كردة فعل أولية على تداول العملة الرقمية “البيتكوين” وانتشارها واسع النطاق بين مختلف الشركات والمستثمرين الذين زاد اهتمامهم بها، خاصة في ظل ارتفاع قيمتها في سوق العملات الرقمية، أعربت المكاتب في شارع المال “وول ستريت”، الذي يعتبر الواجهة الرئيسية للسوق الأمريكية، عن مخاوفها وعدم ارتياحها مما وصفته بـ”الفقاعة” لذلك حذرت عملاءها من خطورة المجازفة بالاستثمار في البيتكوين.
ورغم تنامي اهتمام المستثمرين بالبيتكوين، واصلت بورصة وول ستريت رفضها للعملة الافتراضية رغم ارتفاع سعرها بخمسة أضعاف خلال هذه السنة ليفوق 6.000 دولار، نظرا لأنها تعتقد بأن مصيرها سيكون الاندثار.
في شأن ذي صلة، يعتقد الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس، جيمس ديمون، أن عملة البيتكوين وسيلة للاحتيال، معتبرا أن استخدام البيتكوين ضرب من الغباء نظرا لخطورة المجازفة، قائلا إن “البيتكوين خُلقت من لا شيء”. كما أضاف ديمون أن البيتكوين تعتمد أساسا على عامل الندرة والمحدودية، لذلك هي تمثل نوعا من الاستغلال.
في الحقيقة، عكس موقف “وول ستريت” من البيتكوين عن عجزها في تقييم الوضع. ولعل هذا ما أكده الأستاذ المتخصص في تقييم الأسهم في جامعة نيويورك، أسواث داموداران، المعروف باسم “عميد التقييمات” لخبرته في إعطاء قيمة لمختلف الأصول، على مدونته: “لا يمكن تقدير البيتكوين”، إذا لا يمكن اعتبارها نوعا من الأصول، لأنها لا تولد تدفقات نقدية؛ كما أنها ليست سلعة، لأنها لا تعد مادة خام”. وهو ما يبرر تخوف وتردد بعض الشركات الاستثمارية الكبرى في الاستثمار في البيتكوين.
من جهته، قام الوسيط السابق في “الأسهم الرخيصة” وملهم فيلم “ذئب وول ستريت” لمخرجه مارتن سكورسيزي، جوردن بلفور، بانتقاد الطروحات العامة للعملات الإلكترونية ومن بينها البيتكوين، قائلا إنها تعتبر “أكبر عملية احتيال قد تنفجر في وجوه الكثير من الأشخاص”. وقد جاء تصريحه هذا على إثر الارتفاع الجنوني في عمليات الطروحات الأولية للعملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم.
عموما، مع الارتفاع المتصاعد لقيمة البتكوين في السوقي، التي ناهزت في الأيام الأخيرة 6.000 دولار، وفي ظل ازدياد اهتمام الأثرياء بهذه العملة والتعبير عن رغبتهم في الاستثمار فيها، بدأت “وول ستريت” في التراجع عن موقفها، خوفا من تفويت هذه الفرصة.
في كل الحالات، قام مصرف “غولدمان ساكس” بتجاهل جميع التحذيرات التي قامت بإطلاقها “وول ستريت” بشأن تداول العملة الرقمية البيتكوين، وقرر تنظيم عمليات تداول هذه العملة، والسماح للعملاء بالتعامل بها، من خلال وضع آليات تنظيمية لتداولها بشكل آمن. وفي هذا الصدد، صرحت المتحدثة باسم المصرف: “ردا على اهتمام العملاء بالعملات الرقمية، نحاول استكشاف أفضل السبل لخدمتهم في هذا المجال”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.