من الذي يتحكم في عملة البيتكوين؟

من خلال تصميمها، تعتبر البيتكوين نظاماً لا مركزياً لا يمكن تحديد مكمن قوته الحقيقية. فعلى الرغم من وجود العديد من الأطراف الفاعلة في هذا النظام الإيكولوجي (مثل المعدنين ومالكي العملات والمبادلات والمطورين)، إلا أن عملة واحدة من بين هذه العملات تتمتع بقوة أكبر من البقية فيما يتعلق بأنواع التحسينات البروتوكولية.

مثلما فسر أحد الكتاب في السابق، يلعب مالكو العملات دوراً فاعلاً في تحديد سعر البيتكوين نظرا لتأثيرهم على عمليات تزويد البيتكوين. كما يتمتع هؤلاء بقوةٍ كبيرةٍ فيما يتعلق بماهية التحسينات التي يمكن إدخالها على بروتوكول البيتكوين، نظرًا لأنه يتم تحفيز كل الأطراف المنتمية لهذا النظام لجعل كل العملات الأصلية على المنصة ذات قيمةٍ قدر الإمكان.

لماذا يتحكم المستثمرون في البيتكوين؟

لا تعتبر فكرة تحكم المستثمرين في عملة البيتكوين جديدةً. فخلال السنوات الأخيرة، تطرقت العديد من المقالات والمدونات لهذا الموضوع. ولعل أبرز مقال حيال هذا الشأن  المقال الذي كتبه دانييل كرافيسز.

سنة 2017، خضع المستوى العام لتحكم مالكي البيتكوين في الشبكة إلى الاختبار، حيث اجتمعت الشركات الكبرى في هذا المجال مع أكثر من 90% من سرعة المعاملات بهدف نقل الجميع إلى شبكةٍ جديدةٍ أجمعوا على تسميتها باسم “بيتكوين”.

في نهاية المطاف، أدى الجمع بين العديد من أسواق العملات المستقبلية مع عدد من العوامل الأخرى (على غرار ظهور المقياس المقدم من 2x Fork كنتيجة للاستيلاء المشترك) على الشبكة الجديدة، إلى التخلي عن الاقتراح قبل أن يتم تفعيله. وكان المعدنون مستعدين للتنقيب عن السلسلة الأقل قيمةً (كما هو متوقع في الأسواق المستقبلية) لمدة 12 ساعةً بعد تفعيل الشبكة.

ووفقاً لوضعية 2x Fork، تم تحفيز المعدنين للتنقيب عن العملة التي تدر أرباحًا أكثر، أي السلسلة الأكثر قيمة والأكثر نشاطًا. بعبارة أخرى، يعمل المعدنون بأوامر مالكي العملات. وفي هذه الحالة، ستتيح المبادلات ومزودو المحفظات للمستخدمين إمكانية الولوج إلى السلاسل المطلوبة.

توجد العديد من القيود فيما يتعلق بتحكم المستثمرين في عملة البيتكوين. فعلى سبيل المثال، يعد إحداث تغييراتٍ عن طريق انقسام بسيط أمرًا أكثر سهولة من إحداث تغييراتٍ عن طريق انقسامٍ معقدٍ؛ فالتغيير عن طريق الانقسام البسيط  هو تغييرٌ عكسيٌ، بينما يتطلب التغيير عن طريق الانقسام المعقد تحول جميع الأطراف نحو شبكة أخرى في آنٍ واحدٍ.

ووفقا للكاتب المختص في عملة البيتكوين، أندرياس أنوتوبولوس، تقاوم عملة البيتكوين الانقسامات الشديدة نظرا لرغبة جميع الأطراف في البقاء على نفس الشبكة، خاصة وأن البلوكشين، التي تملك العديد من المستخدمين، مفيدةٌ للغاية.

كما يحتاج المستثمرون لمطورين أكفاء مستعدين لكتابة الرموز للخاصيات الجديدة. وقد يكون المستثمرون عرضةً للتلاعب السياسي من قبل عناصر أخرى موجودةٍ في هذا الفضاء. ومع ذلك، تبقى أهم مرحلة، ألا وهي تحول الخاصيات الجديدة إلى البيتكوين، عن طريق انقسامٍ شديدٍ في حال أراد المستثمرون ذلك.

ما الذي يمكننا فعله من خلال هذه المعلومة؟

لمزيد توضيح واقع المستثمرين على شبكة البيتكوين، سيكون من الضروري استخدام أنواع الأسواق المستقبلية التي اعتمدت للكشف عن مستوى الدعم المفترض لسيغويت تو إكس خلال المناقشات الجديدة في المستقبل. كما تحدد هذه الأسواق المستقبلية توجهات السوق بهدف التأكد من قيمة البيتكوين في صورة تفعيل الانقسام البسيط.

وتعتبر الأسواق المستقبلية، التي تعتمد على التبادلات المركزية، غير صالحةٍ للشبكات اللامركزية. في المقابل، يوجد بديلٌ لا مركزيٌ بشكل أكبر، ألا وهو ما يعرف ببيتكوين هايفمايند، الذي يسعى إلى أن يكون سلسلة إلى جانب البيتكوين.

وفي حين تعتبر بيتكوين هايفمايند أكثر من مجرد رؤية طويلة الأجل لنظام مثالي، يمكن استخدام خيارات لا مركزية أقل تعتمد على مجموعةٍ من قواعد البيانات الضخمة الموثوق بها على المدى البعيد.

ويجب علينا إضافة نقطة أخيرة، وهي أن التغيير الذي يحدثه الانقسام البسيط لا يحتاج لمستوى عالٍ من الدعم لإضفاء المزيد من القيمة على البيتكوين. فإذا اهتم 5% من المستخدمين بالخاصية الجديدة أو التغيير، فإن الغالبية العظمى من المستخدمين قد يكونون مهتمين بالتغيير نظرًا لأنه سيزيد من قيمة ممتلكاتهم من خلال استقطاب المستخدمين الجدد، الذين يرغبون في استخدام هذه الخاصية الافتراضية.