بعد دفع الرسوم الجامعية وشراء مستلزمات الدراسة…هل حان الوقت لشراء البيتكوين؟ يتسائل موقع سي إن بي سي الأميركي؛ ويقول إن أكثر من 20 بالمائة من الطلاب الأميركيين يستخدمون المساعدات المالية، في الاستثمار بالعملات الرقمية، وذلك وفق ما توصل إليه موقع “ذا ستيودنت لون ريبورت“، وهو موقع إلكتروني يوفر معلومات حول القروض الجامعية.

لقد أجرى الموقع استطلاعًا شمل ألف طالبٍ جامعيٍ منتسبٍ حاليًا ومدينٍ بقرضٍ في أميركا، خلال شهر مارس/آذار 2018. ولم يتضمن الإستطلاع أسئلةً بشأن عدد الطلاب المستثمرين وعدد أولئك الذين يرجح شراؤهم لنسبٍ ضئيلةٍ فقط من العملات الرقمية.

في تعليقٍ على هذا الموضوع، أكد مؤسس موقع “ذا ستيودنت لون ريبورت“، درو كلاود، تفاجؤه بهذه الممارسات، وقال “يظن المرء أن الطلاب الذين يعيشون في كنف ميزانيةٍ محدودةٍ سينفقون أموال المساعدات في شراء البقالة ودفع مصاريف الإيجار واللوازم الدراسية بدلًا من إنفاقها على الاستثمار في البيتكوين والإيثريوم”.

وفقا لمجلس الكلية، يتلقى الطلاب الجامعيون مبلغًا يقدر في المتوسط بحوالي 4.600 دولارٍ في شكل قروضٍ فيدراليةٍ خلال السنة الأكاديمية 2016-2017.

وتقول إيليسا كيركام، من موقع “ستيودنت لون هيرو Student Loan Hero” المتخصص في إدارة قروض الطلاب، إن الطالب الذي ينفق قروضه الجامعية على العملات الرقمية يعتبر منتهكًا لاتفاقه مع الحكومة.

 

مخالفة للقانون

كما أضافت كيركام أن الاستثمار لا يعتبر من النفقات التعليمية، ما يعني أن استخدام الطالب لقروضه الطلابية لابتياع العملات الرقمية يعتبر مخالفًا للقانون.

وأشارت كيركام إلى أنه في هذه الحالة، من المرجح أن تُعوض الأرباح الاستثمارية من خلال الضرائب، التي يتعين على الطالب دفعها عن هذه الأرباح، إلى جانب الرسوم والفوائد التي تصحب القروض الجامعية.

وتقترح إيليسا كيركام بديلًا عن ذلك، يتجسد في إيداع الطالب للأموال الإضافية، إذا ما توفرت، لدى مكتب أمين الصندوق الخاص به من أجل إلغاء بعض ديونه. وترى كيركام أن هذا الاقتراح يمثل الخيار الأكثر حكمةً.

حيال هذا الشأن، أورد المتحدث باسم وزارة التعليم الأمريكية “يفترض أن تستخدم أموال المساعدات الفيدرالية الموجهة للطلاب في تغطية تكاليف الالتحاق بمعهد تعليم عالٍ مؤهلٍ. ولا يعتبر الاستثمار التوظيف المناسب لهذه الأموال”.

 

نادي البيتكوين

في الحقيقة، لا ريب في أن العملات الرقمية لا تغيب عن أذهان الطلبة الجامعيين، حيث تتوفر، حاليًا، الدورات التعليمية حول العملات الرقمية في عدد من الكليات. وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يجتمع الطلاب أسبوعيًا في نادي البيتكوين.     

وتعمل شركة كامبس كوين على جعل العملات الرقمية بمثابة وسيلة تبادلٍ بين المعاهد. لكن، يوجد فارقٌ كبيرُ بين التعلم والتجربة التي قد تعرض وضع الطالب المالي للخطر من خلال استعمال الأموال المقترضة للاستثمار في العملة الرقمية، التي قد تختفي عن الوجود في غضون بضعة أشهر.

وصرح الخبير في القروض الجامعية، مارك كانترويتز، “إذا ما استُثمرت القروض الجامعية في العملة الرقمية وخسر الطالب الأموال، فلا يجب أن ينسى أنه لازال  أمامه تسديد هذه القروض. وفي هذه الحالة، من أين سيوفر المال اللازم لتغطية تكاليف الدراسة؟”.

من المؤكد أن الطلاب الجامعيين ليسوا الوحيدين الذين يتداينون للدخول في عالم العملات الرقمية. فوفقا لدراسة استقصائية شملت 3000 شخصٍ، أجرتها شركة كوين ديسك CoinDesk، تأخر حوالي 20 بالمائة من جميع الأشخاص الذي يملكون العملات الرقمية  في سداد ديونهم من أجل الاستثمار في هذا النوع من العملات.

وقال كريستيان كاتاليني، أستاذ مساعد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وباحث في تكنولوجيا البلوكشين والعملات الرقمية، بأن الاستثمار باستخدام بطاقة الائتمان أو قرض، يعتبر فكرةً متهورة لأن هذه الأصول شديدة الخطورة والتقلب.

وأضاف كاتاليني أنه لا ينبغي على أي أحدٍ أن يستثمر أي مبلغٍ في هذا المجال الذي لا يمكنه تحمل الخسارة فيه.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.