بينما يستعد مالكو البيتكوين لمواجهة أكبر أزمة تعصف بالعملات المشفرة التي انهارت قيمتها في الآونة الأخيرة، اتخذت البنوك في الولايات المتحدة وبريطانيا إجراءات لتجنب عملاءها التورط في هذا المأزق.

وقررت مجموعة من المؤسسات المالية، في الوقت الحالي، حظر استخدام البطاقات الائتمانية لشراء البيتكوين، ما يعني أن من يفكرون في الاستثمار في هذا المجال سيحتاجون لطرق بديلة لشراء هذه العملات المشفرة وفق ما ذكر موقع ديجيتال ترندز.

وفي أواخر سنة 2017، أصبحت “البيتكوين” و”آلت كوينز” تماما مثل “لايتكوين” و”إيثريوم” طرق استثمار رائجة عندما أدت موجة من الاهتمام بهذا المجال إلى ارتفاع الأسعار لعشرات الأضعاف، وفي بعض الأحيان مئات الأضعاف، في غضون أسابيع قليلة.

بداية الانهيار

وواصلت هذه الفقاعة نموها إلى أن انفجرت مع اقتراب نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017، عندما بلغت قيمة الوحدة من عملة البيتكوين حوالي 20 ألف دولار قبل أن تنهار.

وبعد ذلك، سجلت البيتكوين خسائر بآلاف الدولارات في الأسابيع الموالية، لتجذب معها بقية العملات المشفرة نحو القاع.

وانخفضت قيمة البيتكوين في الوقت الحالي إلى أقل من 7500 دولار، وهو السعر الأدنى منذ بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.

حظر البطاقات الائتمانية

وبناء على ذلك، قررت بنوك “جي بي مورغن”، و”بنك أمريكا” و”سيتي غروب” حظر استخدام البطاقات الائتمانية لشراء البيتكوين.

أما في المملكة المتحدة، فقررت مجموعة “لويدز” البنكية اتخاذ نفس الإجراء، الذي شمل أيضا “بنك إسكتلندا”، “هاليفاكس”، و”أن بي أن أي”.

وعلى الرغم من أن هذا الإجراء قد يمنع عملاء البنوك من الدخول إلى هذه المنطقة الخطرة، إلا أن هذه الخطوة تهدف أيضا لحماية المقرضين من التأثيرات السلبية للانهيار الأخير للعملات المشفرة.

وذكرت تقارير وكالة بلومبيرغ الإخبارية أن العملاء الذين بالغوا في صرف الأموال في هذه المضاربات على أمل تحقيق الربح، يمكن أن يخلوا بالتزاماتهم تجاه البنوك في حالة عجزهم عن السداد. وعلى هذا النحو، هناك أيضا مخاوف من استخدام البطاقات الائتمانية المسروقة لشراء العملات المشفرة، لأن هذا الأمر نادر الحدوث مع المالكين الحقيقيين لهذه البطاقات.

وفي حين تحرص هذه البنوك على اتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على مسافة بين خدماتها وعملة البيتكوين، لم تذهب البنوك الأخرى في نفس الاتجاه.

وفي تقرير لها، أشارت مجلة “ديار” الإخبارية المتخصصة في هذا المجال، إلى أن اثنين من أكبر البنوك البريطانية، وهما “أتش أس بي سي” و”باركلايز”، أكدا أنهما لن يفرضا تضييقات على الاستثمارات في العملة الرقمية.

وفيما حظرت البنوك استخدام البطاقات الائتمانية لشراء العملات المشفرة، بقيت طرق أخرى متاحة للدخول في هذا المجال، مثل التحويلات البنكية، وتجارة العملة، أو شراء بطاقات الهدايا ثم استخدامها للحصول على البيتكوين وبقية العملات الرقمية.

في الواقع، إن الأخبار الواردة مؤخرا تساهم في تفاقم الصعوبات التي باتت تواجهها البيتكوين ومثيلاتها، إلا أنه كما أشرنا سابقا تبقى محدودة التأثير لأن مسألة تقنين هذا المجال وفرض إجراءات فيه تظل أكثر تعقيدا مما يظنه الكثيرون.

لذا، فمن غير المرجح أن تكون التأثيرات طويلة الأمد لهذه الإجراءات كارثية جدا.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.