نشرت مجلة فوربس الأميركية تقريراً عن أكبر العوائق التي تحول دون إنشاء شركات بلوكتشين، وذلك على لسان المؤسس المشارك في كرونكلد، سامانثا رادوتشيا في حديثها لموقع كورا، المتخصص بكسب وتابدل المعرفة وتمكين الأفراد من التعلم من الآخرين حول البلوكتشين وفهمٍ أفضل للعالم.
وقالت رادوتشيا: “عندما بدأنا العمل لأول مرة في شركة كرونيكلد، كان الوقت مناسبا للعمل على الشركات القائمة على البلوكتشين. ولا أحد يعرف شيئا عن حقيقة هذه التكنولوجيا، لذلك كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا يكمن في تثقيف الناس حول هذه التكنولوجيا، ولماذا هم بحاجة إليها؟ وكيف يمكنها أن تغير صناعتهم؟”
وتضيف: “لقد اعتدت على أن أستهل غالبية محادثاتي بسؤال: “هل تعرف ما هي البيتكوين؟” وعندما يكون الشخص على علم بهذه العملة، كنت أمر لشرح تقنية البلوكتشين. أما اليوم، فتواجهنا تحديات مختلفة مع ازدهار شركات البلوكتشين.
وتقول رادوتشيا: “نحن لم نعد بحاجةٍ إلى تقديم دروسٍ حول المفردات الأساسية، ولكننا لم نصل بعد إلى ذلك المستوى حيث يتمكن الناس من تكوين فهم تقني كاملٍ أو معرفةٍ شاملة بكيفية اكتشاف التضليل. هذه هي المشكلة، لأن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي يتم تداولها. وليست هذه إلا إحدى التحديات الكثيرة التي تواجهها شركات البلوكتشين الحديثة”.
أما هذه التحديات فهي:
-
مقاومة التضليل
إن العدو رقم واحد لشركات البلوكتشين هو التضليل. ويعود ذلك جزئيا إلى أن السوق مليئةٌ بالمتحمسين، مقابل انتشار الكثير من المعلومات الخاطئة، التي يتداولها الأشخاص الذين دخلوا حديثًا إلى هذه السوق.
حتى المفاهيم الشائعة مثل عرض العملة الأولية “ICO”، قد أسيء فهمها بشكلٍ حادٍ، إذ بدأ الناس على الفور يخلطون بينها وبين الاكتتاب العام الأولي “IPO”، لأن الاختصارين لا يختلفان كثيرا عن بعضهما البعض. ولكن في الواقع، ليس “عرض العملة الأولية” أكثر من مجرد استعانةٍ بمصادر خارجيةٍ.
وتقول رادوتشيا “من شأن هذه المفاهيم الخاطئة أن تلحق أضرارًا بكل من الشركات والمستثمرين. ومؤخرًا، سمعت صديقًا يتحدث مع شقيقه عن عرض العملة الأولية وشراء العملة، ولكن كان شقيقه حديث العهد في الفضاء التجاري، حيث انخرط منذ ستة أشهرٍ تقريبًا. وعندما حدثته عن كيفية اختيار العملة التي يستثمر فيها، تبين أنه كان يتبع حدسه لا غير”.
بما أننا من أصحاب هذه الصناعة، فنحن نعلم أن إتباع الحدس ليس فكرةً سديدةً. ففي الواقع، تضع الكثير من الشركات خططا على ورقاتٍ بيضاء وتنجز “عرض عملةٍ أوليةٍ” لأفكارٍ ليست ممكنةً من الناحية التكنولوجية. لذلك، يجب على كل شركة بلوكتشين جديدة أن تعمل على محاربة مختلف أنواع التضليل والتأكد من أن عملاءها على وعيٍ بما يفعلونه، وتمكنهم من التعرف على حالات الاحتيال.
-
إعادة تأكيد مركزك السوقي
إننا نواجه هذا التحدي الآن في كرونكلد. لقد كنا هنا منذ سنة 2014، وأثبتنا أنفسنا لنكون شركة ذات شرعية. لقد بنينا برامج حقيقية، وكانت لدينا حلول في الإنتاج.
