لقد أصبحت سويسرا مركزًا عالميًا للعملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكتشين الداعمة لها، ويتجلى ذلك من خلال تدفق المستثمرين إلى هذه الدولة الغنية للدخول في عالم المعاملات الرقمية، وفق ما ذكر موقع CCTVNEWS.

وأقامت زيورخ أول جهاز صراف آلي لعملة البيتكوين منذ أربع سنوات. وفي سنة 2016، قدمت شركة السكك الحديدية الوطنية السويسرية إمكانية شراء العملة الرقمية في أكثر من ألف موزعٍ في جميع أنحاء البلاد. كما شكلت بلدة زوغ الصغيرة، التي تبعد عن مدينة زيوريخ مسافة نصف ساعة بالسيارة، مركزًا اقتصاديًا عالميًا بفضل الخطة الضريبية المناسبة للأعمال؛ مما جعلها موطنًا لعشرات الآلاف من الشركات بما في ذلك شركات الاستثمار الكبرى، وشركات الأدوية، والسلع، فضلا عن مجموعات التداول.

إلى جانب ذلك، ظهرت فئة جديدة من الشركات في المدينة يطلق عليها في الأوساط عالية التقنية اسم “وادي الكريبتو” أو “Crypto Valley”. كما تم تأسيس جمعية “وادي الكريبتو” في بلدة زوغ سنة 2013 بهدف جذب الشركات الناشئة التي تعمل في مجال صناعة وتداول العملات الرقمية إلى المدينة.

وبينت الوكالة المالية السويسرية فينما، أن معدل أربعة من أصل ستة عروض أولية للعملة الرقمية، وهي وسيلة غير منظمة لجمع الأموال لمشاريع جديدة في مجال العملات الرقمية، تمت في سويسرا.

وتسمح تكنولوجيا البلوكتشين بتطوير أنظمة دفع الند للند، عبر تسجيل المعاملات ككتل يتم تحديثها بصفةٍ آنيةٍ على دفتر الحسابات الرقمي، ويمكن الإطلاع عليه في أي مكان، علما بأنه ليس لهذه التكنولوجيا حافظ سجلاتٍ مركزيٍ.

تعتبر زوغ حاليًا موطنًا لحوالي 200 شركةٍ متخصصةٍ في تقنية البلوكتشين، بما في ذلك المؤسسة التي قامت بإصدار عملة الإيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية بعد البيتكوين. بالإضافة إلى ذلك، قبلت المدينة بعملة البيتكوين كوسيلةٍ للدفع مقابل الخدمات التي يقدمها مجلس المدينة منذ سنة 2016. وفي الوقت نفسه، قررت بلدة كياسو الواقعة جنوب سويسرا والناطقة باللغة الايطالية التنافس مع مدينة زوغ، التي تعرف باسم “كريبتو بوليس”، وذلك من خلال قبول دفع عملة البيتكوين الرقمية لبعض الضرائب.

 

مخاوف من غسيل الأموال

في مواجهة الزيادة الحادة لعدد العروض الأولية للعملة، نشرت الوكالة المالية السويسرية في الشهر الماضي إرشاداتٍ تفصيليةٍ حول المتطلبات التنظيمية لمثل هذه الخطط لجمع الأموال. وفي هذا الصدد، قال المنظم إن “خلق الشفافية في هذا الوقت مهمٌ نظرًا لنشاط السوق والمستوى المرتفع للطلب”.

كما حذرت هذه الوكالة من خطر غسيل الأموال وأكدت على ضرورة الحماية من هذه الجرائم، نظرا لارتفاع نسبة المخاطر في “النظام اللامركزي الذي تقوم عليه تكنولوجيا البلوكتشين، حيث يمكن تحويل الأصول بشكلٍ سريٍ دون أي وسطاء خاضعين لضوابط تنظيمية”.

في المقابل، كانت مواقف أهم البنوك السويسرية متباينةً حول تدفق العملات الرقمية في الأسواق. فقد قبلت بعض المصارف السويسرية التعامل بالعملات الرقمية، على غرار مصرف “فونتوبل” الذي عمل على إنشاء أول منتجٍ منظمٍ للبيتكوين، وهو بمثابة جهاز تعقبٍ يسمح بالاستثمار في تحويل قيمة العملة الرقمية دون شراء العملات بشكل مباشرٍ.

وقدم بنك “فالكون” خدمات إدارة الأصول لمجموعة من العملات الرقمية شملت كلا من البيتكوين والإيثريوم. في سياق متصل، سمحت مجموعة الخدمات المالية والتجارية “سويسكوت” بتداول خمس عملاتٍ رقميةٍ. في المقابل، ظل كل من مصرف “يو بي إس” و”وسويس كرديت”، أكبر مصرفين في سويسرا، بعيدًا عن كل ما يخص ازدهار العملات الرقمية.

وفي مقابلة مع صحيفة “نويه تسوريشر تسايتونغ” الأسبوعية الناطقة بالألمانية، في أواخر 2017، حذر أكسل ويبر، رئيس شركة “يو إس بي” المصرفية والرئيس السابق للبنك المركزي الألماني، من “عيوب التصميم” في العملات الرقمية، على غرار البيتكوين.

كما لجأ المصرف إلى تحذير العملاء من الاستثمار في العملة الرقمية، لأن البنك “لا يعتبرها قيّمة فضلا عن أنها غير مستدامة”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.