قدّمت شركة إنتل، إحدى كبرى الشركات في صناعة أشباه الموصلات Semiconductor في العالم، براءة اختراع لرقاقة مسرعة جديدة لتعدين عملة البيتكوين، تحت مسمى “المسرع المعدني لتعدين البيتكوين، بطاقة استيعاب أكبر للرسائل ومسار بيانات مجدول لها”.
وعلى الرغم من أن براءة الاختراع الأصلية تم تقديمها، في سبتمبر/أيلول 2016، إلا أنها أُصدرت الآن لأول مرة، وفق ما ذكرت مجلة Bitcoin magazine الأمريكية.
لفترة طويلة، ظلَّ تعدين البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى تحت المجهر، بسبب الطاقة المفرطة التي تُستخدم خلال هذه العملية.
وعلى سبيل المثال، اعترفت دول على غرار آيسلندا، بأن الطاقة التي تُستخدم في تعدين البيتكوين تفوق تلك التي تُزوّد بها منازل السكان.
كما فرضت مدن مثل بلاتسبرج في نيويورك، التي كانت في يوم من الأيام ملاذاً شعبياً للتعدين التجاري للبيتكوين، حظراً صارماً للتقليل من الاحتياجات المتنامية للتعدين وارتفاع تكاليف الكهرباء.
طريقة أكثر عقلانية
وتدّعي إنتل أنها عثرت على طريقة أكثر عقلانية وفاعلية من حيث التكلفة، لتعدين البيتكوين. وقد ورد في براءة الاختراع أن المنتج المقترح قد يقلل من استخدام الطاقة بنسبة تصل إلى 35%، مع تخفيض المتطلبات المالية وتعدين كمية أكبر من البيتكوين في هذه العملية.
وأضافت الوثيقة: “نظراً إلى أن البرامج والأجهزة المستخدمة في تعدين البيتكوين تستخدم القوة المفرطة للقيام بوظائف إس إتش أي 256 بشكل متكرر ولا نهائي، فقد تكون عملية تعدين البيتكوين كثيفة الاستخدام للطاقة وقد تحتاج لعدد كبيرة من الأجهزة. ويعمل الجهاز الموصوف هنا على تحسين عمليات تعدين البيتكوين من خلال تقليل المساحة المستخدمة والطاقة المستهلكة بواسطة أجهزة تعدين البيتكوين”.
وذكرت شركة إنتل أن واحدة من أكثر الخطوات تكلفة وأكثرها صرامة في أي مشروع تعدين هي إيجاد حقل بطول 32 بت. ويتم تحديد القيمة بحيث تحتوي التجزئة الكتلية على مجموعة متماثلة أو صلبة من الأصفار. وبعد اكتمال العمليات الحسابية، يتم إرفاق هذه الأصفار إلى “تجزئة من مجموع تجزئات الصفقات في البلوكتشين والترويسات الأخرى”.
التقليل من استخدام الطاقة
وتُعتبر تجزئة 256 بت التقليدية التي تناقشها الوثيقة أقل من “سقف القيمة المحدد مسبقاً”. كما أن هناك نوعين من الحوسبة الأساسية المنخرطة في العملية، ألا وهي جدولة الرسائل واستيعابها. وتعمل الكتلتان معاً على المزج بين العديد من الكلمات بطول 32 بت وإضافاتها، مما يؤدي إلى التقليل من استخدام الطاقة.
مع ذلك، تبرز عدة مشكلات داخل مجتمع التعدين الحالي، ذلك أن تكاليف الطاقة في معظم الولايات المتحدة آخذة في الارتفاع. من جانبها، سعت دول أخرى مثل الصين، التي تمثل موقعاً رئيسياً لعمليات التعدين بسبب إمدادات الطاقة منخفضة التكلفة، إلى إبطاء ابتكار العملة الرقمية عن طريق “قمع” مُعدّني البيتكوين أو الحد من توفير الطاقة لهم.
