تعد شركة آبل (التي تستخدم بورصة أي أي بي أل وناسداك NASDAQ:AAPL من أكثر شركات التداول شهرةً في الولايات المتحدة، سواءً على الصعيد الرأس المالي السوقي وفي الأعمال التجارية. وفي أحدث التقارير التي تم الإعلان عنها، حققت شركة آبل مبيعاتٍ بلغت 88.3 مليار دولارٍ وتمكنت من بلوغ 240 مليون اشتراكٍ مدفوعٍ من خلال متجر التطبيقات “آب ستور”.

من جهة أخرى، نجد تكنولوجيا البلوكتشين التي توصف بأنها أعظم اختراع صناعيٍ قادرٍ على تقديم الخدمات المالية، والبيع بالتجزئة، والتكنولوجيا.

وعندما بدأت عمليات التداول بعملة البيتكوين لأول مرة خلال سنة 2009، كان الجدل يتمحور حول استخدامات تكنولوجيا البلوكتشين في صناعة الخدمات المالية. وكان يُعتقد أنها مجرد وسيلةٍ لتحسين عملية الدفع بين الأشخاص وتكون مُنخفضة الرسوم، نظرا لأنه لا يوجد وسيطٌ (البنك)، وسريعةً بشكلٍ كبيرٍ في عملية المصادقة والتحقق من المدفوعات مقارنةً بالنظام المصرفي الحالي. ولكن، تم استخدام تكنولوجيا البلوكتشين في العديد من المجالات.

وفي الوقت الراهن، من المحتمل أن توحد الشركة الأكثر قيمة في العالم قواها مع الشركة التي أثارت جدلًا كبيرًا في الأعمال التجارية.

 

آبل والبلوكتشين؟

في 7 من ديسمبر/ كانون الأول 2017، راجت بعض المعلومات التي تفيد بأن آبل قد تقدمت بطلبٍ للحصول على براءة اختراعٍ من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة، لنظام التحقق من الطابع الزمني الذي قد يتضمن استخدام  تكنولوجيا البلوكتشين.

وعادة ما تنشر طلبات الحصول على براءات الاختراع بعد 18 شهراً من تقديمها، ما يعني أنه من المحتمل أن شركة آبل كانت تتدرب على فكرة نظام التحقق من الطابع الزمني القائم على تكنولوجيا البلوكتشين لمدة سنتين، إن لم يكن أطول.

ووفقًا لبعض التدوينات، ستستخدم شركة آبل بنية متعددة سُبل التحقق، التي تتضمن استخدام البنية التحتية للمفاتيح العامة وتكنولوجيا البلوكتشين للتحقق من صحة الطوابع الزمنية وحماية العناصر الآمنة، مثل بطاقات وحدة تعريف المشترك، أو بطاقات ميكرو سكيور ديجيتال، التي قد تحتوي على معلوماتٍ هامةٍ.

أما السيناريو الثالث الذي طرحته التدوينة، فيتمثل في أنه نظرًا لتوافق الآراء حول دفتر الأستاذ الموزع، سيتم الكشف عن محاولة إجراء تعديلٍ على منصة البلوكتشين من خلال تغيير العُقد غير المتعاونة المتعلقة بالقيمة الزمنية بعقدة صادقةٍ. ولن يتم التعرف على كتلةٍ متغيرةٍ بشكل ضارٍ في منصة البلوكتشين من قبل الجهاز بواسطة العنصر الآمن، وبالتالي لن تُفسد القيمة الزمنية المزيفة حالة العنصر الآمن.

باستخدام لغة إنجليزيةٍ سهلةٍ، يمكن للأشخاص المشتركين في الشبكة الإطلاع على العمليات غير النزيهة، التي يقوم بها أحد الأفراد أو المجموعات الخبيثة من أجل تغيير الطابع الزمني، نظرًا لأن معاملات البلوكتشين شفافةٌ ومستقرةٌ.

 

لماذا توجد الطوابع الزمنية؟

رغم وجود بعض الدوافع غير المذكورة في طلب إيداع براءة الاختراع للتركيز على الطوابع الزمنية، إلا أن هذه الطوابع تشير إلى كيفية تأثر الأنظمة العالمية لتحديد المواقع والشبكة، التي تعتمد على بروتوكول وقت الشبكة، بالمستخدم الخبيث، الذي يعمل على تعطيل الطابع الزمني قبل الوصول إلى العنصر الآمن. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساهم الخوادم الزمنية للشبكات، التي تعتمد على بروتوكول وقت الشبكة، في التحكم في الوظائف الأساسية للمعاملات الحديثة الراهنة.

