مساء يوم الخميس15 مارس/ آذار 2018، صوت مجلس مدينة بلاتسبورغ التابعة لنيويورك على فرض حظرٍ على امتداد 18 شهرًا على تعدين البيتكوين في المدينة.

إن التعدين عمليةٌ حاسوبيةٌ تستهلك كميةً مكثفةً من الطاقة، تؤمن منصة البلوكتشين وتكافئ المعدنين من خلال منحهم عملات البيتكوين. وقد تم اقتراح حظر تعدين البيتكوين من طرف عمدة بلاتسبورغ، كولن ريد، في وقت سابقٍ من هذا الشهر.

يستند اقتراح العمدة على بلاغاتٍ صادرةٍ عن السكان المحليين، بشأن فواتير الطاقة المتضخمة خلال شهر يناير/ كانون الثاني. ولن يؤثر هذا الحظر سوى على عمليات البيتكوين التجارية الجديدة، ولا صلة له بالشركات التي شرعت في عمليات التعدين في المدينة في وقتٍ سابقٍ.

وأفاد عمدة المدينة “لقد تلقيت الكثير من الشكاوى حول ارتفاع فواتير الكهرباء بمقدار 100 أو 200 دولارٍ. واستياء السكان المحليين مفهوم”. كما بين ريد أن مدينة بلاتسبورغ تقدم “أرخص أسعار كهرباء في العالم” بفضل وجود سدٍ كهرومائيٍ في نهر سانت لورانس.

لا يدفع السكان المحليون سوى 4.5 سنتا مقابل الكيلوواط الواحد في الساعة. (ومن أجل المقارنة، يبلغ متوسط قيمة الكيلوواط الساعي الواحد في الولايات المتحدة الأمريكية 10 سنتات). أما المؤسسات الصناعية في بلاتسبورغ، بما في ذلك شركات تعدين البيتكوين، فتدفع مبلغًا أقل من ذلك، لا يتجاوز السنتين مقابل كيلوواط في الساعة.

أوضح ريد أن الغاية من تقديم هذا السعر المنخفض للكهرباء كانت تحفيز الصناعات لفتح فروعٍ لها في المدينة، إلا أن هذا الأمر جعل بلاتسبورغ محل اهتمام معدني العملة الرقمية. ويعتمد المعدّنون على الطاقة الكهربائية زهيدة الثمن لجني أرباحٍ من عملية التعدين.

تعاني المدينة من مشكلة أخرى تتمحور حول كمية الطاقة الكهربائية المخصصة لها، التي تبلغ 104 كيلوواط ساعي شهريا. وخلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، استهلكت أكبر عملية تعدينٍ في بلاتسبورغ حوالي 10 بالمائة من إجمالي ميزانية الطاقة المخصصة للمدينة. وتمثل هذه العملية أحد نشاطات شركة كوينمنت، التي تعود أصولها إلى مدينة بورتوريكو.

في شهر يناير/ كانون الثاني، استنفذت بلاتسبورغ كمية الطاقة المخصصة لها واضطرت إلى شراء الطاقة الكهربائية من السوق المفتوح مقابل أسعارٍ أعلى بكثير مما اعتادت عليه. وتبعا لذلك، تم توزيع تكلفة هذه العملية على سكان المدينة، وانتهى الأمر بالبعض منهم إلى دفع ما بين 100 و200 دولارٍ إضافية عن الفاتورة التي اعتادوا استخلاصها، مقابل الحصول على الطاقة.

أعرب سكان بلاتسبورغ عن قلقهم بشأن استقطاب الكهرباء الرخيصة لمزيد من عمليات تعدين البيتكوين في المدينة، على الرغم من أن شركة الطاقة اعترفت بأن ارتفاع تكلفة الطاقة غالبا ما يحدث خلال فصل الشتاء. كما يخشى السكان المحليون من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى حرمانهم من الأسعار الرخيصة للطاقة.

أخبر عمدة المدينة موقع “ماذر بورد”، أنه بإمكان المدينة استهلاك 100 ميغاواط خلال شهرين، إذا ما تم فتح بوابات السد. لكن ذلك لن يتيح المجال للسكان المحليين لاستهلاك الطاقة مقابل أسعارٍ منخفضةٍ. وأضاف ريد أن بعض المقترحات التي عرضت عليه تتضمن رغبة المعدنين في استهلاك 20 أو 30 ميغاواط، وهو أمرٌ غير ممكنٍ.

خلال الأشهر 18 القادمة، تعهد المسؤولون في المدينة بالعمل إلى جانب المواطنين والمعدنين لإيجاد حلٍ لمشكلة الطاقة. وفي هذا الإطار، اقترح ريد عددًا من الحلول الممكنة، على غرار دفع المعدنين مقابلًا ماديا عن أي زيادة قد تطرأ على ميزانية الطاقة في المدينة، أو الترفيع في معدل سعر الكيلوواط بالنسبة للمعدنين.

وفي خضم معارضتهم لقرار الحظر، أعرب المعدنون المحليون عن رغبتهم في التعاون مع مسؤولي المدينة ومواطنيها للتوصل إلى حلٍ عادلٍ يرضي جميع الأطراف. وفي هذا الصدد، أخبر توم بيلسورث موقع “ماذر بورد” أن دخول مزيد من المعدنين إلى المدينة لن يكلف السكان المحليين أموالًا إضافية، ذلك أن المعدنين مستعدون لدفع تلك المصاريف الإضافية عندما تشتد برودة الطقس.

كما قال بيلسورث، وهو أحد السكان المحليين في بلاتسبورغ وشريك في ثاني أكبر شركة تعدين في المدينة، أن المعدنين يُبدون استعدادًا كبيرًا لدفع المبالغ المطلوبة منهم.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.