عملة “ليتكوين كاش” الجديدة محل تشكيك وتساؤلات.. هل ستحتل مكانة في مجتمع العملات الرقمية؟

بات فك الارتباط بين العملتين المشفرتين “ليتكوين كاش” و”ليتكوين” وشيكا. مع ذلك، لا يبدو الجميع مقتنعا بأن هذه الفكرة جيدة، علما وأنه كان من المتوقع أن تنفصل هذه العملة الرقمية الجديدة، عن العملة الأصلية خلال مساء الأحد 18 فبراير/شباط 2018، وفق ما ذكر موقع إنفيرس.

وتَعد العملة الجديدة باستخدام خوارزميات تنقيب مختلفة، وبالتالي، يمكن لعشاق التنقيب الذين كانوا يعتمدون على أجهزة قديمة، العودة لاستخدام هذه الأجهزة.

وبعد جذبها للكثير من الاهتمام بفضل التسمية التي أُطلقت عليها، بدأت الكثير من الأسئلة تبرز الآن حول مدى الجدوى من هذه العملة الجديدة.

أداة احتيال

في هذا الصدد، قال تريفور غيرست، المدير العام لشركة “كوين إيرا” المتخصصة في الاستثمار في مجال العملة الرقمية: “إن عملة “ليتكوين كاش” لا تقدم أي إضافة لقطاع العملات الرقمية.

وتبشر هذه العملة بكونها توفر المزيد من النقد وتحويلات مالية أسرع، مع العلم أن “ليتكوين” لديها في الأصل عدد من الوحدات النقدية أكثر من ‘البيتكوين'”.

وأضاف غيرست أن “عملة ‘البيتكوين كاش’ تم تطويرها في السابق لحل مشكلة طول الوقت اللازم للتحويلات.

ولذلك، تم التعامل مع هذة المشكلة وحلها. وبالنظر إلى أن “ليتكوين كاش” ليست لها علاقة مباشرة بعملة “ليتكوين”، حيث يتهمها مؤسس “ليتكوين” بأنها مجرد خدعة وأداة احتيال، فإننا لا نرى أن “ليتكوين كاش تمتلك مقومات النجاح”.

وتعتمد هذه العملة الرقمية الجديدة، التي يُنتظر أن تنفصل عن ليتكوين في الدفتر عدد 1371111، على خوارزمية “SHA-256” للتنقيب، عوضا عن الخوارزمية الخاصة بليتكوين.

مميزات العملة الجديدة

ويعني ذلك أن الذين يقومون بالتنقيب عن العملة يمكنهم استخدام تطبيقات قديمة خاصة بهذا المجال من أجل صناعة الرموز الخاصة بالعملة.

وتمتاز العملة الرقمية الجديدة بقلة الوقت المستغرق للوصول إلى دفتر التسجيلات، الذي لا يتجاوز دقيقتين ونصف، أي أنها بلغت نفس سرعة عملة “ليتكوين”، وصارت أسرع من “البيتكوين”، التي تستغرق 10 دقائق للوصول لدفتر التسجيلات.

كما يدعي فريق عمل “ليتكوين كاش” أن رسوم التحويلات المالية لهذه العملة ستكون أرخص بنسبة 90 بالمائة من الرسوم المفروضة على “ليتكوين”.

ويبدو أن “ليتكوين كاش” قد أحدثت تأثيرا إيجابيا على العملة الأم (وهي ليتكوين). وربما يعود ذلك إلى أن حاملي عملات الليتكوين يستعدون للحصول على 10 عملات من “ليتكوين كاش”، على كل عملة “ليتكوين” يمتلكونها.

محل تشكيك

في المقابل، بات الاسم الذي أطلق على هذه العملة الجديدة، وقيمتها في مجتمع العملة الرقمية محل تشكيك وتساؤلات، حيث أن مبتكر عملة “ليتكوين”، شارلي لي، وصل إلى حد وصف كل المنصات التي تستخدم اسم ليتكوين، مع إدخال تغيير طفيف عليه، بأنها تمارس الاحتيال وتحاول مغالطة المستخدمين وإيهامهم بأنهم بصدد شراء عملة “ليتكوين”.

ويبدو أن هذا الاتهام لم يأت من فراغ، إذ أن خلطا بين “البيتكوين” و”البيتكوين كاش” أدى لوقوع حادثة في آب/أغسطس 2017، راحت ضحيتها شركة “أوفرستوك” للبيع بالتجزئة، التي دفع حرفائها من مستخدمي “البيتكوين كاش” سعرا أقل بنسبة 85 بالمائة عن السعر الحقيقي.

ولا تزال عملة “ليتكوين” تحتل المرتبة الخامسة في ترتيب العملات الرقمية بقيمة سوقية بلغت حوالي 13 مليار دولار.

وإلى حد الآن، ليس هناك تأكيدات على أن “ليتكوين كاش” سوف تنطفؤ ويكون مصيرها الاندثار، باعتبار أن عملة “البيتكوين كاش”، التي تم إطلاقها بطريقة مشابهة، تحتل الآن المرتبة الرابعة في السوق بقيمة تبلغ 25.6 مليار دولار.

مع ذلك، لا تزال كلتا العملتين بعيدتين عن افتكاك المرتبة الأولى من “البيتكوين”، التي تبلغ قيمتها السوقية حاليا 170.9 مليار دولار، أي أنها تستأثر بنسبة 35.4 بالمائة من هذه السوق.

ولكن، يتفق كل من تريفور غيرست وشارلي لي، على أن المجال مفتوح، في الوقت الحالي على الأقل، لصعود عملة رقمية أسرع من “البيتكوين”، وقادرة على إنجاز سبع تحويلات كاملة في ثانية واحدة.

وقال غيرست إن “لدى البيتكوين وليتكوين أهداف مختلفة في الوقت الحالي، إذ أن “البيتكوين” تُستخدم مثل الذهب، بمعنى أنه يتم تخزينها لترتفع قيمتها، في حين يتم التصرف في عملات “ليتكوين” وكأنها فضة، أي أنها تستخدم في المعاملات والتحويلات اليومية”.

ولا تزال “البيتكوين” تمثل العملة الرقمية الطاغية في السوق حاليا، كما أنها تتمتع بأفضل مؤهلات النمو في المستقبل.

مع ذلك، ستواصل “ليتكوين” أيضا منافسة العملات الأخرى ولن تختفي في المستقبل المنظور.ويبقى السؤال المطروح الآن هو، ما هي المكانة التي ستحتلها عملة “ليتكوين كاش” في هذه السوق؟