تمنع كل من الجزائر والمغرب في الشمال الأفريقي تداول البيتكوين على أراضيها أو التعامل بها، بينما ترى العديد من الدول الأفريقية الأخرى أن هذه العملة الرقمية فرصةٌ من أجل تطوير الاقتصاد. وعلى الرغم من التقلبات وعدم وجود إطار تنظيمي، فضلاً عن خطر الاختلاس، إلا أنه لا يمكن أن ننفي أن هذه العملات الرقمية لا تفتقر إلى الأصول.

في مواجهة أزمة العملة سنة 2017، وجدت زيمبابوي في البيتكوين ملاذًا آمنًا. ومع انخفاض الدولار الأمريكي وارتفاع نسبة التضخم، أصبح الاستثمار في العملة الرقمية هو الحل، خاصة أنه استثمار يدر أرباحًا طائلةً، حيث تستمر قيمة البيتكوين في الصعود في جنوب القارة الأفريقية أسرع من أي مكانٍ آخر في العالم.

لا تشك بعض أقطار المنطقة في ميزات هذه العملة الجديدة، في ظل تضاعف عدد الشركات التي تقدم خدمات تحويل الأموال إلى بيتكوين. كما تقترح بعض الشركات الأخرى بوابات الدفع عن طريق البيتكوين على المواقع التجارية.

الادخار على التحويلات المالية

يمثل تحويل أموال المقيمين بالخارج إلى عائلاتهم المقيمة في البلدان الأفريقية إطارًا مهمًا لتطوير العملات الرقمية، حيث ارتفع حجم هذه  التحويلات إلى قرابة 60 مليار دولارٍ خلال هذه السنة. وحسب الشركات التجارية، تبلغ الرسوم على التحويلات المالية قرابة 10% بسبب المخاطر التي تنطوي عليها هذه المبادلات.

ولكن مع العملة الرقمية تختفي المخاطر والوسطاء المصرفيين، وتقل التكاليف بشكلٍ كبيرٍ. وتستشهد شركة “إيكوفين” بحالة شركة “بيتس بارك” هونغ كونغ، التي تفرض رسومًا بنسبة 1 بالمائة من المبلغ المحول باعتماد البيتكوين.

مال سهل

تشتد الحماسة للاستثمار في هذه العملة الجديدة بشكلٍ واضحٍ في مجتمع جنوب القارة الأفريقية. وقد استقبلت قناة الجزيرة الإخبارية في أوغندا الأستاذ المحاضر، ريتشارد بوغوروغو، الذي يروج لعملة البيتكوين، الذي أفاد بأنه اكتسب المزيد من المال في سنة واحدة بفضل البيتكوين، أي ما يعادل عشرة سنوات من العمل في التدريس.

يعد المال سهل المنال محفزًا عندما تكون طرق الوصول إليه قصيرة. وفي هذا الإطار، أكد شاب يطمح لأن يعمل وسيطا في البيتكوين “أنا أعيش على البيتكوين نظرًا لأنه من الواضح في هذه البلاد أنه لا يمكن أن تجد عملًا”. أما ريتشارد بوغوروغو، فقد اعترف بأن قطار حياته في طور التغيير، حيث يمتلك مالًا أكثر مما يحتاجه لمساعدة والده، كما أنه يقضي حاليًا عطلةً في دبي.

تدعي شركة “بيتبيزا” المحلية، بأن لديها 6000 حريفٍ على منصة تبادل البيتكوين. وتعمل هذه الشركة في أوغندا، وكينيا، وتنزانيا ونيجيريا. كما أكد طبيبٌ من مستشفى كامبالا بأنه بفضل البيتكوين، أضحت الأعمال أكثر سرعةً وسلاسةً.

دعم صندوق النقد الدولي

حسب وكالة “إيكوفين”، يدعم صندوق النقد الدولي ورئيسته، كريستين لاغارد، هذه الحركة المالية الجديدة ويرون في هذه العملات الرقمية دعمًا للاقتصاد. وفي هذا السياق، أفادت مديرة صندوق النقد الدولي: “نحن نفكر في البلدان ذات المؤسسات الضعيفة والعملات غير المستقرة. فبدلاً من اعتماد عملة بلدٍ آخر، مثل الدولار الأمريكي على سبيل المثال، قد تشهد بعض هذه الاقتصاديات تزايدًا في استخدام العملات الرقمية”.

تعد هذه الزيادة الدائمة في قيمة البيتكوين حجةً مقنعةً لإغواء أولئك الذين لازالوا متشككين في قدراتها، فضلًا عن بساطة آلية استخدامها. في المقابل، لازالت بعض الصيحات تثير الخوف، كما حدث تمامًا أثناء الانهيار الحاد في قيمة هذه العملة الرقمية خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول سنة 2017. وقد بلغت قيمتها 19 ألف دولارٍ قبل أن تتراجع إلى تسعة آلاف دولارٍ.

في الواقع، إن مختلف مظاهر هذه العملة الرقمية تجعلها بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبًا، ولعل ذلك ما يدفع الحكومات إلى تحذير الجماهير منها. فعلى سبيل المثال، كرر البنك المركزي الأوغندي تحذيره من خطر الاستثمار في البيتكوين باعتباره فضاءً ماليًا يفتقر للتنظيم  ولا يوفر الحماية للمستثمرين.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.