منذ أن بلغ سعرها 17 ألف يورو مع نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لم تتوقف قيمة العملة الافتراضية الأكثر شعبية في العالم عن التراجع، مما وضعها في أسوأ أزماتها على الإطلاق منذ وجدت، وسط تساؤلات عن قدرتها على الاستمرار.

على ضوء هذه المعطيات، سألت وكالة “سبوتنيك” محللين ماليين روس لمعرفة ما تنتظره من هذه العملة مستقبلا.

فقد تحدث العالم مؤخرا عن الازدهار الذي حققته عملة البيتكوين، لكن خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2018، تراجع سعر هذه العملة الافتراضية الأكثر شعبية في العالم من 20 ألفا إلى 10 آلاف دولار، لتتراجع قيمتها من جديد إلى 6 آلاف دولار على امتداد الأيام الستة الأولى من شهر فبراير/ شباط.

ومن جهته، صرح الخبير الاقتصادي الأمريكي، نورييل روبيني، بأنها “أكبر فقاعة في تاريخ البشرية”.

تصل إلى الصفر

يقدر كبير المحللين في المجموعة المالية “كاليتا-فاينانس”، ديمتري غولوبوفسكي، أن قيمة البيتكوين يمكن أن تتراجع إلى الصفر، “لأنها لا تستند على أية قاعدة… كما أن القيمة الأساسية للبيتكوين أقل من لا شيء. فقيمتها الحقيقية تعزى فقط إلى طلب المستثمرين المضاربين والمتحمسين إلى التعامل بالعملة المشفرة”.

ويشاركه هذه الفكرة نائب رئيس “جولدن مينت هاوس”، أليكسي فيازوفسكي، الذي أفاد في لقاء أجراه مع “سبوتنيك”، بأن “مشكلة هذه العملات الافتراضية تكمن في الواقع في أنها لا ترتكز على أي شيء، بما في ذلك البيتكوين.

وتعد العملة المشفرة، في شكلها الحالي في البيتكوين أو في إيثريوم وغيرها، التزاما شخصيا. ونتيجة لذلك، تتلخص المشكلة الرئيسية لهذه العملات في أن قيمتها يمكن أن تنخفض إلى الصفر بمجرد أن تتلاشى هذه المضاربة المالية حولها أو تنهار”.

محاولات إسرائيلية

إلى جانب ذلك، يبدو أن أليكسي فيازوفسكي “متشكك” من المحاولات الرامية إلى تأمين العملة الافتراضية، وهو ما تهدف إليه سوق الأسهم الإسرائيلية، من خلال إطلاق عملة رقمية مرتكزة على الألماس.

وفي هذا الإطار، ذكر فيازوفسكي أن “الألماس، أولا، لا يعتبر منتجا موحدا، كما أن تكلفته يمكن أن تختلف. ثانيا، يمكن لسائل أن يسأل، كيف سيتم تنفيذ عملية التسليم؟ بمعنى آخر، هل يجب أن أسافر إلى إسرائيل كي أحول العملة الرقمية التي اشتريتها إلى نقد؟ ومن بين الأسئلة الأخرى، ماذا لو توقفوا عن تسليم الألماس، من الذي سيحاسبهم؟ ويتبين لنا من هذه الناحية أن بجعبتنا العديد من الأسئلة في ظل محدودية الإجابات. وأنا أشكك في مثل هذا النوع من المشاريع”.

وأضاف المصدر ذاته، “باعتباري مستثمرا، إذا أردت أن أستثمر المال في الألماس، سأشتري ألماسا، فما حاجتي إلى العملة الرقمية؟”.

حسب نائب رئيس “جولدن مينت هاوس”، من المرجح أن تختفي العملة الرقمية الحالية أو تتحول إلى شيء آخر. وخلال لقاء أجراه مؤخرا مع وكالة “سبوتنيك”، أشار كبير المحللين في شركة “ترايدنغ ألباري”، رومان تكاتشوك، إلى أن العديد من العملات الافتراضية تتبع خطى البيتكوين، خاصة أن البيتكوين لا تحظى بإمكانات نمو كبيرة، على عكس منافسيها.

ويمكن أن تتضاعف قيمتها

كما أكد كبير المحللين في شركة “ترايدنغ ألباري”  أنه يمكن على أقصى تقدير أن تتضاعف قيمة البيتكوين إلى 10 مرات، في حين أن العملات الافتراضية الأخرى يمكن أن تتضاعف قيمتها بنسبة 100% أو أكثر.

ومن بين أهم المنافسين للبيتكوين، ذكر المحلل كلا من إيثريوم والريبل، إلى جانب العملات المجهولة، على غرار “مونيرو” “وداش”. ويذكر  رومان تكاتشوك أننا “في المستقبل القريب، سنكون على موعد مع إطلاق عملة بافل دوروف (غرام)، ومع إطلاق منصة “بلوكشين”، التي يطلق عليها أيضا اسم “تيليجرام أوبن نيتوورك”. “وبناء على ما ذكر آنفا، يمكن أن تصبح هذه العملة الرقمية العملة الافتراضية الأساسية”. 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.