أصدر الكونغرس الأمريكي في 2017 قرارا بتنظيم المعاملات التجارية الرقمية، لتصبح بذلك خاضعة للضرائب.

لكن ذلك القرار كان خاطئا، حيث لا تزال المعاملات التي تتم من خلال العملات الرقمية جديدة العهد في صلب السوق العالمية وينتظرها الكثير من التقلبات.

وقد يكون هذا القرار غير محمود العواقب في حال تم التعامل مع العملات الرقمية تماما مثل الأسهم أو المعادن الثمينة.

وفيما يلي أهم الأسباب التي تؤكد خطأ هذا القرار، وفق ما ذكر موقع فينتربيت:

 

  1. كثرة العملات الرقمية المزيفة

ظهرت عملة “بيتكونكت” الاحتيالية واكتسبت قيمة سوقية بلغت 2.5 مليار دولار أمريكي، لتختفي بين ليلة وضحاها. وفي الغالب، تطبق السياسة الضريبية على الممتلكات طويلة الأجل، مثل امتلاك أسهم في شركة “أبل”. ولكن من الصعب تطبيقها على أصل تستثمر فيه ولا يستمر إلا ليلة واحدة.

 

  1. وجود تقنية بلوكتشين جديدة كل أسبوع

ما فتئت وتيرة تطور التكنولوجيا تزداد بصورة مستمرة. لذلك، نحتاج إلى تحقيق عامل المرونة بشكل كاف من أجل تسريع حركة نقل المستثمرين لأموالهم واستخدامها ضمن التقنيات الجديدة بدلا من التقيد بالتقنيات القديمة وخلق حالة من الركود.

 

  1. تتبع المعاملات الرقمية يعد أمرا مرهقا للغاية

تتم عشرات التعاملات وشراء المحفظات الرقمية بصفة يومية، على خلاف البنوك، التي يقع ضمنها عدد محدود من المعاملات. في الأثناء، يتوجب على مالكي العملات الرقمية تبادل عناوين محافظهم الرقمية الخاصة لإجراء التعاملات بأمان تام. ويعتبر تتبع هذه الإجراءات كابوسا لوجيستيا، فضلا عن أن بعض المستخدمين لا يأبهون بالتدقيق في هذه البيانات ناهيك عن إزعاج أنفسهم بمراجعة حساباتهم.

 

  1. نحن في حاجة للمزيد من منصات تبادل العملات الأمريكية

لماذا تقوم بتبادل عملاتك الرقمية في منصة أمريكية في حين يمكنك إخفاء نشاطك في آسيا؟ تبرز سطوة منصات تبادل العملات الرقمية الآسيوية مثل بينانس وهووبي وأوككس جلية على نظيراتها الأمريكية، على غرار جي داكس وبيتريكس، عندما يتعلق الأمر بحجم المبادلات. ويشهد عالم العملات الرقمية ظهور عدة منصات جديدة وواعدة مثل كوين سوبر، التي يصادف أنها آسيوية. وبذلك تعتبر معاملات العملات الرقمية تجارة مربحة، مما يجبرنا على بذل المزيد من الجهد للحصول على أموال الضرائب الخاصة بها.

 

  1. نوع جديد من منصات التبادل سيُراوغ دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية

شهد حدث “باتل أوف ذي كريبتوس” “Battle of the Cryptos” الذي أقيم في مدينة نيويورك هذه السنة إجماعا حول إحداث منصة تبادل لامركزية. ومع وجود منصة تبادل آسيوية، قد تتمكن دائرة الإيرادات الداخلية من امتلاك حق الولوج إلى سجلات التداول الخاصة بها في نهاية المطاف. ونظرا لإنشاء منصة تبادل لامركزية، لن يكون هناك وجود فعلي لشخص يمكن لدائرة الإيرادات الداخلية تتبعه. وبذلك نتبين أن فرض الضرائب على تداولات منصات العملات الرقمية لن يكون ممكنا إذا لم تكن هناك طريقة للتدقيق في حساباتها.

 

  1. المستقبل لن يتضمن معاملات ورقية

في الوقت الحالي، يمكننا تتبع معظم تحركات العملات الرقمية على شبكات البلوكتشين المفتوحة للعموم، لكن الأمر لن يستمر على هذا الحال. وتقوم عدة عملات خاصة مثل مونيرو وزي كاش، بالإضافة إلى داش وزين كاش، بجعل المبادلات في كنف السرية بالاعتماد على تصميمها الخاص. ونجد أن القائمين على عملة زين كاش يشيدون بنية تحتية لتطبيقات لامركزية قائمة على الخصوصية. وبذلك، يمثل اعتماد نهج صارم في التعامل مع الإجراءات الضريبية ترويجا لمستقبل ذو خصوصية مطلقة. ومن المرجح أن نشهد إضافة البيتكوين والإيثريوم للمعاملات الخاصة على اعتبارها ميزة إضافية. ادمج المعاملات الخاصة مع منصات التبادل اللامركزية، وستنشط سياستنا الضريبية ضمن نظام الشرف.

 

  1. العديد من العملات الرقمية تعتبر نسخة لعملات أخرى

من غير العادل أن تدفع الضرائب نظير مبادلتك لعملة ما لقاء نسخة مطابقة لها أو لقاء نسخة متفرعة ومحسنة عنها. وفي بعض الأحيان يمسي تمييز العملة المحسنة عن النسخة أمرا بالغ الصعوبة. ومؤخرا، زعمت جهة حكومية أن عملة بيتكوين كاش هي الأصلية، بينما تعتبر العملة التي نصفها اليوم بالبيتكوين الأصلية مجرد تفرع.

