من المتوقع أن يتم إدخال عملة تشفير إلى موقع التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية الأهم في العالم “أمازون”، ما من شأنه أن يؤثر على العالم بأسره. ومن المنتظر أن يتغير نظام الاستهلاك حالما يكشف جيف بيزوس عن إنشاء “آمازون كوين”، أو يعلن عن تعاونه مع إحدى المنصات الرقمية القائمة؛ مثل ستيلار وريبل، وقد يحصل هذا في أي وقت.

في الواقع، كانت أمازون ترغب في الدخول إلى سوق العملة الرقمية منذ فترة طويلة، إلا أنها كانت مترددة. فكل ما كان على شركة أمازون فعله هو توفير الأرضية المناسبة لخوض هذه التجربة، من خلال العثور على مجالات في شبكة الإنترنت تكون مسجلة باسم الإدارة القانونية في خدمات أمازون. وفي الوقت الراهن، سجلت الشركة في المجالات التالية؛ أمازون ثريون.كوم، أمازون كريبتوكانرنسي.كوم، وأمازون كريبتوكارنسيز.كوم.

لم تقدم أمازون نتائج للمستخدمين، إلا أنها وضعت جدولا كاملا حول مستقبل التشفير لدى الشركة، لكنها لم توفر إلى حد الآن أي معلومات رسمية. والسؤال المطروح هو: ما الذي يمكن أن يحدث إذا دخلت شركة عملاقة مثل أمازون إلى سوق التشفير؟

تتمتع شركة أمازون بسمعة ممتازة في جميع أنحاء العالم، وتضم جيشا كاملا من المطورين ذوي الخبرة في مجال التقنيات المبتكرة. ومع كل المميزات التي تتمتع بها شركة أمازون، قد يمثل مشروع إطلاقها لعملتها الرقمية ثورة حقيقية في أنظمة الدفع في العالم.

وفي هذا الصدد، سنتحدث عن مختلف التفاصيل التي تخص مسألة إدماج تقنية البلوكتشاين في نظام أمازون.

 

أمازون والبلوكتشين

تركز معظم النقاشات المتعلقة بأمازون والبلوكتشين، على مدى إمكانية إدماج خدمات التشفير في نظام الدفع. ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستكون خطيرة للغاية، خاصة أنها قد تؤثر بشكل كبير على تطوير تطبيقات البلوكتشين التي ستبدو منفصلة كليا عن اتجاه تداول البلوكتشين.

في الوقت الحاضر، تعتبر أمازون من بين شبكات التداول الأكثر تقدما في العالم، حيث سجلت أكثر من 300 مليون حساب، مما يسمح لخدماتها بالسيطرة على نحو 43% من جميع عمليات التداول عبر الإنترنت. كما يضم الموقع أكثر من 12 مليون منتجا مختلفا، فضلا عن وجود شبكة تسليم في شتى أنحاء العالم. وبناء على ما ذكر آنفاً، من الممكن تخيل مدى التأثير الإيجابي الذي ستحدثه عملة رقمية على شبكة أمازون.

خلافاً للمتوقع، ليست أمازون ضد الابتكارات التي تتعلق بتطوير شبكة التداول الخاصة بها، لأن جوهر هذه التكنولوجيا سيتيح لها استخدام أسطول متطور لنقل البضائع إلى عملائها بطريقة أسرع. وفي هذا الإطار، يخطط العملاق التجاري بصفة جدية للانطلاق في تطوير المستودعات الروبوتية للطيران.

وبما أنه بإمكان أمازون تطوير طرق نقل البضائع، فإنه من المتوقع اعتمادها على البلوكتشين، خاصة عند النظر إلى الإمكانيات العظيمة التي يتمتع بها العملاق التجاري في تبسيط عملية تسليم البضائع عبر سلسلة كاملة من التوريد من المستودع إلى المستخدم.

وفي هذا الصدد، قد يخدم اعتماد تقنية البلوكتشين نظام التسليم، ويساهم في تحسينه، وينتقل بخدمات التسليم إلى مستوى جديد أكثر تقدما. كما من شأن تقنية البلوكتشاين التقليل من تكلفة العملية التجارية برمتها.

