في عصرنا الحالي، أصبح الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية جزءا رئيسيا من حياتنا اليوميَّة. في المقابل، لا تعد شبكة الانترنت آمنة بالكامل، فهي تخفي العديد من المخاطر في باطنها؛ وهو ما يجعل المعلومات والبيانات الشخصية، حتى السرية منها، في عرضة إلى الانتهاك.  

ولم يمنع غياب عنصر الأمان الكلي في الشبكة العنكبوتية، القطاع التجاري الإلكتروني من الانتشار على نطاق واسع. حيث يبحث هذا القطاع في التقنيات الحديثة للعثور على وسائل تساعده على إضفاء الثقة والشفافيَّة اللازمة على المعاملات التجارية.

وتعدُّ البلوكتشين إحدى أهم تلك التقنيات التي لاقت رواجا في الدول العربيَّة، سواء في القطاعات الخاصة أو الحكومية.

الأسلوب الجديد لتنظيم البيانات

تعد البلوكتشين بمثابة الأسلوب الجديد لتنظيم البيانات أو قاعدة البيانات التي تؤسس الثقة والمساءلة والشفافية. ولا تقتصر هذه التقنية على إحداث نقلة نوعية في المعاملات الحكومية، بل تساعد أيضا على تعزيز التفاعل بين الحكومة والمؤسسات التجارية في العديد من المجالات.

كما تستند تقنية البلوكتشين على مفهومين أساسيين، وهما شبكة الأعمال التجارية، ودفتر الاستاذ المشترك.

وتساعد التقنية الثانية على القيام بتبادل سلع ذات قيمة من خلال دفتر الأستاذ، الذي يملكه كل عضو والمتفق على مضمونه. 

 

ماذا توفر؟

كما توفر تقنية البلوكتشين نظاماً غير مركزي، ومن ميزات هذا النظام، أنه إذا تمَّ اختراق إحدى المجموعات، فإنَّه لا يمكن اختراق المجموعات الأخرى في نفس الوقت.

وتمكنت البلوك تشين من إلغاء نظام المركزية، الذي يضع البيانات المالية في منصة واحدة وتحت تصرف إدارة واحدة. وتبعا لذلك، أصبحت هذه البيانات متاحة على دفتر حسابات مفتوح وموزع، حيث يمكن لجميع الأشخاص الاطلاع عليه.

وهذا يعني أن تصبح كل التحويلات المالية، التي تحدث ضمن دفتر الحسابات، عامة ومتاحة للجميع.

وفي السياق ذاته، تسمح تقنية البلوكتشين بتسوية الأوراق المالية في غضون دقائق، بدلا من أن تستغرق هذه العملية بضعة أيام. ويمكن أيضا أن تستخدم لمساعدة الشركات على إدارة تدفق البضائع والمدفوعات التابعة لها.

 

أهم ميزاتها

ومن أهم ميزات هذه التقنية، أنها تحرر أعدادا كبيرة من البشر حول العالم من سطوة البنوك وتكلفة استعمالها الباهظة.

كما يمكن للبنوك أن تستفيد منها، لإضفاء الدقة على عملها، وتخفيض تكلفة عملياتها، وجعلها أكثر أمانا.

وكان منتدى الاقتصاد العالمي قد نشر تقريراً بعنوان “البلوكتشين سيصبح القلب النابض للنظام المالي العالمي”، جاء فيه أن “هذه التقنية ستؤدي إلى خفض الرسوم البنكية، والتقليص من الأخطاء البشرية؛ وهو ما سيسمح بتحصين الاقتصاد العالمي من الثغرات المالية”.

أما فيما يتعلق بالقطاع العمومي، فستكون تقنية البلوكتشين مفيدة للمؤسسات الحكومية؛ إذ أنها قد تنجح في محاربة البيروقراطية المتفشية في الشرق الأوسط.

وقال نيك كاري، رئيس البلوك شين، وأحد مؤسسيها: “أتوقع أن يكون لتقنية البلوكتشين انعكاسات رقميةً عميقةً تمسّ الشفافية والحوكمة بشكل خاص؛ وهو ما سيحقق مكاسبَ اقتصادية للاقتصادات التي تتبنى هذه التقنية”.

ورغم انتشارها بشكل واسع، إلا أن بعض الدول تصرّ حتى الآن عدم الخوض في المعاملات التجارية المشفرة؛ وهو ما يمثل عائقا أمام استعمال العملات المشفرة في جميع أنحاء العالم.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.