 

  1. العملات الرقمية المستقرة تعقد الأمور

تحدثت مؤخرا مع زهولينغ تشين، أحد مؤسسي عملة آيلف التي تندرج ضمن لائحة أفضل 100 عملة رقمية في العالم. ويعتقد تشين أن هذه السنة ستكون سنة العملات الرقمية المستقرة بامتياز، وستكون هذه العملات المذكورة مدعومة من طرف عملات إلزامية أو أصول إلزامية. لكن هذه العملات المستقرة تحيل إلى الكثير من المشاكل. ففي حال بادلت عملة مرتبطة بالدولار بعملة أخرى مرتبطة بالدولار، ألا يعتبر ذلك شبيها بمبادلة الدولار بالدولار نفسه؟

 

  1. الكلفة الأصلية في حالة فوضوية

لنفترض أنك قمت بشراء ما قيمته 1000 دولار من عملة البيتكوين، ثم قمت باستثمار هذا القدر من البيتكوين في عملية طرح أولي لعملة ما، سيبرز جليا التساؤل حول الكلفة الأساسية لعملية الطرح الأولي لهذه العملة. ويجب أن تكون الكلفة مرتبطة بسعر البيتكوين عند بيعك لها، لكن ذلك يحيل إلى التساؤل حول هذا السعر، حيث يتم تسعير عملة البيتكوين بشكل مختلف في منصات تبادل متعددة، ويمكن للفوارق بين هذه الأسعار أن تتراوح بين 5 و10 بالمائة.

 

  1. من المستحيل شراء معظم العملات الرقمية بواسطة الدولار الأمريكي

إذا أردت شراء عملة أصغر، عليك أولا شراء بيتكوين أو إيثريوم. ويمكن لمنصات تبادل عملات رقمية مثل كوين بايز أن تستغرق أسبوعا كاملا من أجل معالجة عملية الشراء هذه. وإذا انخفض سعر البيتكوين أو الإثيريوم أو ارتفع خلال هذه الفترة، سيشكل هذا الأمر حدثا فوريا خاضعا للضريبة.

 

  1. مستثمرو الطبقة الوسطى أكثر من يعاني

يتمتع المستثمرون الأثرياء بفرصة الانتقال إلى بورتوريكو والعديد من الجنان الضريبية الأخرى

 

  1. القرصنة والخسارة العرضية شأن يومي

لنفترض أنك تمتلك عملات بيتكوين، لكن شخصا ما قام باختراق محفظتك الرقمية واستعمل محتواها لشراء عملات رقمية أخرى. ستحيط دائرة الإيرادات الداخلية علما بهذه المسألة وستفرض عليك الضرائب نظرا لاعتقادها بأنك بعت جميع عملات البيتكوين التي بحوزتك. ولن تكون قادرا على دحض هذه المزاعم و إثبات أنك لم تقم بعملية البيع بأي شكل من الأشكال. وعلى نحو مماثل، إذا كنت تنوي إجراء مبادلة ما، لكنك أخطأت نسخ عنوان المحفظة الرقمية للمتلقي، ستجد أنك خسرت كل عملاتك، لكن ذلك لن يمنع الحكومة من ملاحقتك وأمرك بسداد فاتورة ضريبية.

 

  1. نحن نضع المبادلين غير المحظوظين في ضائقة مشددة

بلغ سوق العملات الرقمية ذروته خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الفارط، لكنه انهار في بداية 2018. وإذا قمت بمبادلة البيتكوين بعملة أقل قيمة خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول، ثم انهارت هذه العملة مع السوق، من المرجح أن تجد نفسك مدينا بضرائب تتجاوز القيمة الصافية لثروتك. وسيتسبب هذا الأمر في القضاء عليك. نتبين بموجب ذلك أن سياسة ضريبية أقل صرامة كانت لتمنحك فرصة للتعافي.

 

  1. من الصعب العثور على خبراء الضرائب المحنكين، كما أن توظيفهم مكلف

حظا سعيدا في العثور على محاسب أو محامي ضرائب يحيط علما بعمليات بيع العملات الرقمية والتفرعات، بالإضافة إلى العملات الرقمية المستقرة وعملية التعدين وتكديس العملات، فضلا عن أي مصطلح جديد سيتم ابتكاره خلال هذا الأسبوع. وفي حين أن هؤلاء المحترفين موجودون فعلا، لكن تكلفتهم باهظة.

 

  1. إنها لا تعمل

لا أحد يعلن عن أرباحه من العملات الرقمية. وفي حين تكون التهديدات والعقوبات والقوانين المعقدة عديمة الجدوى، لم لا ننتهج الطريقة الأبسط والأكثر مرونة؟

يعتبر البديل الأكثر منطقية واضحا للعيان، ويتمثل في فرض الضرائب على العملات الرقمية في حال مبادلتها مع أصول من فئة أخرى فقط، مثل الدولار أو بطاقات الهدايا أو سيارات تيسلا.

عقب ذلك، لا بد من منح المستثمرين المرونة اللازمة لتفادي عمليات الاحتيال، والجرأة اللازمة للمراهنة على الفكرة الكبيرة التالية، فضلا عن الحافز الذي يدفعهم لمبادلة عملاتهم في منصة أمريكية عوضا عن منصة آسيوية أو أخرى لا مركزية، ناهيك عن منحهم فرصة للتعافي في حال تكبدهم لخسارة كبرى خلال انهيار سعر العملات أو عند تعرضهم للاختراق.

وعلى سبيل المكافأة، سيعلن المزيد من الأفراد عن أرباحهم بصفة طوعية، وسيشكل ذلك فرقا كبيرا في المستقبل، لأننا لن نكون قادرين على مراقبة هذه المرابيح على أي حال.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.