 

التأثير المحتمل للعملة الإلكترونية الخاصة بأمازون على شبكة التداول الحالية

مما لا شك فيه، سيكون لاعتماد أمازون على عملتها الإلكترونية الخاصة على شبكتها، وقع كبير على مستوى العالم. ومع ذلك، ستستخدم الشركة هذه العملة الإلكترونية في خدمات أمازون للرقابة مثل أمازون برايم، وأمازون تويتش، وأوديابل.

وتجدر الإشارة إلى أن إدخال مثل هذه العملة يعني زيادة كبيرة في سرعة وقابلية استقرار البلوكتشين الخاصة بها، من خلال العديد من العمليات. ومن المرجح أن يتجاوز مثل هذا المشروع كلا من بيتكوين وإيثريوم بعدة خطوات.

وعلى الرغم من أن منصة أمازون، في الوقت الحالي، تعمل مع جميع العملات الرقمية، إلا أن إنشاء عملة إلكترونية خاصة بها لا يزال احتمالاً مشكوكاً فيه، علما بأن ذلك من شأنه أن يكون وسيلة فعالة للحد من تقلبات العملة الرقمية وتوحيدها.

من ناحية أخرى، إن إدخال نظام دفع جديد موحد قائم على العملة الرقمية من شأنه أن يقضي على المواقع الإقليمية لأمازون. فعلى سبيل المثال، في شهر أبريل/ نيسان 2017، أنفقت شركة أمازون أكثر من 500 ألف دولار لشراء مواقع إقليمية سويدية. ولكن، العملة الإلكترونية التي ستوحد أسعار السلع ستجعل الخدمات متاحة على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى توفير الكثير من الأموال، بالنسبة للشركة وعملائها.

وفي حقيقة الأمر، تضم أمازون الآلاف من المطورين التكنولوجيين القادرين على حل هذه المسألة وخلق نظام دفع رقمي في أقصر وقت ممكن. لذلك، تعتبر فرضية إنشاء أمازون لعملة تشفير خاصة بها أكثر من ممكنة، خاصة وأن الشركة تلتزم بمبدأ “تقديم الأفضل للعميل”، ما يجعل عملاء أمازون ينتظرون هذه الخطوة بفارغ الصبر.

وإلى جانب كل الفوائد التي سوف تحظى بها شركة أمازون نتيجة ابتكار عملة خاصة بها، ستكون الشركة قادرة على التعامل مع جميع عملائها بفعالية أكبر وأمان أكثر مع ضمان سهولة التسويق.

 

الآثار المترتبة عن سوق التشفير

عموماً، من الممكن التنبؤ بتأثير الذي سينجر عن إدخال أمازون لمثل هذه الابتكارات، على غرار بلوكتشاين أو العملة المعماة، لاسيما أن سوق التشفير تمكن من اكتساب زخم كبير، وبات يحظى باهتمام واسع النطاق.

أما فيما يتعلق بإمكانية استخدام أمازون لعملة معماة أخرى، فإن الخبراء يشكون في إمكانية إدخال أمازون لعملة البيتكوين في حالتها الراهنة، ولكن بعد دمج “شبكة البرق” (Lightning Network) ستنظر في خيارات أخرى للدفع.

ولكن، من بين المشاكل الرئيسية التي تفرضها العملة الرقمية، مثل إيثريوم وبيتكوين، التقلبات في القيمة وقلة موثوقيتها. ولكن، بالنسبة للأشخاص الذين ينتظرون بفارغ الصبر اعتماد أمازون على هذه التقنية، فإنه من الممكن توفير بعض الخدمات لهم؛ على غرار شراء بطاقات دفع خاصة بأمازون باعتماد العملة الرقمية. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك من بين الأسباب التي تدفع أمازون لخلق عملة خاصة بها، نظراً لأنها ترغب في التخلص من الوسطاء في معاملاتها.

 

هل سيتم استخدام بيتكوين للمدفوعات على بضائع أمازون؟

في الوقت الحاضر، لم تصدر الشركة أي بيانات رسمية بشأن دمج خدمة أمازون مع أنظمة التشفير. ومع ذلك، سجل العملاق التجاري في ثلاثة مجالات مختلفة متعلقة بالعملة الرقمية، ما سيدفع الشركة للتفكير أكثر في اتخاذ قرار حول إنشاء عملتها الرقمية الخاصة في المستقبل.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.