احذر أن تقع ضحيتها.. هكذا تستغل بعض المواقع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بزائريها من أجل تعدين عملة مونيرو المشفرة

من الممكن أن تستفيد بشكل مذهل من جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ولكن يمكن لقراصنة الويب أيضا كسب المال عبر استغلال حاسوبك. وهذا ما حدث عندما توافد مستخدمو الويب إلى أحد المنتديات لمحبي مقاطع الفيديو المعدلة، أطلق عليه اسم “ديب فايكس”.

ووفقا لباحثين من شركة “مالوير بايتس“، فإن أحد رموز التشغيل الموجودة على موقع المنتدى كان يقوم بتوجيه أجهزة كمبيوتر الزوار لتعدين عملة مونيرو المشفرة.

وتعتبر هذه الحيلة غريبة وعبقرية في نفس الوقت، إذ يقول ستيفان سيمون، الباحث في مجال الأمن السيبراني ​​في شركة “بايناري ديفانس سيستمز” إنه “في حال نجح مبتكروا الحيلة في استقطاب أكبر عدد من الزائرين، فإن ذلك سيولد الكثير من الأرباح لهم”.

وإذا كنت تعتقد أنك بمأمن من مثل هذه الحيل لأنها حصلت داخل منتدى “ديب فايكس” فمن الممكن أن تكون مخطئا، حيث انتشرت ظاهرة “ديب فايكس” لتشمل الترويج لأشرطة فيديو وهمية للمشاهير مثل الممثل “نيكولاس كيج” الذي ظهر في  مقطع فيديو من فيلم لم يشارك فيها بتاتا، أما بعض المشاهير الآخرين فقد تم إشراكهم في مشاهد إباحية مزيفة.

في الواقع، يحاول مخترقو الويب التنقيب عن العملات المشفرة من خلال تسخير قوة الحوسبة الموجودة في حواسيب الناس العاديين للانتفاع نقداً من آلية بلوك تشين التي تحركها  العملة الرقمية.

ظاهرة تتفشى لهذه الأسباب

وقد صرحت شركة أمن سيبرانى صينية، يوم الاثنين 13 فبراير/ شباط، أنها عثرت على برنامج ضار على هواتف أندرويد وأجهزة التلفاز الذكية كانت بصدد التنقيب على عملة مونيرو لصالح القراصنة.

وفي يناير/ كانون الثاني، كشف باحث أمني أن القراصنة يمكن أن يستخدموا شبكات الواي فاي العامة للتنقيب عن العملات المشفرة. أما خلال شهر سبتمبر/ أيلول، توصل باحث أمني آخر إلى وجود برمجيات قرصنة مشفرة على مواقع شبكة “شوتايم” الرسمية.

ويقول الخبراء إن عاملين اثنين قد ساعدا على تفشي هذه الظاهرة. أولاً، القيمة المتنامية للعملات المشفرة  مثل مونيرو، وبيتكوين، وإثريوم ركزت الأنظار نحو على قوة الحوسبة. يستهلك توليد عملة مونيرو الكثير من  الطاقة والوقت، ولذلك فإن القراصنة يقومون باختصار المسافة عبر الاستخدام الخفي لحشود الحواسيب التي يملكها الغرباء دون علمهم.

ثانياً، إنشاء شبكات روبوت ضخمة مثل  شبكة “ميراي” أظهر أن عدداً كبيراً من أجهزة الكمبيوتر والهواتف والأجهزة المنزلية الذكية يمكن تسخيرها لخدمة أهواء مخترقي الويب.

وفي هذا الصدد، قال سيمون “كلما كان هناك المزيد من المال السهل، كان هناك دافع لبناء المزيد من شبكات الروبوت. وقد ساعدت العملات المشفرة على تسريع العملية”. في الحقيقة، يتم تفعيل بعض أشكال القرصنة المشفرة فقط عندما تكون صفحة الويب مفتوحة، أما البعض الآخر فيواصل استغلال قوة الحوسبة الخاصة حتى بعد إغلاق نافذة المتصفح المستهدفة. ويستخدم القراصنة ما يسمى بـ”كوين هايف”، وهو نظام من التعليمات البرمجية المكتوبة حسب برمجية “جافا سكريبت” تجعل الكمبيوتر ملزما بالتنقيب عن عملة مونيرو.

وتعتبر القرصنة المشفرة ضارة جداً لضحاياها، فهي تقوم بإبطاء فاعلية أجهزة الكمبيوتر وترفع من درجة حرارة الكمبيوتر. وتعيق بعض متصفحات الويب نصوص البرمجية الضارة من التسلل إلى حواسيب المتصفحين.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، أعلنت شركة البرمجيات “أوبرا”  أنها ستمنع إختراق البرمجيات الخبيثة للإصدار التجريبي لمتصفحها. وتحمل خاصية الحظر هذه اسم “نو كوين” وتقول الشركة أن “البيتكوين قد يكون في أوجه الآن، ولكن هل تعلم أنه يرفع درجة حرارة حاسوبك أكثر من اللزوم؟”.

هكذا يختارون الضحايا

ويميل ضحايا القرصنة المشفرة إلى الغوص في زوايا مشبوهة داخل الشبكة العنكبوتية. وأشار خبراء إلى أنه بالإضافة إلى منتديات ديب فايكس، التي ألغيت من شبكة أخبار الإنترنت “ريديت” بسبب مخاوف أخلاقية، خدمت المواقع الإباحية، التي يتم الولوج إليها عبر متصفح تورنت، أيضا برمجيات القرصنة المشفرة.  

وقال كريس بويد، الباحث في البرمجيات الخبيثة في شركة “مالوير بايتس” الأمنية بعد أن قام بفحص منتدى ديب فايكس الذي يعمل بتقنية “كوين هايف”، أن المقبلين على هذا المنتدى قد يصبحون أهدافا للقرصنة لأنهم يملكون أجهزة كمبيوتر قوية. وذلك لأن معالجة أشرطة الفيديو الوهمية يتطلب كمًا معينا من طاقة الحوسبة. وقال بويد “إنها واحدة من الطرق التي تمكن الهاكر، الذين يحاولون كسب المال من هذه البرمجيات، من استهداف أصحاب الحواسيب العالية الجودة”.

يذكر أن العديد من المواقع وقعت في شراك حيل مماثلة، حسب ما صرح به بويد، إذ أنه لا أحد بمأمن من هذه الحيل التي لا يمكن حصرها في نمط واحد.