قالت امرأة ترتدي سترة لامعة وفستاناً أسوداً “أغمضوا أعينكم”، بينما كانت تقف أمام 30 شخصاً، كانوا ينظرون إليها بطريقة غريبة، نظراً لأنها كانت تتحدث بنبرة تبعث على الهدوء.
وأضافت السيدة أنك ستنظر إلى حسابك المصرفي، حيث قد تجد مبلغ مليون جنيه إسترليني أو 100 مليون جنيه إسترليني. في هذه اللحظة، حاول أن تتذكر ما حدث لك في الأسبوع الماضي، عندما ذهبت إلى هذه الجزر رائعة الجمال المسماة العذراء البريطانية، حيث كان لديك موعد خاص مع ريتشارد برانسون، رجل الأعمال البريطاني الشهير الذي يدير أكثر من 400 شركة، لأنك تقوم باستثمارات مماثلة لتلك التي يقوم بها.
وأوضحت السيدة أن سفرك لهذه الجزر تم بواسطة طائرتك الخاصة، ومن ثم استأجرت قارباً للتوجه نحو مدينة ميامي الجميلة.
وفي الوقت الذي كانت تلك المرأة تتحدث فيه، كانت تمر في الشاشة خلفها صور لسفينة سياحية، ومنزل كبير أبيض، وسيارة رياضية.
وأوردت السيدة وهي تشير إلى الصور المعروضة أن “هذه الأشياء ليست سوى بعض الألعاب البسيطة التي يمكنك الحصول عليها نتيجة القيام باستثمار لا يعد كبيراً للغاية في هذا المجال. لقد حلمنا جميعاً بالعيش في هذا المستوى من الترف. وفي الوقت الراهن، أصبح تحقيق ذلك الحلم بسيطاً جداً، وذلك من خلال الاستثمار في عملة البيتكوين”.
في الحقيقة، تفسر عملية إغراء الناس بامتلاك هذه الأموال الكبيرة دون بذل مجهود يذكر سبب تدفق الكثيرين إلى قاعات المؤتمرات الفاخرة في فندق يقع وسط لندن خلال مساء يوم الأربعاء 14 فبراير/ شباط.
وتقول صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن الجميع هنا شاهد إعلانات عن “ندوة مجانية” تعهدت بتعليمهم أسرار الاستثمار في البيتكوين والعملات الافتراضية الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الإعلانات كانت تدعي أن المستثمرين يمكنهم مضاعفة أموالهم كل 3 أشهر، وهو ما يبدو أمراً رائعاً للغاية، إذا كان حقيقة وليس محض خيال.من جانبها، أكدت مُضيفة هذا الحدث، ليليا سيفيرينا، أن الأمر ليس كذلك، حيث شدّدت على أن “بعض الأشخاص في هذه الغرفة سيكونون من أصحاب الملايين في غضون فترة قصيرة جدا من الزمن”.
يبدو من المستحيل تفويت الأخبار التي تتعلق بالارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهدته عملة البيتكوين خلال السنة الماضية. وقد كان الحديث يتمحور حول هذه العملة الافتراضية في الحانات، وصالونات تصفيف الشعر، وحتى خلال مباريات كرة القدم. وبدءاً من وادي السيليكون ووصولاً إلى مقاطعة أوكسفوردشير الريفية، كان من المستحيل ألا تجد أحدا يتحدث عن التقدم الذي شهدته هذه العملة والمستثمرين المحظوظين الذين تمكنوا من جمع ثروة من هذه العملة المشفرة.
فخلال السنة الماضية، ارتفعت قيمة بيتكوين من 900 دولار إلى حوالي 20 ألف دولار. ولكن منذ ارتفاع أسعارها خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول، تأرجحت قيمتها بشكل كبير، وحققت انخفاضاً وصل إلى 6 آلاف دولار، قبل أن تحقق تقدماً تجاوز الـ 10 آلاف دولار.
مخاطر كبيرة
في هذا السياق، أفادت هيئة الرقابة المالية البريطانية أن الاستثمار في عملة البيتكوين عملية محفوفة بالمخاطر، إذ ينبغي أن يكون المدخرون العاديون مستعدين لخسارة كل شيء إذا قرروا الاستثمار فيها. وفي الوقت ذاته، ادعى بعض المسؤولين المصرفيين رفيعو المستوى أن الأمر برمته شبيه “بمخطط بونزي”.
