خلال الارتفاع الذي سجلته عملة البيتكوين عام 2017، غفل بعض المستثمرين الجدد عن الجانب السلبي لتجارة هذه العملة: دفع الضرائب. فقد ذكر تقرير لموقع سي إن بي سي، أن المستثمرون في هذا القطاع في الولايات المتحدة استيقظوا على اقتراب موعد تقديم الإقرار الضريبي في منتصف أبريل/ نيسان 2018. ويرى مراقبون كُثر أن هذا الاستحقاق يساهم في إقبال المالكين على بيع أرصدتهم من هذه العملة، وهو ما أدى لتراجع قيمتها إلى 8 آلاف دولار للقطعة الواحدة.

وقالت كيثي وود، الرئيس المدير العام لشركة “آرك إنفست” لإدارة الاستثمارات: “بالنسبة للشباب الذين لا ينتبهون كثيرا للمسائل المتعلقة بالضرائب، أو ليست لديهم تجربة سابقة في الاستثمار، فقد أصيبوا بالصدمة. لقد حقق الناس مرابيح ضخمة خلال العام الماضي، ولكن ليس لديهم ما يكفي من المال لدفع ما يتوجب عليهم”.

أما المستثمرون الذين تاجروا بعملة البيتكوين خلال سنة 2017، فلديهم سبب وجيه لتغمرهم الفرحة، إذ سجلت هذه العملة الرقمية ارتفاعا بنسبة 1289%، بعد أن كانت قيمتها في بداية العام الماضي حوالي 997 دولار، بحسب بيانات نشرها موقع “كوين ديسك”. ومع حلول 31 ديسمبر/ كانون الأول 2017، تجاوز سعر عملة البيتكوين 13 ألف دولار.

 

صدمة للمستثمرين

من جهته، قال فيشنزو فيلاميلا، مؤسس ومدير موقع “onlinetaxman.com“: “أرى أناسا يواجهون حتمية الاختيار واتخاذ قرار صعب، فقد وجدوا أنفسهم في ورطة أمام فاتورة ضريبية ضخمة، ولذلك عليهم وضع مخططات لدفع المبالغ، أو التخلص من العملة عبر بيعها”.

وقد أعلنت دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية في سنة 2014، أنها ستتعامل مع البيتكوين وبقية العملات الرقمية على أنها ملكية وليست عملة. ويعني ذلك أنك عندما تبيع وتشتري البيتكوين في نفس العام، فإن هذا لا يعفيك من الضرائب. وليس من المهم ما إذا كنت قد بادلتها بأموال حقيقية أو أنواع أخرى من العملة المشفرة، حيث ستدفع الضرائب في جميع الأحوال. وتندرج هذه العمليات التجارية ضمن فئة “المرابيح قصيرة الأمد”، وهو ما يفتح الباب أمام فرض ضرائب عالية عليها تصل إلى 39 بالمائة، بحسب الفئة.

كما تم فرض ضرائب على عمليات تعدين العملة المشفرة وما يُعرف بإيردروبس (أي الهدايا التي يتم تقديمها من قبل المطورين من أجل زيادة الاهتمام بهذا المجال). ولكن، تم تصنيف هذه العمليات على أنها من فئة الدخل العادي، وتختلف نسبة الضرائب المتوجبة عليها بحسب الحالة.

أما من يحتفظون بالبيتكوين لفترة تفوق العام، ثم يبيعونها، فإنهم يدفعون فقط ضريبة الأرباح طويلة الأمد، التي تعتبر منخفضة نسبيا مقارنة بغيرها، حيث تتراوح بين 15 و23.8%.

وقد سجلت أسعار البيتكوين انخفاضا بنسبة تفوق 37% خلال العام الجاري، حيث وصل ثمن القطعة الواحدة إلى 8 آلاف دولار. وقد وصل ثمنها يوم الخميس إلى 7676.52 دولاراً بحلول الساعة الثانية والنصف ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وعلى إثر انخفاض قيمة هذه العملة بشكل واضح، قال برادلي روتر، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “ريفتز”، إن بعض الشبان الذين يشاركون في الاستثمار يقبلون على بيع العملات المشفرة لإرضاء السلطات الضريبية.

كما أضاف روتر أن “حجم الأرباح من المبيعات، التي حققها المستثمرون الأمريكيون لوحدهم من ارتفاع أسعار العملات المشفرة، يكفي لدفع تكاليف بناء الجدار الحدودي الذي وعد به ترامب، بين الولايات المتحدة والمكسيك. وأعتقد أن كثيرون يلاحظون هذا الأمر وهي مسألة هامة جدا”.

وعلى الرغم من أن المستثمرين قد لا يتلقون وثيقة الإقرار الضريبي رقم 1099 من المشرفين على المنصات التي يقومون بالتبادل فيها، إلا أنهم مسؤولون عن دفع الضرائب عن الأرباح التي حققوها. وتخص “وثيقة الإقرار الضريبي رقم 1099” كل أصحاب الدخل باستثناء أصحاب الأجور، أي من لديهم أعمال حرة أو أسهم وأصول.

وأضاف روتر أن “هؤلاء المستثمرين سيصابون بالصدمة خلال الأيام المقبلة عندما يحملون سجلاتهم التجارية إلى المحاسبين”.

اهتمام خاص من الحكومة

ويبدو أن الحكومة الأمريكية بدأت تولي اهتماما لهذا الأمر، حتى لو لم ينتبه لذلك بعض المستثمرين. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أمرت محكمة فيدرالية منصة “كوين بايز” للمبادلات، التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو، بتسليم معلومات حول أكثر من 14 ألف مستخدم، تتضمن بيانات حول التحويلات المالية المنجزة في الفترة ما بين 2013 و2015.

وقد أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في بيان لها، خلال الأسبوع الماضي، أن الأصول التي تتم المتاجرة بها في المنصات الرقمية عبر الإنترنت يجب تسجيلها لدى هذه الوكالة. كما قال فيشنزو فيلاميلا إن الكثير من المستثمرين الجدد في هذا المجال يقعون في خطأ كبير، حيث يعتقدون أن المتاجرة بالعملة المشفرة تعني تبادل شيئين من نفس النوع، وبالتالي فهو معفى من الضرائب.

وأضاف فيلاميلا أن “بعض الناس يتمسكون بهذه الحجة، وليسوا مستعدين لتقبل الواقع، رغم أنهم يكسبون الكثير من الأموال، وبالتالي، فهم مدينون بالضرائب للسلطات. أما المستجدون في هذا المجال بشكل خاص، فلا يريدون دفع المال، بل باتوا يبحثون عن طريقة للحفاظ على سرية هويّتهم”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.