قد يكون وادي السيليكون رمزًا للثراء الفاحش، إلا أن ملوكه لا يحبذون التباهي بثرواتهم. تشجع الثقافة السائدة أصحاب المليارات في قطاع التكنولوجيا على التحلي بالتواضع، وإنفاق أموالهم على الأحذية الرياضية والقمصان، بدلًا من إنفاقها على الحفلات، والتركيز على العمل وليس مظاهر البذخ. لكن حتى الآن، لازال أثرياء عالم العملات الرقمية يشكلون إستثناءً.
في الوقت الحالي، يعمد الكثير ممن جنوا ثرواتهم من خلال الاستثمار في عملة البتكوين والإيثريوم، التي تعتبر ثاني أكبر عملةٍ رقميةٍ من حيث القيمة السوقية، إلى شراء سيارات لامبورغيني لإظهار مدى ثرائهم ومكانتهم المرموقة في المجتمع.
يبدو أن السيارة الرياضية الإيطالية الجذابة قد تحولت إلى “ميم على الإنترنت”: فعندما تقدم إحدى العملات الرقمية الناشئة وعوداً حول القدر الكبير من الأموال التي ستوفرها للمشترين، يطرح السؤال التالي على مواقع التواصل الاجتماعي “متى سنتمكن من اقتناء سيارة اللامبورغيني؟”. فهم يودون معرفة المدة التي سيستغرقها مشتري العملة ليصبح قادرًا على تحمل تكلفة السيارة الخارقة، التي يبلغ ثمنها 200 ألف دولارٍ أمريكي.
خلال الخريف الماضي، قام بيتر سادينغتون، وهو مبرمجٌ يبلغ من العمر 35 سنةً ويعيش في أتلانتا في الولايات المتحدة الأمريكية، بشراء سيارة لامبورغيني هوراكان جيل 2015 مقابل 45 وحدة بيتكوين (التي تعادل قيمتها 200 ألف دولار أمريكي) في ذروة موجات الهوس بالعملات الرقمية. وعندما اشترى سادينغتون البيتكوين سنة 2011، كان سعر هذه العملة الرقمية آنذاك لا يتجاوز 3 دولاراتٍ أمريكيةٍ.
وفي تصريحٍ أدلى به لموقع “ياهو فاينانس” سنة 2017، قال سادينغتون إن “شراء سيارة لامبورغيني بعملة البيتكوين يشير إلى أنه يمكن اعتمادها في المعاملات اليومية، مثل شراء أغراضٍ مثيرة للاهتمام. فهي ليست معتمدةً من قبل المجرمين فقط”.
كانت السيارة التي قام سادينغتون بتسديد ثمنها بالبيتكوين مباشرةً، مستعملةً. ووفقًا لموقع “ياهو فاينانس” و”سي إن بي سي”، دفع سادينغتون للتاجر رسوم المبادلة، البالغة قيمتها 7.95 دولارًا أمريكيًا، وضريبة المبيعات نقدًا.
سنة 2015، كانت الوكيلة العقارية بايبر موريتي، صاحبة شركة مجموعة “كريبتو ريالتي” المتخصصة في مساعدة الأشخاص لشراء منازل بالعملات الرقمية، شاهدةً على شراء أحد عملائها لسيارة لامبورغيني بعملة البيتكوين.
أعجبت عائلة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة بمنزلٍ تقدر قيمته بنحو 3.2 مليون دولارٍ، الذي كان يطل على شاطئ مانهاتن. فأراد عميل موريتي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن يدفع من خلال البيتكوين، إلا أن وكيل صاحب المنزل اعترض على ذلك. ووفقاً لموريتي، كان عليهم إيجاد طريقةٍ لإثبات مصداقيتهم وعدم محاولتهم خداع البائع.
في تلك الفترة، شهدت أسعار البيتكوين إرتفاعًا، فقرر عميل موريتي إنفاق ما تبقى من النقود على سيارة لامبورغيني من وكالةٍ لبيع السيارات في مقاطعة أورانج، التي كانت تقبل الدفع بالبيتكوين.