من جهته، اكتشف قسم “ماني” التابع لصحيفة ديلي مايل بطريقة سرية ما يقوله الناس الذين ينظمون ندوات حول البيتكوين للمدخرين عن جنون عملية الاستثمار في هذه العملة، المحفوفة بالمخاطر، التي أثارت جدلاً واسعاً. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأمهات في سن الأربعين، والرجال العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والمالية يرغبون في أن يصبحوا أغنياء من خلال الاستثمار في عملة البيتكوين.
في الواقع، تعد صناعة العملات المشفرة عملية غير منظمة، لذلك، ليس من المتوقع أن تكون هذه الندوات عكس ذلك. وفي الأثناء، كشفت التحقيقات التي قمنا بها أمورا مثيرة للقلق، نظرا لأن المنظمين لهذه الندوات يعطون المستثمرين انطباعا بأن عملية الاستثمار في عملة البيتكوين تعد مضمونة ومربحة، ولا يشوبها سوى عدد قليل من السلبيات.
عندما وصلت إلى فندق جرافتون، التقيت بمساعد ليليا، الذي سجّل اسمي وأرشدني إلى قاعة المؤتمرات الصغيرة. وقد جلست على مقعد في الصف الأمامي إلى جانب ثلاث نساء كن في أواخر الأربعينات من العمر، كما بدى أنهن صديقات مقربات نظراً لتحدثهن مع بعضهن البعض عن مدى انشغالهن الشديد بوظائفهن وأطفالهن. وكانت تجلس خلفي شابة ترتدي سترة ذات لون وردي فاتح، خرجت من الغرفة لتلقّي مكالمة فيديو من قبل زوجها، الذي كان يجلس إلى جانبه طفل صغير يصرخ.
وعلى الجانب الآخر من الغرفة، كان هناك رجل في الخمسين من عمره يحمل مفكرة بين يديه، فضلا عن اثنين من الأزواج الشباب ومجموعة من الرجال في العشرين من عمرهم كان يبدو أنهم يعملون في مجال المالية أو تكنولوجيا المعلومات. وقد كانت أمامنا شاشة للعرض، تقوم بإعادة عرض فيديو مسجل مدته 90 ثانية، بصفة متكررة. ويبدأ هذا الفيديو بموسيقى درامية، يقاطعها فيما بعد شاب يقدم استعراضا رائعا عن هذه الندوة.
في الحقيقة، كنت على وشك أن أفقد أعصابي في حال سمعت ذلك الاستعراض مرة أخرى. في الأثناء، كانت ليليا تعرض شريط فيديو مختلف يظهر مقدمي أخبار أمريكيين وهم بصدد إجراء مقابلات مع أمثال بيل غيتس وريتشارد برانسون، عن البيتكوين.
وأخيراً، انتهت مقاطع الفيديو، واقتربت ليليا من المنصة لتقوم بتقديم نفسها، حيث قالت إنها كانت تعمل في مجال التكنولوجيا المالية منذ أكثر من 20 سنة، ولذلك فهي تنصح الشركات بإطلاق عملات افتراضية خاصة بها، والمعروفة باسم العرض الأولي للعملة الرقمية المشفرة، أو “إيكو”. وقد أشارت ليليا إلى أنها كانت تلقي محاضرات في الجامعات، وتقدم عروضا أثناء مؤتمرات عالمية، فضلا عن أنها كانت مرشدة في جمعية “برنس تراست” الخيرية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت ليليا تشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة المسؤولة عن تنظيم هذه الندوة، وهي “يو غلوبال غروث” . ومن بين المنشورات التي وجدتها على الموقع الرسمي للشركة، كان هناك منشور مفاده: “نحن نعدكم بأن العمل معنا سيتيح لكم عددا كبيرا من الفرص أمامكم. وسوف نرشدكم إلى إمكانية اغتنام هذه الفرص وكيف يمكنكم قياس نجاحكم، وكل ما عليكم القيام به هو اتخاذ الإجراءات اللازمة”.
فرصة كبيرة
ووفقا لما أفادت به ليليا في تلك الندوة، تعد عملة البيتكوين فرصة كبيرة يمكن أن تجعل الناس الذين يجلسون في هذه الغرفة من أصحاب الملايين في المستقبل. كما أشارت إلى أن العديد من الأغنياء والمشاهير، والكثير من أصحاب المليارات في العالم يستثمرون بالفعل في البيتكوين، فضلا عن تعدادها لقائمة من السياسيين على غرار، ألبرت أرنولد آل غور الابن، الذي شغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة في عهد بيل كلينتون. وفي الحقيقة، يبدو ما تقوله ليليا أمرا مثيرا للإعجاب، ظاهريا على الأقل.
