التحكم
يقول الرئيس التنفيذي لمنصة إل بي أر واي، جيريمي كوفمان: “يمكن لمنتجي المحتوى أن يتوقعوا الحفاظ على خاصية التحكم في مصيرهم في ظل استعمال مواقع البلوكتشين، نظرا لوجود عدد قليل من الحواجز في حال قرروا المغادرة”. ويضيف قائلا: “إن هذه المواقع شبيهة بالبريد الإلكتروني، إذ يعد من السهل نسبيا اعتماد موقع مغاير وشبيه له في حال لم يعجبك. وبسبب الطبيعة اللامركزية التي تتميز بها الشبكات المدعومة بتكنولوجيا البلوكتشين، يمكن للمستخدمين الملمين بالتكنولوجيا إيجاد طرق لنشر مواد مثيرة للجدل حتى لو حاول الموقع منعهم أو حظر هذا المحتوى”.
في المقابل، تساهم القوانين المتساهلة في جعل هذه المواقع ملاذا لأنواع من خطابات التحريض على الكراهية، ونظريات المؤامرة وغير ذلك من المواد غير المرغوب فيها، التي يعتمد يوتيوب وغيره من المواقع الأخرى إجراءات بطيئة لحظرها.
كانت عملية وقف انتشار هذه الأنواع من مقاطع الفيديو، دون المساومة على حرية التعبير أو بيانات صانعي المحتوى، أمرًا صعبًا. وتجدر الإشارة إلى حادثة نسيم أغدام، منتجة المحتوى على موقع يوتيوب من سان دييغو، التي نددت في حديثها إلى أقاربها، مرارا وتكرار، بممارسات الشركة، المتعلقة بالمقابل؛ قبل أن تطلق النار في مقر يوتيوب في سان برونو بولاية كاليفورنيا. وقد جدت هذه الحادثة في الثالث من أبريل/ نيسان الفارط، وأسفرت عن مقتل هذه الفتاة وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين.
وصرح لانس مورغن، الرئيس التنفيذي لمجموعة بلوكتشين إنتلجنس غروب الذي يقوم بتحليل معاملات العملات الرقمية، أنه “في حال كانت هذه الخدمات على غرار دي تيوب وستيمت ناجحة بما فيه الكفاية، فستتمثل المشكلة الأكبر التي تواجهها في الأموال الطائلة ليوتيوب وفيسبوك”. ومع ذلك، يقول بعض منشئي المنصات إن “المواقع المشهورة مشوهة بدرجة كافية، مما يعطي فرصة لأسماء جديدة”.
واستدرك دان نوفايس، الشريك والمؤسس والرئيس التنفيذي لموقع البث كرنت القائم على تكنولوجيا البلوكتشين قائلا: “إلى حد الآن، لست متأكدا من مدى إدراك الناس لأهمية بياناتهم الشخصية”. لكن، ستمنح بلوكتشين الأشخاص فرصة لمكافأتهم على وقتهم واهتمامهم وبياناتهم. علاوة على ذلك، لن يتم التحكم في بياناتهم القيمة من قبل الشركات العملاقة بعد الآن.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.