قالت موريتي لأحد عملائها “أرسل لي كل الوثائق المتعلقة بهذا الشأن”، بما في ذلك جميع الإيصالات والمستندات المتعلقة بالمعاملة التي قدمتها إثر ذلك إلى الوكيل البائع. كما أفادت موريتي لموقع “بيزنس إنسايدر” بأن “مبادلة سيارة اللامبورغيني ساعدتنا على شراء المنزل”، مضيفةً أن “العملات الرقمية لا تقتصر فقط على جمع المال، فهي تخول لك شراء العديد من الأخرى”.
مبيعات اللامبورغيني تحقق أرقامًا قياسيةً
وفقا لمقال نُشر مؤخرًا في صحيفة “نيويورك تايمز”، يعتقد مجتمع العملات الرقمية أن شراء سيارة لامبورغيني قد يكون الطريقة الوحيدة المقبولة لإنفاق المال، على الرغم من أسعارها الخيالية.
في الماضي، انتقد مخترع منصة الإيثريوم، فيتاليك بوتيرين، المستثمرين في العملات الرقمية الذين لا ينفكون عن التباهي بثرواتهم الجديدة. وفي شهر ديسمبر/ كانون الأول، نشر فيتاليك تغريدةً على حسابه على موقع تويتر قال فيها: “إذا كان كل ما نستطيع فعله هو تركيب صورٍ عن اللامبورغيني ونشرها على الإنترنت، والسخرية بطريقة صبيانيةٍ على أشياء تافهةٍ، فحينها سأرحل”.
نُشرت صورةٌ مركبةٌ لبوتيرين وهو يرتدي زيًا دينيًا ويمسك بسيارة لامبورغيني أفينتادور حمراء بين كفيه، و سرعان ما انتشرت هذه الصورة على موقع التواصل الاجتماعي “ريديت” سنة 2017، وقد تمت مشاركة هذه الصورة على نطاقٍ واسعٍ منذ ذلك الحين.
قد لا نعلم عدد الأشخاص الذي أصبحوا أثرياء بفضل الاستثمار في العملات الرقمية، الذين قاموا بدورهم بالفعل بشراء هذه السيارة. لكن في تقريرٍ نُشر مؤخرًا على موقع “كوراتز” الإخباري، تبين أنه كلما ارتفعت قيمة عملة الإيثريوم، ازدادت مبيعات سيارة اللامبورغيني. سنة 2017، باعت شركة السيارات الفاخرة 3815 سيارةً. وذكرت الشركة أنها تشهد لسنة السابعة على التوالي زيادةً في نسبة المبيعات.
صرح المدير العام في لـ”نيوبورت بيتش لامبورغيني” في كوستا ميسا بولاية كاليفورنيا، لسي إن بي سي، أنه خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول، أجرت الشركة صفقة بأكثر من “10 مبادلات عن طريق العملات الرقمية”، في الفترة التي بلغت فيها قيمة البيتكوين 19 ألف دولارٍ، وهو ما يزيد بمبادلتين عن عدد المبادلات التي أجرتها الشركة بين سنة 2013 و2016.
ليس أثرياء العملات الرقمية بالضرورة مسؤولين عن ارتفاع مبيعات اللامبورغيني. فهناك عددٌ قليلٌ نسبيا من الأشخاص الذين قاموا بالاستثمار في العملات الرقمية، الذين اشترى قلةٌ منهم العملة الرقمية قبل أن ترتفع قيمة كلٍ من البيتكوين والإيثريوم سنة 2017، ما جعل بعض مالكي العملات الرقمية يكسبون ما يكفي من المال لشراء سيارةٍ رياضيةٍ.
يمكن لمحبي العملات الرقمية وسيارات اللامبورغيني إجراء بعض الحسابات لمعرفة متى يمكن لاستثماراتهم في العملات الرقمية تحقيق الأرباح الكافية لشراء هذه السيارة الخارقة. وكل ما عليهم فعله، زيارة الموقع الإلكتروني الساخر “وان.لامبو.كوم”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.