في السياق ذاته، أردفت ليليا أنه “على خلاف الجنيه الإسترليني أو الدولار الأمريكي، تعد البيتكوين عملة رقمية متاحة بالكامل للجميع في أنحاء العالم، بغض النظر عن خلفياتهم أو مكان إقامتهم. كما أضافت السيدة أن “ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم لا يمتلكون حسابا مصرفيا أو لا يمكنهم الحصول على قروض، ولكن العملة الافتراضية يمكن أن تغير هذا الواقع”.
علاوة على ذلك، أوضحت ليليا أنه “في غضون 5 سنوات من الآن، سيتم تغيير النظام المصرفي بأكمله”، وستصبح العملة الافتراضية مثل الإنترنت، حيث لا خيار لديك سوى أن تغوص في عالمها. وفي الوقت الراهن، يستخدم الجميع الإنترنت في هذا العصر، ولكن أولئك الذين تفطنوا لمدى أهميتها في البداية، أصبحوا الآن من أصحاب الملايين، الذين لا يمكن أن نجدهم في هذه الغرفة بالتأكيد”.
لماذا حذر الخبراء من البيتكوين؟
تُعتبر البيتكوين من العملات المشفرة المتاحة فقط على الفضاء الإلكتروني. ويمكنك تبادلها عن طريق أجهزة الكمبيوتر لدفع ثمن البضائع، أو تداولها مقابل المال المدفوع نقدا. ومن بين الأسباب التي تقف وراء شعبية هذه العملة، عدم خضوعها لسيطرة البنوك الكبرى أو الحكومات المركزية، وهذا يعني أنك لست بحاجة إلى تمرير بطاقة ائتمانية أو التحقق من الهوية لاستخدامها، على حد تعبير ليليا. كما تدعي أن ذلك قد يساعد الناس على شراء منزل في المستقبل لأنهم لن يحتاجوا إلى اجتياز فحص ائتماني لاقتراض المال.
في المقابل، يخشى الخبراء من أن تصبح البيتكوين العملة المفضلة بالنسبة للمجرمين. كما أن المقرضين والوسطاء العقاريين البريطانيين قلقون جدا من استخدام البيتكوين في عمليات غسل الأموال، التي يرفض الكثيرون قبولها كعربون لشراء منزل ما، نظراً لأنهم لا يستطيعون اقتفاء أثرهم لمعرفة مصدر حصولهم على المال. وتعد عملية تخزين البيتكوين بمثابة حقل للألغام، نظراً لأنه لا يمكنك ببساطة إيداعها في حساب مصرفي. أما إذا كنت لا تعرف ما يجب عليك القيام لحمايتها، فيمكن لأي شخص اختراق جهاز الكمبيوتر الخاص بك بسهولة وسرقتك.
في الحقيقة، من الصعب إنفاق البيتكوين، نظرا لأن عدداً قليلاً من الأماكن تقبل تداول وتبادل هذه العملة، فضلا عن أن المتاجر التي توجد في هاي ستريت ترفض ذلك. وحتى إذا انهارت قيمة هذه العملة، يمكن أن تجد نفسك مع حفنة من القطع النقدية التي لا قيمة لها، ولا يمكنك استخدامها لشراء أي بضاعة، فضلاً عن أنه لا أحد يريد استخدامها.
لعل ذلك ما دفع الرئيس التنفيذي لهيئة الرقابة المالية البريطانية، أندرو بيلي، إلى التصريح خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر بأنه “إذا كنت ترغب في الاستثمار في البيتكوين، فيجب أن تكون على استعداد لتفقد كلما تملكه من مال”.
لا يبدو أن ليليا تريد الدخول في أي من هذه المزالق، فبالكاد تطرقت لهذه التصريحات خلال الخطاب الذي ألقته في هذه الندوة المسائية. في وقت لاحق من العرض، حذرت من أن هناك خطرا وحيدا تنطوي عليه عملية الاستثمار، “ولا يمكن تفاديه”. في هذا السياق، وضحت ليليا أنها تعرف كيف يمكنها إدارة المخاطر، فضلا عن أنها أكدت أن الجمهور الحاضر سيكون قادرا كذلك على مواجهتها. وعندما كانت على وشك الانتهاء من الحديث، أفادت بأن “البيتكوين لا تهم أولئك الذين ليس لديهم أي أموال للاستثمار”.
في إحدى المراحل، كان يظهر على شاشة العرض بعض المقولات التي نجد منها “بعضكم سيتمكن من جني الملايين، في حين لن يجني البعض الآخر شيئا. أما أولئك الذين سيتخذون الحظوة الصحيحة فسينجحون”. وتعد تصريحاتها مجرد ادعاءات على ضوء تقلبات الأسعار التي شهدتها عملة البيتكوين. وحيال هذا الشأن، أوضحت ليليا أن “تراجع الأسعار يعتبر الوقت المناسب للاستثمار، قبل أن تبدأ الأسعار بالارتفاع مرة أخرى”.