 

مسرعات الشبكة: تعتمد هذه المسرعات على طوابع زمنيةٍ دقيقةٍ بهدف تحديد أحدث البيانات.

النسخ الاحتياطية للبيانات: يمكن أن يصبح النسخ الاحتياطي للبيانات أمرًا صعبًا دون وجود طابع زمنيٍ مناسبٍ.

التطفل على الشبكة: تساعد خوادم بروتوكول وقت الشبكة على تحديد أوقات الهجمات الخبيثة. من هذا المنطلق، يمكن للعمليات تحديد البيانات، التي تعرضت للاختراق.

أنظمة إدارة الشبكات: توفر الطوابع الزمنية وسائل بسيطةً تمكن مستخدمي الشبكات من تحديد المشاكل وحلها.

أنظمة التداول: من البديهي أن أنظمة التداول تعتمد على الساعات.

 

باختصار، يمكن أن تؤدي قدرة قراصنة الويب على تغيير الطابع الزمني إلى عواقب وخيمة على مختلف أنواع الشركات. وعلى الرغم من أن البنية متعددة الشبكات، التي تميز البلوكتشين، واضحةٌ في طلب إيداع البراءة، إلا أنها قد تثبت أحقيتها بالحصول على شهادات مفتاحٍ عامٍ منتهية الصلاحية.

وفي حال كانت البيانات غير قابلةٍ للتغيير، يمكن أن تصبح هذه الشهادات منتهية الصلاحية نقطة خلافية وتحدث ما يسمى بـ “الضمانات الأزلية”.

ويمكن تطبيق هذه التقنية بشكلٍ أوسع في حماية البائعين من الهجمات الضارة، التي قد تغير تاريخ انتهاء صلاحية البرامج المرخصة، علمًا وأن هذا الأمر مجرد تخمينٍ شخصيٍ.

 

آبل ليس بمفرده

لا تعتبر آبل العملاق التكنولوجي الوحيد القادر على تعديل فكرة استخدام تقنية البلوكتشين، إذ تعتبر كلٌ من مايكروسوفت (مؤشر ناسداك مايكروسوفت) وآي بي إم (بورصة نيويورك: آي بي إم) أهم شركتين داعمتين لهذا الاختبار.

خلال الشهر الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت عبر مدونتها أنها ستعالج  تحدي الهوية، الذي يواجهه أكثر من مليار شخصٍ في العالم، عن طريق معرفات تعتمد على تقنية البلوكتشين. واعتقادًا منها بأن البلوكتشين تعد أفضل وسيلةٍ لحماية المعرفات الرقمية وتمكن الأفراد من التحكم في هوياتهم الرقمية، تعمل مايكروسوفت على تطوير نظامٍ لامركزيٍ قادرٍ على التحقق من بيانات الاعتماد.

يمكن أن يسمح مشروع البلوكتشين للمطورين بتخصيص التطبيقات والخدمات التي تعتمد على الشهادات- أي مطالب الهوية التي تصادق عليها الكيانات الأخرى والتي تتطلب معالجة أقل لبيانات المستخدم الشخصية.

ويبدو أن شركة “آي بي إم IBM” تحيط بكل شيء تقريبا حين يتعلق الأمر بتقنية البلوكتشين. ففي شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017، أبرمت “آي بي إم IBM” شراكة مع “ستيلر Stellar” لاستخدام عملاتها الرقمية المعروفة بعملة “لومنز Lumens” ضمن تقنية البلوكتشين الخاصة بها في محيط الجنوب الهادي. وتختبر 12 من أبرز البنوك المدفوعات العابرة للحدود باستخدام تقنية البلوكتشين الخاصة بشركة آي بي إم ومع استخدام لومنز كعملة وسيطة.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت كل من شركة “آي بي إم IBM” وشركة النقل البحري “ميرسك سيلاند”، عن نيّتهما في إطلاق شركة منفصلة تعمل على مشروع تطوير حلول لصناعة النقل البحري باستخدام تقنية البلوكتشين. وتعتقد الشركتان أن إطلاق المشروع في شكل كيان منفصل ينبأ بتحقيق أهداف إبداعية.

وباختصار، بادرت الشركات التكنولوجية الكبرى بالاستفادة من إمكانيات تقنية البلوكتشين، وهو ما يجعلنا نتساءل: هل ستكون سنة 2018 السنة التي نتخطى فيها إثبات المفاهيم نحو الاختبار في العالم الحقيقي؟ ومع انخراط أكبر شركات التكنولوجيا في هذه المسألة، فقد باتت الإجابة على هذا السؤال وشيكة.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.