أجرت الصحفية سارة سيلفرستاين في موقع “بيزنس إنسايدر“، حواراً مع المديرة التنفيذية للمجلس العالمي للتعاملات التجارية الرقمية “بلوكتشين”، جيمي سميث، أثناء وجودها في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا.
وتعد سميث الرئيس المساعد لشؤون “بلوكتشين” في المنتدى الاقتصادي العالمي، وشمل الحوار الكثير من التحليلات الهامة حول مستقبل تقنية بلوكتشين والعملات المشفرة.
ما الهدف من إنشاء مجلس عالمي للتعاملات التجارية الرقمية “بلوكتشين”؟
إن الهدف من ذلك تثقيف المنظمين للعمليات التجارية حول ما يمكن أن تقدمه لهم تقنية البلوكتشاين على وجه التحديد.
هل تستطيعين تقديم شرح تمهيدي للبلوكتشين؟
عندما أفكر في ماهية تكنولوجيا البلوكتشين، فإنه من الممكن القول إنها طريقة آمنة لإجراء المعاملات المالية ونقل الأصول في جميع أنحاء العالم.
وعلى عكس كافة الطرق الأخرى، بإمكان البلوكتشين فعل ذلك بسهولة، لذلك يستخدمها 99% من الأشخاص لنقل الأموال. فعلى سبيل المثال، إذا أردت إرسال 1000 دولار إلى مكان ما، فإن ذلك شبيه بتحميل هذه الأموال على متن سيارة تقف على مقدمة خط للسكك الحديدية ثم نوجهها باتجاه محدد. ومن الممكن أن نعتبر هذه السيارة أحد الرموز الرقمية، وأشهرها البيتكوين.
والمثير بشأن هذا الخط أنه قادر على نقل أشياء أخرى غير الأموال على غرار الأصول، والموسيقى والأفلام والقهوة. وحالياً، تستخدم شركة “وول مارت” هذه التكنولوجيا لنقل اللحوم بين الصين والولايات المتحدة. ومن المؤكد أن استخدامات البلوكتشاين غير محدودة.
ما مدى ارتباط تقنية البلوكتشاين بالعملة المشفرة؟ وهل يعتبر وجود تقنية البلوكتشاين رهين وجود العملة المشفرة؟
بالطبع. أنا شخصياً عندما أردت فهم هذه الصلة بين تكنولوجيا البلوكتشاين والعملة المشفرة، عقدت مقارنة بين تطور هذه التقنية الجديدة وثورة الإنترنت. فعندما اخترعت الإنترنت لم يكن جوجل أو فيسبوك قد وجدا بعد على الساحة، وكان اختراعهما نتيجة تطور شبكة الإنترنت. والأمر سيان بالنسبة للعملات الرقمية التي كانت نتاجا لتطور تكنولوجيا البلوكتشاين. وبناء على ذلك، يمكن القول إنه يمكن الفصل بين البلوكتشاين و العملات المشفرة.
إن تقنية البلوكتشين لها قاعدة بيانات مختلفة، ولامركزية. وبهذا، سيضطر مستخدموها إلى الاحتفاظ بالعديد من المعلومات حتى لا يضلّوا عن ذلك المسار، ما يعني أن هذه التقنية ستصبح غير مثالية في وقت ما.
في الوقت الحالي، يعمل المطورون على تفادي هذه المشكلة. ومع ذلك، مازال الكثير من الأشخاص يعتمدون على تكنولوجيا البلوكتشين. ولكن، يجب أن يتوخى الأفراد الحذر عند التعامل مع هذه التقنية، التي ولئن كانت متطورة وعملية في إجراء الكثير من المعاملات، إلا أنها لن تكون بديلا عن كل شيء.
هل هناك مثال ملموس عن عدم جدوى هذه التكنولوجيا في بعض المجالات؟ هل يوجد بديل عن لامركزية البيانات؟
عموما، تكمن مشكلة لامركزية قاعدة البيانات في سوء استغلالها من قبل بعض الأشخاص. فعلى سبيل المثال، عندما تحدد الحكومات الفاسدة من هو الصالح والطالح في مجتمع ما، فإن ذلك غير قابل للتغيير وحينها تصبح البلوكتشين عيبا وليس ميزة، فضلا عن أن الدولة يجب أن تمتلك سجلا واضحا عن ملكية الأراضي قبل نقل ملكيتها من خلال البلوكتشين. ولهذا السبب، يجب على المجتمعات التي ترغب في اعتماد هذه التكنولوجيا فعل الكثير قبل الوصول لهذه الخطوة.
لماذا يصبح الأشخاص المؤمنون ببلوكتشين أكثر هوساً بها على الرغم من أنها لا تلقى ترحيباً واسعاً؟
إن سبب عدم انتشار البلوكتشين هو أن أصحاب القرار المعنيين باستخدام هذه التكنولوجيا ما زالوا يجهلون الكثير عنها، لذلك لن يتمكنوا من وضع تشريع ينظمها. وهذا هو دورنا، توعية هؤلاء بالمنافع التي قد تعود عليهم بفضل هذه التقنية.
ما رأيك في الشركات التي أعلنت أنها تعتمد على تقنية البلوكتشين، على غرار شركة كوداك وشركة لونغ آيلاند بلوكتشين.
بالفعل، سمعت أن شركة كوداك فعلت ذلك، فهذه الشركة تقدم عروضا حقيقية. ومن هذا المنطلق، على جميع الشركات في العالم السعي لاتخاذ هذه الخطوة، وعليهم أن يدركوا أنها نقلة نوعية وسيكون لها آثار اقتصادية ضخمة. وفي الواقع، على هذه الشركات، وخاصة الأمريكية منها، أن تكون سباقة في الاعتماد على تكنولوجيا البلوكتشاين.
وماذا عن منظمتكم التي تأسست منذ سنة؟
في الحقيقة، تبلورت فكرة هذه المنظمة منذ سنة ونصف بالضبط، وكان هدفنا حينها تقديم جهود تثقيفية حول تقنية البلوكتشاين، نظرا لأنه توجد مؤسسة عالمية تضطلع بمهمة توعية الشركات بهذه التقنية. وبما أننا وجدنا أن البلوكتشاين تمثل حلا للعديد من مشاكل السوق والشركات، قررنا أن نأخذ على عاتقنا هذه المبادرة. ونمتلك في الوقت الحالي فروعا في شنغهاي وواشنطن وبكين.
ما هو مستقبل البلوكتشاين والتشفير بعد 20 سنة من الآن؟
من المتوقع أن يتغير مفهوم كلمة بلوكتشين، ومن الممكن أن نشاهد بيانات كتب عليها “مشفرة بواسطة البلوكتشين”، الذي سيدل حينها على أن هذه البيانات تم تشفيرها على أعلى مستوى، ما سيساعد المستخدم على معرفة درجة حماية كل هذه البيانات. ومن وجهة نظري، أعتقد أننا نخطو نحو استخدام هذه التقنية على كل حال، ونحن بدورنا نسعى لتوعية الناس بما هم مقبلون عليه.
وبعد 20 سنة من الآن، وربما 10 سنوات، لن نتحدث عن تقنية البلوكتشين فحسب، بل سنتحدث عما هو أكبر من ذلك، عن الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والطائرات من دون طيار. وقد تُدمج كل تلك التقنيات، لذلك يتوجب علينا أن نفهم أساسيات تكنولوجيا البلوكتشاين على الأقل.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.