بسبب إجراءات الحكومات الصارمة على العملات الرقمية..البيتكوين تكافح والبلوكتشين تلقى رواجاً

تكافح البيتكوين لبلوغ قيمة 9 آلاف دولارٍ، بعد صدور اللوائح التنظيمية التي سنّتها بعض البلدان الآسيوية في مجال العملات الرقمية.

وفي 23 مارس/ آذار 2018، حاولت البيتكوين بلوغ سعر 9 آلاف دولارٍ للعملة الواحدة. ويعتقد المضاربون المتفائلون بخصوص العملات الرقمية أن البيتكوين أصبحت “قيمةً متداولةً”، ما يشير إلى إمكانية الاستفادة من ضُعف سوق الأسهم، إلا أن الأسعار المتعارف عليها تشهد “مقاومةً شديدةً”، وفق ما ذكر موقع إنفيستور بلايس.

وإن كل ذلك مثيرٌ للاهتمام، ولكن منذ أسبوعين تحاول عملة البيتكوين المكافحة لبلوغ قيمة 10 آلاف دولارٍ على الرغم من أن سعرها كان ثابتا في حدود 11 ألف دولارٍ خلال الأسبوع الأول من شهر مارس/ آذار 2018.

وتعتبر البيتكوين من أقوى العملات الرقمية، لاسيما أن قيمتها باتت تقدر بالدولار. وفي الوقت الراهن، أصبح المشرفون على وضع بيانات أسعار العملات الرقمية، يقارنون بين عملة الإيثريوم والبيتكوين.

وسجلت الإيثريوم في بداية الشهر انخفاضًا بنسبة 0.8 بالمائة، بينما سجلت بالبيتكوين حاليا انخفاضًا بلغت نسبته 0.6 بالمائة.

وظهرت عملة جديدة تدعى “إي أو إس EOS” أطلقتها شركة “إيفيريبيديا”  المدعومة من قبل الملياردير السابق، مايكل نوفوغراتز، الذي صرح بأن توزيع هذه العملة الرقمية سيزيد من ثروة المستثمرين في العملات الرقمية الأخرى. فمن لا يرغب في كسب المال دون عناء؟

الدول التي سنت اللوائح التنظيمية على العملات الرقمية

يعود سبب انخفاض قيمة العملات الرقمية إلى الخطى التي تتبعها العديد من الدول لإرساء المزيد من التنظيم. وبينما تسعى الصين إلى التخلص من تجارة العملات الرقمية غير القانونية، تحاول اليابان ملاحقة شركات الصرف التي لا تمتلك تراخيص محلية للتداول.

ولكن هذه المعطيات تتعارض مع إدعاءات المضاربين المتفائلين بخصوص العملات الرقمية، الذين يقرون بأن الانخفاض الذي شهدته عملة الليتكوين بنسبة 75 بالمائة خلال الشهرين الماضيين، ساهم في انبثاق موجة تطهير قبل انطلاق دفعةٍ جديدةٍ من المضاربين  مع بداية هذا الصيف.

يكمن الغموض في إحدى أكبر أسواق العملات الرقمية التابعة لكوريا الجنوبية.

ولقد بدأ كل شيء عندما عُثر على أحد المدافعين عن اللوائح التنظيمية ميتًا في منزله. واستمرت الأوضاع في التفاقم بعد فتح الهيئات التنظيمية في المجال المالي لتحقيقاتٍ مع البنوك التي تستخدم العملات الرقمية في عمليات غسيل الأموال.

كما تستخدم كوريا الشمالية العملة الرقمية للالتفاف على العقوبات والمضي قدمًا في برنامجها النووي. لذلك ينبغي على المستثمرين توقع المزيد من الإجراءات الصارمة.

على عكس البيتكوين: تقنية البلوكشين تلقى رواجا

على قدر ما تحظر الحكومات البيتكوين والعملات الرقمية، باتت اليوم مهتمة بتكنولوجيا البلوكتشين. تعتبر الهيئات التنظيمية العملات الرقمية وسيلةً لتبييض الأموال، في حين يعتقدون أن البلوكتشين هي الوسيلة المثلى لإنهاء مثل هذه الممارسات غير القانونية.

كما يؤمن الكثيرون أن هذه التقنية قد أحدثت تغييرا في شبكة التزويد، لأنها تضمن بقاء المعاملات على نفس الشبكة. لذلك، تتطلع الصين إلى بناء نموذجٍ موحدٍ من شبكة البلوكتشين التي من شأنها أن تمكن من كل تحقيق كل ما ذكر آنفًا.

وقد يؤدي هذا النموذج الموحد إلى التخلص من الانتهاكات التي تتعرض لها بلوكتشين البيتكوين، التي اكتشفها الباحثون الألمان الذين قاموا بفحص  1600 كتلةٍ، حيث وجدوا ثلاثة ملفاتٍ تتضمن روابط تحيل إلى محتويات مسيئة للأطفال على شبكة الويب المظلم.

ولعل ذلك ما ساعد في ترويج الصحافة لفكرة أن بلوكتشين البيتكوين تنشر محتويات مسيئة للأطفال. ويعتبر ذلك من الأسباب التي تدفع المستثمرين للتخلي عن العملات الرقمية.

لطالما واجهت عملة البيتكوين وتقنية البلوكتشين العديد من المشاكل على مدى سنواتٍ، ويبدو أن حدودها قد بدأت تظهر تدريجيًا.

لذلك، لن تستطيع العملات تحدي الهيئة المالية الحكومية إلا في صورة تجريدها من العناصر التي تجعلها مخالفةً للقانون. ويمكن أن تساعد تكنولوجيا البلوكتشين بدورها في التخلص من هذه العناصر، ولكنها قد تساهم أيضا في توسيع نطاقها.

ومع ذلك، لن تتبع العملات الرقمية نفس المنحى الذي اتخذته الإنترنت، حيث ظل الفضاء الإلكتروني حرا طيلة عقود دون أن يقع تنظيمه، ليتغير ذلك بعد انتخاب رئيس للولايات المتحدة.

وفي الوقت الحالي، يسعى عناصر الشرطة إلى تتبع مستخدمي البيتكوين والعملات الرقمية الذين يستخدمون تقنية البلوكتشين كسلاحٍ. وهذه هي حقيقة سوق العملات الرقمية.