في الفترة الأخيرة، أدت “حمّى” البيتكوين إلى خلق نوع من الخلط في المصطلحات المستخدمة للإشارة إلى مختلف العملات، لتتراوح التسمية بين العملات الرقمية، والعملة الافتراضية، والعملة الإلكترونية. ومع ذلك، يشير كل مصطلح من هذه المصطلحات الثلاثة إلى معنى معين مختلف تماما عن الآخر.
لكن هذا الخلط بين المصطلحات في منتهى الخطورة. فعلى سبيل المثال، يمكن لأحد الوسائط أن تؤكد أن بنك إنجلترا بصدد إعداد عملة رقمية، في حين أن هذه العملة في حقيقة الأمر ليست سوى عملة افتراضية.
وفي مناسبات أخرى، يمكن أن نشعر بالارتباك عندما يعلمنا مصدر ما عن إعداد فنزويلا للعملة الرقمية، التي هي بالفعل بصدد إعداد عملة رقمية أو معماة. وفيما يلي سنتطرق لأوجه الاختلاف بين التسميات الثلاث.
العملة الإلكترونية
عموماً، تعد العملة الإلكترونية بمثابة وسيلة للتبادل النقدي، الذي يتم بواسطة الأجهزة والوسائل الإلكترونية. فعندما تُحول الأموال من حساب مصرفي إلى آخر، يكون ذلك باستخدام الأموال الإلكترونية. كما هو الشأن بالنسبة لطريقة الدفع في المتاجر والمغازات.
ويعني ذلك، أنه عند إجراء عملية دفع أو إرسال أموال دون تبادل عملات مادية أو أوراق نقدية، فإن الشخص المعني يكون بصدد استخدام العملة الإلكترونية. وتقريباً، تُجرى جميع المبادلات المالية في جميع أنحاء العالم بالعملات الإلكترونية، لأن الأموال النقدية لا تمثل سوى 8% من الأموال المتداولة.
بناء على ذلك، عندما يشير شخص ما إلى العملة الإلكترونية فينبغي أن يتحدث ببساطة عن المال، نظراً لأن الأموال المستخدمة بشكل يومي غالباً ما تكون في صيغتها الإلكترونية. كما يمكن أن نقول إن المال الإلكتروني هو المال في حد ذاته.
العملة الافتراضية
في الآونة الأخيرة، شهد هذا النوع من العملات رواجاً كبيراً. ومن المهم أن نعلم أن المال الافتراضي هو المال الذي يوجد فقط في شكله الرقمي. فعلى سبيل المثال، يوجد هذا النوع من العملات خاصة في ألعاب الفيديو، حيث يتيح للاعبين فرصة شراء بعض الأغراض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن نجد المال الافتراضي في أماكن أخرى، مثل العملات التي يتم إنشاؤها من قبل الشركات أو بعض الهواة، التي تهدف إلى استبدال الأموال المادية الحالية بعملة جديدة بعيدة عن رقابة البنوك المركزية. وخير مثال على هذا النوع من العملة، ما يعرف بـ “إي-غولد” أو الذهب الإلكتروني، الذي حُظر بسبب مشاكل قانونية.
وفقاً لتعريفها، يبدو أن العملات الافتراضية كلها رقمية، كما أنها لا توجد في صيغتها المادية، وغير متاحة في شكل أوراق نقدية مادية، فهي رقمية بنسبة 100%. لذلك، تعد جميع العملات الافتراضية عملات إلكترونية، إلا أن العملات الإلكترونية ليست كلها افتراضية (على سبيل المثال إذا كان لديك حساب مصرفي باليورو، فهو إلكتروني وليس افتراضي).
العملة الرقمية المشفرة
في الواقع، إن الأموال الإلكترونية والافتراضية موجودة منذ عقود، لكن خلال الأيام الأخيرة، أصبحت العملة المشفرة هي الأكثر حداثة من بينها. وفي هذا السياق، تعتبر العملة المعماة، مثل البيتكوين، أحد أنواع العملات الافتراضية التي ليس لديها مصدر محدد، لذلك تُحمى بواسطة التشفير.
من جهة أخرى، تعد العملات المشفرة عبارة عن مال افتراضي وإلكتروني في الآن نفسه. وعكس العملات الافتراضية الأخرى، لا تخضع هذه العملة لأي رقابة مركزية، وإنما تُوزع استناداً على التشفير تجنبا لأي عملية احتيال أو تلاعب من قبل أعضائها.
بناء على هذه المعطيات، نستنتج أن جميع العملات الرقمية المشفرة هي في الآن نفسه عملات افتراضية وإلكترونية، وليس العكس. وعندما نتحدث عن المال الإلكتروني، فيمكن حينها الإشارة إلى جميع العملات في العالم (مثل اليورو والدولار)، في حين أن الحديث عن العملة الافتراضية لا يفترض أنها تعد عملة مشفرة، وإنما عملة لها مصدر معين. وفي نهاية المطاف، نأمل أن توظف هذه المصطلحات بشكل صحيح في المستقبل وأن لا يكون هناك أي لبس فيها.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.