من جهة أخرى، أشارت ليليا إلى أن الآراء متباينة حول ما إذا كان، بحلول نهاية هذه السنة، سوف تبلغ قيمة البيتكوين 50 ألف دولار أو 100 ألف دولار”. وللوصول إلى هذا الحد من الأسعار، يجب أن تحقق عملة البيتكوين ارتفاعا يصل إلى 483 أو 1066 وحدة بيتكوين في غضون عشرة أشهر. وتجدر الإشارة إلى أن أكبر ارتفاع حصل على مدى عشرة أشهر في مؤشر فوتسي 100 لأسهم المملكة المتحدة، كان 57 وحدة بيتكوين، بين شهر آذار/ مارس من سنة 2009 وكانون الثاني/ يناير من سنة 2010.
في المقابل، لا يبدو أن البنوك قد اقتنعت بهذه الأرقام. فقد منع بنك لويدز وفيرجن العملاء من استخدام بطاقات الائتمان الخاصة بهم لشراء العملات المشفرة وسط تزايد مخاوفهم من أن يرتفع حجم الديون التي تقع على عاتق العملاء، ما قد يجعلهم غير قادرين على سدادها. وفي الوقت نفسه، أعلن فيسبوك عن حظر شركات الدعاية الخاصة بالعملات المشفرة من استخدام موقعه.
العملات المنافسة وإغراء التعدين
تجدر الإشارة إلى أن البيتكوين ليست الخيار الوحيد للعملاء. فهناك عملات جديدة يجري إطلاقها كل يوم، مثل إيثريوم، وريبل، وداش. وقد أكدت ليليا أنه من خلال الاستثمار في هذه العملات المشفرة الأقل شهرة، يمكن كسب عوائد تصل إلى ثلاثة آلاف وحدة بيتكوين، بيد أن العديد من هذه العملات قد شهدت تراجعاً في الآونة الأخيرة.
ويكاد يكون من المستحيل على المدخرين العاديين أن يعرفوا أياً من العملات المشفرة التي سوف تقدم أداء جيداً. حتى إن ليليا قد اعترفت على موقعها الإلكتروني أن 99 وحدة من هذه العملات المشفرة الساخنة سوف تتعطل أو تحرق. ولإعطاء جمهورها فكرة عن العائدات “القياسية” التي يمكن أن يجنوها، أظهرت لنا بعض الحسابات التي تقول إنها تخص بعض العملاء. فعلى سبيل المثال، حقق رجل يدعى جيسون ربحاً وصل إلى 482 وحدة بيتكوين (أي ما يعادل 42.650 دولارا أو 32.592 جنيها إسترلينيا) في غضون ستة أشهر. أما بوريس فقد حقق 4.975 دولارا أو 2.685 جنيها إسترلينيا في غضون عشرة أيام أي ما يعادل 300 وحدة بيتكوين.
بالإضافة إلى ذلك، تدعي ليليا أنه “يمكنك كسب المال عن طريق “التعدين”، تلك العملية التي تساهم في إنشاء قطع نقدية جديدة، حيث يمكنك السماح للآخرين باستخدام طاقة الكمبيوتر الخاص بك لمعالجة معاملات البيتكوين، وسوف تتلقى تعويضا مقابل توفير هذه الخدمة”.
وأطالت ليليا الحديث عن فوائد التعدين، الذي يوفر للمستخدم عائدات تصل حاليا إلى 144 وحدة بيتكوين. وبمجرد الانتهاء من مرحلة الاشتراك، لن يكون أمامك سوى الحصول على المال. وقد أكدت ليليا أنها تتمكن عن طريق حاسوبها من جني حوالي 900 دولار شهريا، أي قرابة 700 جنيه إسترليني.
مرة أخرى، بدأت العيون تتعب من التركيز، فقد ناهزت الساعة الثامنة مساء تقريباً، بينما ظلت ليليا تتحدث لأكثر من ساعة. وقد تطرقت في حديثها إلى انتقالها من أوكرانيا إلى لندن قبل 23 سنة، بينما كانت تملك في جيبها قرابة خمسة جنيهات إسترلينية، في حين أنها الآن تمتلك ثروة.
