تحدث كريس هارفي، رئيس استراتيجية الأسهم في ويلز فارغو للأوراق المالية على شبكة سي إن بي سي الإخبارية عدة مرات خلال الشهر الماضي، مناقشًا قلقه حول انتقال ضعف العملات الرقمية إلى أسواق الأسهم، ويعتقد هارفي أن هناك خطورة في تسعير جزء ما داخل السوق والذي سيؤثر على السوق بجميع أجزائه. ترتبط المخاطر على التجارة بالمخاطر على الأصول ذاتها.

يكمن تفكير هارفي في أن العملات الرقمية تُظهر تقديرًا قويًا للغاية، وهي خطر على المراهنة. ومن ثم، إذا سقطت وأصبحت محفوفة بالمخاطر فإن الاستثمارات الأخرى ستُحاط بالمخاطر ومن ثم تنخفض، ويعتقد كذلك أن “كل شيء” يتم تسعيره بالنسبة إلى منتجات أخرى لذا فجميع الأصول يجب أن تكون مرتبطة.

هناك أسباب وجيهة مفادها أن فئات الأصول المختلفة ذات قيمة مماثلة مقابل الفئات الأخرى، على سبيل المثال، إذا كانت نسبة أحد أسهم الشركات المنافسة مماثلة فإن مقاييس التقييم تميل إلى أن تكون قريبة من بعضها البعض.

مثال آخر، تمتلك أسهم الشركات غير المنافسة مقاييس مالية مختلفة، إذا كان لشركة ما نمو عالٍ في خطوطها العليا والسفلى، فإن الأخرى ستنمو بشكل أبطأ. سترى كذلك أن الشركة صاحبة النمو العالِ لديها مقاييس تقييم أعلى من صاحبة النمو المنخفض.

عامل الصدفة والارتباط

هناك تساؤل رئيسي في هذه الحالة: هل هناك علاقة بين العملات الرقمية وغيرها من الأصول أم أنها مجرد مصادفة؟ فقد ارتفع سعر عملة البيتكوين في الفترة الزمنية ما بين مايو/أيار إلى يونيو/حزيران من العام الماضي، ولم يهبط حتى تبعه الجزء الأكبر من العملات الرقمية الأخرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

هناك احتمالية أن يرتبط مؤشر ناسداك هو الأقرب ارتباطًا بالعملات الرقمية، فقد ارتفع مؤشر ناسداك خلال العام الماضي كما حدث لمعظم أسواق الأسهم، لكن لم يؤثر الارتفاع المفاجىء في قيمة العملات الرقمية إيجابيًا على أسواق الأسهم في نهاية العام الماضي، وصاحَب الانخفاض في أسهم العملات الرقمية منذ بداية العام الجاري اتجاهًا معاكسًا لمؤشر ناسداك.

هبطت القيمة السوقية لشركات العملات الرقمية من قيمة 700 مليار دولار أمريكي إلى ما يزيد عن 400 دولار أمريكي بقليل في الفترة الزمنية ما بين الاثنين إلى الأربعاء الماضي، وذلك حسب تقديرات منصة كوين ماركت كاب ” Coinmarketcap” بينما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة أقل من 1% يوم الثلاثاء الماضي وانتعشت قليلًا يوم الأربعاء وأغلق الأسبوع على ذلك.

هذه التقديرات توضّح ارتباطًا قصير المدى ما بين تحركات سعر البيتكوين وأسواق الأوراق المالية، وأعتقد بأنها ضعيفة نوعًا ما، فلا يمكنها أن تساعد أو تؤثر سلبًا على عدد صغير من الأسهم، ولن يتطرق الأمر إلى أن تؤثر بسوق الأسهم كاملًا.

مستثمر شركات تجارة التجزئة مقارنة بالشركات الموسمية

من المعلوم أن الأفراد المالكين لعملات البيتكوين أو عملات رقمية أخرى يستطيعون استخدام بطاقات الائتمان لشرائها، ويظل المحرك الأساسي لهم في الشراء هو عامل الخوف من فقدانها “Fomo”، لذا لن يكون الأمر غريبًا إذا رأيت المستثمرون في مجال تجارة التجزئة يقررون البيع في حالة انخفاض الأسعار بشكل كبير، فهم يتغذون على أنفسهم قبل أن يتغذى عليهم السوق، وقد يتضرر بعض المستثمرين كثيرًا.

قد ترتبط العملات الرقمية بسوق الأسهم فقط عندما تُمتلك العملات الرقمية من قبل شركات استثمارية كبيرة على نطاق واسع، وسيكون لديها ملكية محدودة للعملات الرقمية، لكن أعتقد أن الموالين لعالم المستثمرين يمتلكون مبلغًا صغيرًا من أموال العملات الرقمية إن وجدت. كما أن صناديق المؤشرات أصبحت لاعبًا كبيرًا في أسواق الأسهم ولا يمتلكون أي عملات رقمية.

ملكية العملات الرقمية مركزة للغاية

يبدو أن ملكية عملات البيتكوين مركزة للغاية، فهذا الرسم البياني من منصة هاو ماتش “Howmuch” الذي رُسم في سبتمبر الماضي لم يتغير بشكل كبير، حيث احتوى على بعض القيود، فالعنوان الفردي يستطيع تمثيل أكثر من شخص واحد. فكّر في تبادل عملة البيتكوين أو المحفظة.

ما يُظهره الرسم البياني أنه في حالة وجود مشكلة أو تبادل لعملات رقمية من قبل فرد واحد أو عدد صغير من مالكيها سيؤثر ذلك في أسعار السوق بشكل كبير وهذا قد يُحدث ضربة قصيرة الأجل في أسواق الأسهم، ولكن لا أعتقد أنها ستدوم.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.