اعتقد البعض أن العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين سيحلان محل الذهب، والتي ستصبح بدورها ملاذا أخيرا في ظل الأزمات الاقتصادية.

لكن، شهدت سوق الذهب هذه الأيام تغييرات، تتمثل أساسا في تبنيها لتقنية البلوكتشين، واعتمادها بمثابة وسيلة للتخلص من العملات الرقمية، وجلب المعادن الثمينة إلى عصر التكنولوجيا الرقمية، وفق ما ذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية.

وأطلقت شركة ترايد ويند ماركتس الموردة للتكنولوجيا TradeWind Markets Inc، والمدعومة من قبل عدة شركات على غرار سبروت، وغولد كورب، وأي إي اكس غروب؛ منصة تداول رقمية للذهب تهدف إلى تبسيط وتسريع عملية التداول، وتقليل تكاليف المعاملات.

وقامت شركة “رويال كنادين منت Royal Canadian Mint” بتوفير مساحة تخزين للمنصة التي تؤكد حيازتها للذهب، وتضمن إمكانية التسليم الفعلي.

 

زيادة السيولة وتحديد الأسعار

وصرح مات ترودو، مدير شركة ترايد ويند الذي يقع مقرها في نيويورك، خلال مكالمة هاتفية أن: “أسواق الذهب اليوم لا تزال تقليدية، كما أن الكثير من التعاملات تتم عبر الهاتف، أو من خلال البريد الإلكتروني، أو حتى عن طريق أجهزة الفاكس وغرف المحادثات”.

وأضاف قائلا: “إنه من شأن منصة البلوكتشين أن تقلل من مجموع التكاليف العرضية، والتكاليف المتعلقة بالمعاملات في السوق، وتؤدي إلى زيادة السيولة وتحديد الأسعار”.

وتفتح شركة “تراند ويند  TradeWind Markets Inc” فرصة الانضمام إليها، أمام منصات ذهب أخرى قائمة على تكنولوجيا البلوكتشين، على غرار الشراكة القائمة بين سي ام اي غروب ورويال منت Royal Canadian Mint في المملكة المتحدة.

وعلى الرغم من التقلبات التي شهدتها العملات الرقمية خلال هذه السنة، كانت تقنية البلوكتشين التي تعتمد على نظام دفتر الأستاذ الموزع، تشق طريقها بخطى ثابتة في المجال الصناعي، انطلاقا من الخدمات المالية ووصولا إلى الأمن الغذائي.

 

المنصة الجديدة: فولتشاين VaultChain

وتستخدم شركة ترايد ويند TradeWind Markets Inc تطبيق بلوكتشين مصمم خصيصا، يسمى فولتشاين VaultChain.

ويسمح هذا التطبيق بالتعرف على المشاركين، بالإضافة إلى تسجيل الذهب، وتسوية المعاملات. وتستهدف هذه المنصة بصفة خاصة تجار الذهب في أمريكا الشمالية.

لكن، وبحسب تصريح ترودو، فإن هذه المنصة مصممة للعمل في نهاية المطاف على صعيد عالمي.

كما تمتلك، شركة سبروت المختصة في إدارة أموال الذهب ما يقارب 20 بالمائة من أسهم ترايد ويند، وتخطط لاستعمال المنصة كموزع. في المقابل، لا يزال الوقت باكرا للوثوق في هذه المنصة.

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة تراند ويند TradeWind Markets Inc، بيتر غروسكوبف، التحول الرقمي لتداول الذهب بأنه “أهم شيء يحدث في سوق الذهب خلال العقود القليلة الماضية”.

وقال غروسكوبف في مكالمة هاتفية: “لطالما انتقد الذهب على كونه منتوجا غير كفؤ ولا يباع بكثرة. كما أنه منتوج يصعب التعامل معه”.

وأضاف في تصريحه: “يبدو أنه تم اختراع البلوكتشين خصيصا للذهب. كما أعتقد أنه سيكون قويا بشكل لا يصدق”.

وتابع قائلاً إنه “يرى أن الذهب سيستخدم كشكل من أشكال الأموال الرقمية، وهذا ما يجعله يحل محل العملات الرقمية ويفتح “قاعدة جديدة للمستخدمين”.

 

فرصة ثانية

وأوضح غروسكوبف أن “سوق الذهب أكبر بمئات المرات من أسواق العملات الرقمية. وبمجرد أن يحظى سوق الذهب بميزات السرعة والأمانة، لن يستخدم أي شخص العملات الرقمية. فمنذ السبعينات، خسر الذهب حصته في السوق، وحلت مكانه الأصول المالية. وأعتقد أن هذه الخطوة ستمنحه فرصة للعودة إلى السوق ليصبح منافس لتلك الأصول المالية”.

وخلال هذه السنة، شهدت عملة البيتكوين التي تعتبر من أهم العملات المتداولة، انخفاضا بحوالي 43  بالمائة، في حين ارتفعت أسعار الذهب بنحو 3.6 بالمائة.

ومن خلال هذه الخطوة، سيتمكن العملاء من امتلاك الذهب بصفة جزئية في محفظة على شبكة البلوكتشين التابعة لترايد ويند TradeWind Markets Inc، دون رسومات إدارية. وعوضا عن ذلك، ستكون عائدات ترايد ويند TradeWind Markets Inc في شكل رسوم المعاملات التي يدفعها التجار.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.