وربما يمثّل سعر البيتكوين الحالي مشكلة رئيسية. ففي الوقت الذي صدر فيه هذا التقرير، يتم تداول البيتكوين مقابل ما يقرب من 6600 دولار، وهو ما يعتبر تراجعاً كبيراً بعد أن بلغت قيمة هذه العملة الرقمية أكثر من 8000 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقد صرح البعض، على غرار توماس لي، من شركة فونسترات، أن تعدين البيتكوين لم يعد مربحاً في الوقت الراهن، خاصة أن معظم المُعدّنين أصبحوا بين ناريْن، فإما أن يتعرضوا للإفلاس، أو ألا يحققوا ما رغبوا فيه عند المقارنة بين ما ربحوه وما أنفقوه لتعدين العملات الرقمية.
وقال راندي كوبلاند، وهو شريك في إنتل ورئيس فيلوسيتي ميكرو، إن مسرِّع إنتل الجديد يمكن أن يغير الأمور إلى الأفضل. وأثناء حديثه مع “سي آر إن”، أوضح كوبلاند أنه “بمجرد أن يتم العمل بهذه التقنية الجديدة من إنتل، سيزيد عدد المعدنين، لأن هذه العملية ستصبح مربحة مجدداً، ما سيؤدي بدوره إلى انخفاض القيمة السوقية للعملة، وخلق توازن جديد في السوق. وسيسهم ذلك في منح المناطق التي توفر تسعيرة كهرباء منخفضة الأفضلية مرة أخرى”.
الحد من اللامركزية وأمن البلوكتشين
وليست هذه أول محاولة لإنتل لدخول مجال العملة الرقمية. ففي شهر مايو/أيار 2017، تعاونت الشركة مع مزوّد خدمات المعاملات الصحية “بوكيتدوك” للمساعدة في توظيف تكنولوجيا البلوكتشين في قطاع الرعاية الصحية. كما انضم المديرون التنفيذيون إلى شركة الميديا والتكنولوجيا الصينية “تينسنت”، في شهر سبتمبر/أيلول، للتعاون من أجل إيجاد حلول جديدة قائمة على البلوكتشين.
وفي وقت لاحق من شهر أكتوبر/تشرين الأول، أبرمت شركة إنتل شراكة مع شركة ليدجر لتطوير أجهزة محمولة لتخزين العملات الرقمية على منصة الشركة.
وقد تكون إنجازات شركة إنتل مهمة. وفي الواقع، اعتبرت شركات البيتكوين بعض براءات الاختراع “غير أخلاقية”، نظراً لأن البرنامج الأصلي لتشغيل البيتكوين متاح بالمجان ومفتوح المصدر. كما يبدو أن براءات اختراع منتجات تعدين البيتكوين تثير عدة مخاوف حيال الطبيعة اللامركزية والقدرة التنافسية لهذه الصناعة.
وإذا كان لدى الشركات القدرة على استخدام موارد أقل والعمل بكفاءة أكثر، فإن هذه المجازفة ستجعلها في نهاية المطاف الطرف الوحيد، أو الطرف المهيمن على القطاع. في المقابل، سينسحب البقية نهائياً، وهو وضع يمكن أن يؤدي إلى الحد من خاصية اللامركزية وأمن البلوكتشين.
ويسعى ترخيص براءة اختراع البلوكتشين الأخير إلى توفير فضاء أكثر انفتاحاً لتعدين البيتكوين. وإذا وافقت أي شركة بيتكوين أو شركة تعمل في مجال البلوكتشين على الاتفاق، فيجب عليها مشاركة جميع براءاتها مع “حاملي التراخيص الآخرين”، طالما أن هؤلاء المالكين هم أيضاً من الأعضاء.
كما يفرض ترخيص براءة اختراع البلوكتشين لوائح صارمة تمنع شركات البلوكتشين من بعض الحقوق المتعلقة ببراءات اختراع أو منتجات معنية، وتعاقب “المرخصين الذين يهاجمون براءات الاختراع المرخصة” للأعضاء الآخرين.
ومن المثير معرفة ما إذا كانت شركة إنتل، مع هذه التقنية الحديثة، ستقرر أن تلتحق بركب شركات تعدين البيتكوين الأخرى، وتصبح أحدث شركة تتبع ترخيص براءة اختراع البلوكتشين.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.