في هذا السياق، أردفت ليليا أن “الكمّ من المال الذي يمكن أن نربحه مرتبط فقط بحجم المال الذي نعتقد أننا نستحقه”. أما في نهاية العرض، تحدثت ليليا عن رجل رهن منزله للاستثمار في البيتكوين ويعيش في الوقت الراهن مشاكل مالية. لذلك حذّرت الحضور من هذا النوع من المجازفات. وتابعت أنه: “بمجرد وضع ثقتك في هذا المشروع، يمكنك أن تنتظر في المخاطرة، لكن يجب عليك أن تتحمل المجازفة وتتعلم منها ونحن هنا لنساعدكم على تحقيق النجاح، إلا أن هذه التجربة التعليمية تنطوي على الكثير من المخاطر”.
كانت المرة الوحيدة التي ابتسمت فيها ليليا عندما سألها أحد الحضور عن اللوائح التنظيمية المتعلقة بهذه العملة، في حين طرح عليها شخص آخر سؤالا مفاده: “إذا كنت مؤمنة حقا بالعملات المشفرة وتعتقدين أنها ستصبح مستقبل العملات، فلماذا تحتاجين إلى تحويل نقودك إلى عملة الجنيه الإسترليني؟ وقد أجابته قائلة إنها “تريد أن تحظى بمستوى معيشي جيد، وشراء سيارة جديدة ومنزل لابنتها وربما طائرة”.
التسجيل في دورة مقابل دفع رسوم، لمعرفة كيف يمكنك أن تصبح غنياً
شمل الإعلان عن الندوة وعدا للمستثمرين بتعليمهم “أسرار” الاستثمار في البيتكوين. في لكن حتى اللحظة الراهنة، لم تتطرق ليليا لأي نصيحة حقيقية غير الحديث عن العوائد الضخمة التي يمكن أن تربحها إذا عرف المرء كيف تتصرف. وللحصول على مساعدة عملية والوصول إلى فرص الاستثمار، يجب على الناس الاشتراك في دورة مقابل دفع رسوم مالية في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة قد حظيت بشعبية كبيرة إلى درجة أنه لم يتبق سوى 5 أماكن شاغرة. وخلال حديثها، رفضت ليليا البوح بسعر هذه الدورة الحصرية للحضور الموجودين في القاعة، واكتفت بقول إنها “مكلفة، ولكن يمكنكم تحملها”. كما طلبت من الجادين تقديم الطلبات وملء الاستمارة، وشرح سبب رغبتهم في الالتحاق بهذه الدورة؛ مشيرة إلى أن الفريق سيقوم بعد ذلك بمراسلتهم عبر البريد الإلكتروني لترتيب المقابلة.
كما يجب على مقدمي الطلبات ترك تفاصيل بطاقة الائتمان الخاصة بهم، وفي حال إذا لم يأت هذا الشخص للمقابلة، سوف يدفع نفقات تعويضية تبلغ 29 جنيهاً إسترلينياً. وبينما كنت في طريقي إلى الخروج، رأيت مجموعة من الأشخاص الذين يريدون معرفة المزيد من التفاصيل، وفي حين كان البعض مرتاباً، كان البعض الآخر يبدو متحمساً.
وفي الختام، أكدت ليليا أن هذه الندوة المسائية عُقدت بهدف جذب اهتمام الناس إلى البيتكوين والعملات المشفرة، وإرشادهم إلى ما يمكنهم القيام به إذا قرروا الدخول لهذا المجال، فضلا عن تثقيفهم حول هذه السوق الناشئة”. وفي السياق ذاته، أفادت ليليا بأنها من خلال هذه الندوة حاولت إبراز وجهة نظرها من هذا السوق، مشيرة إلى أنها لا ترى مشكلة في تقديم هذه الآراء للعموم. وأضافت أن “دورها في هذه الدورات التدريبية يكمن في تحويل الأفراد إلى مستثمرين جيدين، فضلا عن الكشف عن الفرص المتعددة التي توفرها هذه السوق الناشئة والتعرف على أشخاص جدد لتشاركهم معارفها”.
في هذا الصدد، قال محلل رفيع المستوى في شركة “هارغريفز لانسداون” للاستثمار، إن “الخطر يتمثل في أن الأفراد يعتقدون أن البيتكوين هي رهان أحادي الاتجاه. ولكن لسوء الحظ، يمكن للمخططات السريعة الرامية إلى تحقيق الثراء أن تجعلك فقيرا في وقت قياسي. وأضاف المصدر ذاته أن “البيتكوين من العملات المتقلبة، لذلك يجب أن تجذب فقط المستثمرين المُحنكين الذين لهم دراية كافية بعالم الاستثمار في العملات المشفرة، والذين يمكنهم المجازفة بالمال الذي يستطيعون أن يتحملوا خطورة خسارته”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.