تدرس شركة رابوبانك الهولندية متعددة الجنسيات، المتخصصة في الخدمات المصرفية، التي تتخذ من مدينة أوترخت الهولندية مقرا لها، إمكانية دمج محفظة العملات الرقمية ضمن نظامها المصرفي عبر شبكة الإنترنت.
تصنف “رابوبانك” ضمن أكبر 25 مؤسسةً ماليةً في العالم من حيث رأس المال من الفئة 1، باعتبارها شركةً رائدةً عالميًا في تمويل الصناعات الغذائية، والزراعة، وتقديم الخدمات المصرفية الموجهة نحو الاستدامة. ويقدم البنك لعملائه في هولندا، البالغ عددهم 7 ملايين، مجموعةً متكاملةً من الخدمات المالية التي تشمل الأفراد والشركات. وعلى الصعيد العالمي، تنشط رابوناك في 44 دولةً مختلفةً.
في الوقت الحالي، تعمل الشركة على مشروع “رابوبيت“، الذي لا يزال في مرحلة التطوير المفاهيمي وأبحاث السوق، ما من شأنه أن يسمح لعملاء البنك بتخزين العملات الرقمية داخل محفظةٍ رقميةٍ يحتضنها “رابوبانك” ضمن نظامه المصرفي الآمن على شبكة الإنترنت. وسيتيح هذا المشروع للمستخدمين فرصة تخزين الأصول المالية والعملات الرقمية على منصةٍ واحدةٍ، فضلًا عن الولوج إلى مواردهم المالية عبر حسابٍ بنكي واحدٍ، يمكنه إرسال واستقبال الأصول المالية والعملات الرقمية على حد السواء. كما سيتم إدراج محفظة رابوبيت ضمن تطبيقات رابوبانك.
في بيان صحفي لرابوبانك باللغة الهولندية، كشف البنك أن “رابوبيت” ستكون جزءًا من برنامج التسريع الداخلي “مونشوت” الذي تحتضنه الشركة. وبموجب هذا البرنامج، يقترح الموظفون أفكارًا مبتكرةً، ليتم فيها بعد اختبار أفضل الأفكار التي انتقاها العملاء من أجل بيان فائدتها. وفي مطلع شهر مارس/ آذار 2018، ستُجمع قائمة مختصرةٌ لأفكار “مونشوت”. وفي منتصف شهر يونيو/ حزيران، سيقع اختيار بعض هذه الأفكار بهدف تطويرها لتتخذ شكل منتجاتٍ أو خدماتٍ.
تعتبر “رابوبيت” واحدةً من بين 22 فكرةً وقع النظر فيها من أجل تحقيق المزيد من التطور. ولا تزال هذه الفكرة في مراحلها الأولية المتمثلة في استطلاع رأي العملاء، حيث يضطلع الموظفون بتقييم المنفعة العامة لرابوبيت عن طريق إجراء مقابلات مع العملاء، إما بصفة مباشرةٍ من خلال أبحاث الشارع، أو عن طريق الإنترنت، فضلا عن التحقيق في المخاطر المتعلقة باستخدام العملات الرقمية. كما يؤكد بيان رابوبانك أن هناك قرارًا رسميًا يقضي باعتماد “رابوبيت”.
بغض النظر عن النتيجة النهائية لمشروع “رابوبانك” القائم على الاختيار، تعبر دراسة البنك لمقترح إنشاء محفظةٍ للعملات الرقمية أمرًا فائق الأهمية خاصةً أنه سبق لرابوبانك أن أعرب عن موقف سلبي تجاه البيتكوين والعملات الرقمية. وحيال هذا الشأن، صرح الممثل عن رابوبانك خلال الشهر الماضي أن “الملكية ونقل القيمة مجهولتان تمامًا، ولن تخضعا لإشراف طرف ثالثٍ، على غرار الحكومة. وهذا يعني أن العملات الرقمية لا تستوفي المعايير المرموقة التي وضعها رابوبانك”.
تعتبر صفحة “العملات الرقمية، أو مستقبل عمليات الدفع” الرسمية التابعة لرابوبانك أكثر انفتاحًا على العملات الرقمية. وقد صرح رويل ستينبرجن، الذي يعمل في قسم الابتكار في تكنولوجيا المعلومات التابع لشركة رابوبانك، أنه “حسب الخبراء والمستثمرين، نحن لم نر سوى بداية بروز ظاهرةٍ جديدةٍ يمكن مقارنتها بأزمة منتصف التسعينيات حين انقطعت الإنترنت”. وهم “يرون في هذا الأمر فرصة أكثر من كونه تهديدًا”. وأضاف ستينبرجن أنه لا بد أن يلتقي العصر الجديد بالقديم، للتُعتمد بذلك العملات المشفرة جنبًا إلى جنب مع الأشكال المعهودة الأخرى للأصول المالية.
من المستغرب أن تجد الآراء المتباينة مستقرًا لها في المؤسسات البنكية الكبرى مثل “رابوبانك”، حيث دائمًا ما تجد التكنولوجيات الناشئة المناصرين والمنتقدين. ومع ذلك، ينبغي على “رابوبانك” أن تمنح الضوء الأخضر رسميًا لمشروع “رابوبيت”، وأن تعتمد محفظة العملات الرقمية. ونتيجة لذلك، من المنتظر أن تصبح رابوبيت ذائعة الصيت في أوساط العملاء، ما قد يحث البنوك الأخرى على النظر في فكرة إنشاء خيارات عملات رقميةٍ مشابهةٍ وخاصةٍ بها.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.