خلال السنة الماضية، ضج السوق بالشركات، إلا أن المستهلكين لا يعرفون عادةً أي الشركات هي الأفضل لهم، أو حتى تلك التي تحمل شرعيةً. وفي هذا الحالة، يكون “المستهلكون” هم رجال الأعمال الذين يقيّمون الحلول القائمة على البلوكتشين لشركاتهم.
يتم تكليف كبار التنفيذيين في تلك المنظمات بمهمة إيجاد شركاء في تكنولوجيا البلوكتشين، ولكنهم يواجهون مجموعةً متنوعةً من الخيارات، بعضها قابل للحياة والبعض الآخر لا يرى النور. وكشركة بلوكتشين، نعمل على تجاوز هذا التحدي من خلال تأكيد الشرعية بشكل مستمر، وتعزيز مكانتنا في السوق. وتتمثل الخطوة الأولى في إنشاء سجلٍ حافلٍ وتأسيس فريقٍ من ذوي الخبرة الحقيقية والمهارات التقنية القوية.
-
الحصول على الاعتراف بالصورة التسويقية
وتضيف رادوتشيا: “لقد وصلنا إلى الحد الذي تحتاج فيه شركات البلوكتشين الجديدة أو القائمة إلى التركيز على الاعتراف بالصورة التسويقية. وفي الوقت الحالي، إن أفضل طريقةٍ لبناء الصورة التسويقية تكون عبر قيادة الفكر. وسواء كان ذلك من خلال الكتابة في المدونات المشتركة، أو المساهمة في كتابة مقالات الرأي والاقتباسات، أو المشاركة في المؤتمرات التجارية والتعليمية، فإنه على الشركات إيجاد وسيلةٍ للبقاء في الواجهة أمام أكبر عدد ممكنٍ من الأشخاص”.
نحصل في كرونكلد على طلبات أعمال واردةٍ عبر الحلقات التثقيفية التي عقدناها، أو التسجيلات الصوتية التي ساهمنا فيها. ويرغب هؤلاء العملاء في العمل معنا بعد حضورهم تلك المناسبة. ومع ذلك، لا يزال الوعي ضعيفًا حول هذا الفضاء، بالإضافة إلى كثرة التضليل والمعلومات الخاطئة، لذلك باتت هناك حاجة ماسةٌ إلى قادة الفكر وأشخاصٍ على استعدادٍ لنشر معارفهم وأفكارهم. ولأن نشاطك التجاري يجب أن ينمو، تحمل تلك المسؤولية، وسد الفجوة المعرفية لأن الإيرادات التي ستجنيها من هذا الاستثمار تستحق هذا العناء.
-
فهم التكلفة والتوقيت وسهولة التنفيذ
يسألني الناس دائما عن التحديات التقنية التي تنطوي عليها أعمال البلوكتشين. ورغم أن هذه الاعتبارات هامة بالتأكيد، إلا أن الجانب الأكبر في بناء حلول ناجحةٍ يشتمل على إدارة التكلفة والتوقيت مع سهولة التنفيذ.
إنه لمن الرائع أن نفكر في أكثر حالات الاستخدام إثارةً وخياليةً في المستقبل. لكن الواقع يفيد بأن تنفيذ حلول جديدة أمرٌ تدريجي، ومن المرجح أن تستند إلى منصة برمجياتٍ موجودةٍ فعليًا.
وتتابع رادوتشيا قائلة: “لا تقلل من قوة العمليات القائمة أو من شأن صعوبة المشاركة في بناء شبكة ما. فالشركات التي نجحت في القيام بذلك، على غرار فيسبوك وأمازون، قليلةٌ ومتباعدٌ. لذلك أنت بحاجة لبناء شبكة للاستفادة من فوائد البلوكتشين. فمن غير الواقعي أن نتوقع ظهور الآلاف من الشركات المبتكرة بشكلٍ لا يصدق”.
بدلا من ذلك، ركز على إيجاد حلولٍ لمشاكل حقيقيةٍ في السوق. وعليك أن تمنح الناس سببًا يغريهم لاستخدام البلوكتشين بدلا من العملية القائمة حاليًا. كما يجب عليك أن تكون على استعداد للعمل بجد، من أجل تطوير فريقٍ قويٍ وصناعة حلولٍ قابلةً للاستمرار. وإذا كنت قادرًا على فعل ذلك، فسيكون لديك حتمًا فرصةٌ للنجاح.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.