على مر التاريخ، عززت التكنولوجيا من تعدد الآراء. أتذكرون مشكلة سنة 2000؟ استنادا إلى البعض، كاد أن يتسبب تغيير بسيط في التاريخ في تعطيل نظام الحوسبة العالمية.

ونتيجة لذلك، تم دفع آلاف الدولارات لمطوري البرمجيات من أجل القيام بما تبين في النهاية أنه “لا شيء”، وفق ما ذكر موقع ماركت ووتش.

ومع ذلك، تمحورت أكثر النقاشات إثارة للانقسام حول نظام دفع لا مركزي يعتمد على “الثقة” في بروتوكولات برمجية معقدة وتقنيات حل المشكلات، التي تعتمد بشكل تام على شبكة الانترنت، وهي البيتكوين.

في البداية، بادر التوأم وينكيلفوس، الذين يتسمان بالتنافسية، بتحدي خيال المشككين في العملة المعماة، حيث صرحا سابقاً أن عملة البيتكوين ستبلغ قيمتها 300 ألف دولار وقد تحل محل الذهب في نهاية المطاف.

على الجانب الآخر، نجد كبار المستثمرين التقليديين على غرار ويليام ماكناب، رئيس مجموعة فانغارد، الذي قال إن عملة البيتكوين تشكل خطرا ممنهجا على النظام المالي، في حين أن تذبذبها يقوض إمكانية اعتمادها. ويعتقد ماكناب أن هناك احتمالا كبيرا بشأن انحدار قيمة البيتكوين إلى الصفر.

كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟

بحسب الموقع، فإن الأمر ببساطة يتعلق بسعر البيتكوين. وقد شهد أصحاب هذه العملة الافتراضية بداية صعبة في سنة 2018، حيث فقدت البيتكوين حوالي نصف قيمتها منذ غرة يناير/كانون الثاني.

لكن في حال كنت قد اشتريت هذه العملة قبل خمس سنوات، فستختلف القصة تماما.

فمع كل تأرجح بنسبة 10 بالمائة بين سعر البيتكوين مقارنة بالدولار الأمريكي، الذي سجل تراجعا بنسبة 5.13 بالمائة، تعمقت الهوة بين هاتين العملتين.

وكثيرا ما يغذي هذا التأرجح ادعاءات غير دقيقة إلى حد بعيد، مستندة على القليل من البحوث أو الفهم لما تبقى من واجهات غامضة للنظام المالي.

وقد ذكر بنك دويتشه في مذكرة بحثية أن “السبب الأبرز الكامن وراء النقاشات الحالية يتمثل في الزيادات الهائلة في أسعار البيتكوين، إذ كثيرا ما يردد المشاركون بعض الادعاءات الدغماتية، كأن يقولوا بأن البيتكوين سينتهي قريبا على أي حال أو أن البيتكوين سيهيمن قريبا على القطاع المالي”.

بيتكوين في مواجهة البنوك

ويؤمن أنصار بيتكوين بأن العملات الرقمية وتكنولوجيا بلوك تشين ستحل يوما ما محل النظام المصرفي برمّته.

وكما يشير بنك دويتشه فإنه ليس من قبيل المصادفة أن يتم إنشاء عملة البيتكوين خلال الأزمة المالية. ويعتبر أعداء الأنظمة الحاكمة والليبراليون، أولئك الذين يؤمنون بعملة البيتكوين، بأنها نظام دفع أكثر أمنا، ولا تسلب مستخدميها المعلومات الشخصية كما تفعل إمبراطوريات الأشرار (أي كما تفعل البنوك على سبيل المثال).

ومع ذلك، تتراجع أهمية البيتكوين، التي يمكن لها إجراء سبع معاملات في الثانية مقارنة بنظام بطاقة الائتمان الذي يتميز بقدرته على إجراء ملايين المعاملات في الثانية الواحدة. ونظرا لأن البيتكوين قد أصبحت أكثر شعبية، فإن توقيت تأكيد التحويل قد زاد بشكل كبير، وهو توجه لا يبشر بخير إن لم يتم استيعاب هذه الزيادة، حسب ما ذكر الموقع.

ويتابع: “هناك أرضية مشتركة، إلا أنه لم يبدِ أي طرف رغبة في الاستسلام، أو الازدهار، أو الانهيار”.

وفي تقرير لبنك دويتشه فقد ذكر أن البيتكوين في نهاية المطاف “ليست سوى وسيلة بديلة للدفع تتمتع بجملة من المزايا وتشوبها بعض العيوب مقارنة بالخدمات المصرفية التقليدية. ولكن لا يمكن أن ننفي أن عملة البيتكوين يمكن أن تفي بالغرض، على الأقل على المدى القريب. فليس هناك أي مانع من أن تتعايش المصرفية التقليدية والبيتكوين معا. وفي الوقت نفسه، تستثمر البنوك بشكل كبير في تكنولوجيا البلوك تشين من أجل استغلال مزايا العملات المعماة لصالحها”.

ما هي قيمة البيتكوين؟

تتراوح التوقعات الحالية حول سعر البيتكوين بين صفر و500 ألف دولار، مما يؤكد مدى الجدل القائم حول قيمتها الحقيقية.

ففي المقام الأول، تعد عملية تسعير أصول يملكها عدد قليل جدا من الأشخاص في شتى أنحاء العالم أمرا صعبا. ووفقا لرئيس قسم أبحاث السوق المالية في شركة “آي كيو آر كابيتال مانجمنت”، آرون براون، فإن 40 بالمائة من جميع أسهم البيتكوين مملوكة من قبل ألف شخص فقط.

إلى جانب ذلك، لا يوجد عائد أو مؤشر محدد يمكن من خلاله تسعير عملة البيتكوين، ما يعني أنها تستند على قانون العرض والطلب لتكون أقرب منها إلى المقامرة، بحسب محللين.

وفي هذا السياق، يوضح بنك دويتشه الألماني، بأنه “فيما يتعلق بالعقارات السكنية، فإننا نقارن أسعار المنازل بإيرادات الإيجار، أما إذا نظرنا في الأسهم، فعندها نقارن القيمة السوقية لأرباح الشركة ذات الصلة. وخلافا لذلك، لا يوجد مؤشر يمكن اعتماده لمقارنة سعر البيتكوين”.

إذاً من المحق؟

إذا اقتنيت بيتكوين بقيمة مائة دولار فهناك احتمال كبير أن تخبر أصدقاءك بأنك كنت عبقريا، في حين أنك على يقين من أنك لم تكن أكثر من مجرد شخص محظوظ.

وفي حال كنت من بين المشككين في قيمة البيتكوين منذ سنة 2015، فأنت على الأرجح قد تعبت من البحث عن إجابة واضحة لسؤال “هل تعرف كم من المال كان بإمكانك أن تجني؟”. لكن الجواب الحقيقي هو: لا أحد يعرف حتى الآن.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.