تًعد عملة “إيثيريوم” هي أقرب المنافسين لعملة البيتكوين، التي لم يتمكن أحد من منافستها في السيطرة السوقية والسعر المرتفع منذ أن ظهرت عام 2009.

وجاءت الإيثيريوم بتطبيقات عديدة للعملة المشفرة بجانب البيع والشراء، واستطاعت حجز مكانها بعد البيتكوين مباشرة في السيطرة السوقية والشهرة.

كيف جاءت الفكرة؟

نتيجة للعمل والبحث في عملة البيتكوين، قام طالب علوم الحاسب الكندي “فيتاليك بوتيرين” بوصف فكرة “إيثيريوم” آواخر عام 2013، وبعد ذلك بقليل قام بنشر الورقة البحثية المسماة “الورقة البيضاء” والتي تصف التصميم الفني والبروتوكول التي تعمل به، ثم أعلن عنها رسميًا في يناير 2014 في مؤتمر شمال أمريكا للبيتكوين.

بعد ذلك نشر بوتيرين “الورقة الصفراء” في أبريل/نيسان من العام نفسه؛ والتي توضح آلية العمل والمواصفات الفنية بمساعدة من الدكتور “غافن وود” المؤسس المشارك، والذي حقق تكامل العملة الجديدة مع العمل بالعديد من لغات البرمجة الشهيرة، وفكرة تطوير أي نوع من التطبيقات اللامركزية من خلال استخدام العقود الذكية، بجانب البيع والشراء باستخدام العملة “ايثر” مثل البيتكوين.

على ماذا تعتمد الإيثيريوم؟

تقوم “إيثيريوم” بالاعتماد على تقنيات البلوك تشين مثل البيتكوين، وبالتالي احتاجت إلى شبكة حوسبة قوية كالتي تملكها البيتكوين، والتي يدعمها المبالغ الهائلة التي ينفقها المستثمرون والأفراد على نظام البيتكوين وعمليات التعدين ومعداتها، بالإضافة إلى المعاملات المالية والتجارية، والتقنيات المرتبطة بها.

ولذلك كان من الضروري إطلاق شبكة مماثلة، والقيام بمجهود كبير لجمع المال من المستثمرين، وجذب المطورين والمنقبين عن العملات الإلكترونية للشبكة الجديدة، وبالتالي تم إنشاء مؤسسة “إيثيريوم”، وهي كيان قانوني مقره في سويسرا.

وقامت المؤسسة بالجهود القانونية والتسويقية المرتبطة بحملة التمويل الجماعي التي حققت نجاحًا كبيرًا، وجمعت أكثر من 18 مليون دولار في 42 يوم فقط، وحققت المركز الخامس بين حملات التمويل الجماعي عالميًا، وتم الإعلان بعد ذلك في عام 2015 عن برنامج “DEVgrants” الذي يقدم تمويل لأفضل المشاريع في شبكة “إيثيريوم”، وتم إنشاء كيان قانوني آخر هو “ETH DEV” الذي يشرف على عمليات تطوير “إيثيريوم”، ويراقب العمليات، ويحافظ على المشاركة من المستخدمين في أعلى مستوياتها.

كيف تعمل “إيثيريوم”؟

تكمن مشكلة البيتكوين في أنها لا تحمل خصائص لغات البرمجة اللازمة لإنشاء التطبيقات وحل مشاكلها على أساسها، وكان الحل هو التخلي عن شبكة البيتكوين الهائلة وإنشاء شبكة أخرى ولكن هذا الحل لا يمكن تحقيقه نظرًا للتكاليف الكبيرة المصاحبة لإنشاء شبكة أخرى، ولكن جاءت “إيثيريوم” بالحل، وقامت بفك هذا التناقض بين لغات البرمجة وشبكات “البلوك تشين” وربط اللغات البرمجية بشبكتها الخاصة، وتطوير أي تطبيقات ممكنة تأتي فكرتها لأي شخص على الشبكة.

وتعتمد “إيثيريوم” على الكثير من بروتوكول البيتكوين لتخزين البيانات والتحكم فيها، مع تصميمات تقنية “البلوك تشين”، بالإضافة إلى التطوير الذي أجرته لاستخدام هذه التقنيات في تطبيقات أخرى غير المعاملات المالية، والتي تسمح للمطورين بإنشاء التطبيقات والاتفاقات التي تتكون من خطوات عديدة، وتحتاج إلى متابعة هذه الخطوات أو الاتفاقات وتنفيذها، وتحولات الملكية فيها، والمعاملات التي تُجرى عليها، مع مخرجات محددة بعد كل عملية، والتي تسمى بالعقود الذكية.

 

ما هي هذه العقود الذكية؟

تحمل كل نقطة في الشبكة نسخة من الصفقة/العقد وتاريخه، بالإضافة إلى تتبع “الحالة”، وفي كل مرة يقوم فيها المستخدم ببعض الإجراءات، تقوم كل النقاط على الشبكة بتأكيد التغيير الجديد، والموافقة عليه إذا وافق شروط العقد، بطريقة لامركزية.

ويمكن تخيل ذلك بوجود شركة أو خدمة لا يسيطر عليها أي فرد أو مجلس أو كيان مركزي آخر، بل يحكمها العقد الذكي الذي بني على الشبكة والذي يتابع تحقيقه بطريقة مضمونة وآمنة.

ومن أمثلة التطبيقات التي قامت على شبكة “إيثيريوم” مشروع “إدارة الهوية” الذي يقدم وسيلة موثوق بها لحماية هوية الفرد، وتقدم الحل لتزايد خطر الجرائم المالية الناشئة عن الغش وسرقة الهوية، عن طريق تطبيق “KYC-Chain” الذي يقدم محافظ الهوية “identity wallets” التي تسمح بمشاركة المعلومات الضرورية فقط، وتضمن الثقة بين الأفراد وعملاء الشركات بتوافق وتأكيد نقاط الشبكة على الهوية المقدمة.

كما أن هناك العديد من التطبيقات والأفكار الأخرى التي تعتمد على العقود الذكية، وتقدم الضمان والثقة في “أنظمة الدفع” و تقنيات “إنترنت الأشياء” وتداول وتجارة الطاقة والتطبيقات الصحية وغيرها.

وبالنظر إلى كل ما ذكر، فإن مكانة “إيثيريوم” في دائرة الضوء الآن واضحة تماماً، العملة التي تصل قيمتها الآن إلى 861 دولار، فيما لا يزال الكثير من تطبيقاتها قيد الإنشاء والتطوير.

ومع اتجاه العديد من المطورين إليها يبدو أنها سوف تقدم حلولًا أكثر وتملك سيطرة سوقية أكبر، وربما تبقى المنافس الأقرب للبيتكوين أو تسبقها.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.