اهتزت أسواق الأصول العالمية في الآونة الأخيرة، بسبب المخاوف من دخول الولايات المتحدة والصين في حرب تجارية قريبًا، في حين أن بعض الأصول قد استجابت بطريقة يمكن التنبؤ بها -حيث فقدت الأسهم قيمتها وتمتع الذهب بالمكاسب- وفشلت البيتكوين كذلك في تقديراتها خلال الأيام الماضية.

وانخفضت قيمة العملة الرقمية الأعلى سوقيًا بمقدار يقترب من 8296.33 دولار اليوم، ويأتي هذا الانخفاض بنسبة 9% مقارنة بما وصلت إليه يوم الأربعاء 21 مارس بقيمة 9159.90 دولار وذلك وفقًا لتقديرات منصة كوين ديسك CoinDesk، ويتناقض ذلك الوضع مع أوقات ارتفاع أسعار البيتكوين المتضاربة نتيجة الأجواء الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.

الأزمات السابقة

ارتفعت أسعار العملات الرقمية لأكثر من 80% في بداية عام 2013، على سبيل المثال، أثناء قلق الكثيرين حول الحالة المالية لدولة قبرص، وفقًا لما ذكرته CNNMoney، كما ارتفعت أسعار البيتكوين مرة أخرى بعد بضع سنوات أثناء تزايد مخاوف التجار بشأن خروج اليونان المحتمل حينها من منطقة اليورو، وذلك وفقًا لما ذكرته CoinDesk.

سؤال المليون دولار

حسنًا، إذا استفادت العملات الرقمية من هذه الأزمات، فلماذا استمرت قيمتها في الانخفاض في ظل انتشار المخاوف من الحرب التجارية؟

أبسط إجابة على هذا الاستفسار: أنه بينما عملت البيتكوين كأصل آمن بعض الأحيان، فإنها لم تعد تعمل بهذه الطريقة بعد الآن.

ويقول ماتي جرينسبان، محلل السوق الرئيسي في منصة التداول الاجتماعي إي تورو “eToro أن “الوضع الحالي قد يكون نتيجة لعدم امتلاك البيتكوين نفس سيولة الذهب، وهو أحد الأصول الآمنة الحالية”، ويضيف أن “الأصول التقليدية مثل الذهب لديها مصادر سيولة كثيرة تسهل الانتقال من و إلى الأسهم والسندات وصناديق التداول في البورصة”  وأشار إلى أن “عملة البيتكوين لا تمتلك هذا الإطار في الوقت الحالي”، وهذا ما يزيد من صعوبة حصول المستثمرين على الأموال من الأسهم -على سبيل المثال- وضخها في سوق العملات الرقمية.

تقلبات البيتكوين الحادة

أشار جاكوب اليوسف، -مدير صندوق تمويل عملات الرقمية- أن “سوق البيتكوين متقلب جدًا وهذه الخاصية يمكنها أن تنتقص من جاذبية العملة كملاذ آمن لدى البعض”، وأضاف أنه “من الواضح أن البيتكوين مازالت متقلبة بشكل كبير، سواء في التقلبات العشوائية اليومية أو بين الساعة والأخرى، وكذلك في تعاملاتها وأزماتها الداخلية الخاصة”، ” لذلك فإنه من المؤكد أنها ليست ملاذًا آمنًا يُمكن الاعتماد عليه”.

كما أكد اليوسف على المكاسب الحادة في الأسعار التي شهدتها سوق العملات الرقمية في عام 2017 مشيرًا إلى أن الارتفاع القوي في الأسعار قد جعل  من “تراجعها احتمالية قوية”.

وكما صرّح تشارز هايتر الشريك المؤسس والتنفيذي لمنصة بيانات العملات الرقمية كريبتو كومبير”CryptoCompare” على أنه بسبب تقلب عملة البيتكوين فإنها لا تزال أحد الأصول الخطرة، وأشار إلى أنه برغم أمان البيتكوين في بعض النقاط، فإنها لا تزال حاملةً لمخاطر كبيرة.

قاعدة مستثمر جديدة

أحد الأسباب التي جعلت البيتكوين تفشل في العمل كملاذ آمن للأصول مؤخرًا، أن قاعدة المستثمرين تشهد تغيرًا كبيرًا، ففي البداية توافدت مجموعة محددة من التقنيين والمتخصصين على البيتكوين بسبب طبيعتها اللامركزية، وعلى أية حال، فقد ازداد الاهتمام بالعملات الرقمية، مما أدى إلى ارتفاع إجمالي القيمة السوقية خلال السنوات القليلة الماضية.

يقول تشارلز ثورنجرن، -الرئيس التنفيذي لشركة نوبل للاستثمارات البديلة “لقد تغيرت قاعدة البيتكوين، بل تطورت بالفعل إلى قاعدة أوسع من المستثمرين” واستكمل قائلًا “يبحث الأفراد الذين استثمروا في الأسهم فقط، عن خيارات أخرى حاليًا، في ظل تزايد الإرتباك في أسواق الأسهم والسندات”. وأشاد ثورنجرن بهذه التطورات، باعتبارها إيجابية، كما أكد على “أن المستثمر الجديد يساعد على إنشاء سوق أقوى للبيتكوين، ويضيف الشرعية إلى العملات الرقمية  ككل”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.