بدو أن تكنولوجيا البلوك تشين المرتبطة بالعملة المعماة قد نجحت في إقناع العالم أجمع بمختلف مميزاتها على غرار السرعة والدقة. في المقابل، تتعدد الآراء المتباينة فيما يتعلق بهذه العملة، ففحين ينادي البعض بحظرها، يُطالب البعض الآخر بإنشاء نظام خاص بها.

 

في الواقع، تختلف مواقف البنوك المركزية العالمية إزاء هذه العملة الرقمية، حيث قامت ثالث قوة اقتصادية في العالم، ألا وهي اليابان، بتقنين البيتكوين. وقد فتح ذلك المجال أمام اعتمادها على اعتبارها وسيلة للدفع في البلاد. من جانب آخر، عاد حظر هذه العملة الرقمية في الصين بالنفع على سوق صرف البيتكوين في اليابان، حيث أصبح أكبر سوق مع حصة بلغت 50.75 بالمئة من مجمل سوق صرف البيتكوين العالمي خلال شهر أيلول/سبتمبر سنة 2017.

 

من جهتها، وضعت السلطات الأسترالية أول تشريع لإدراج نشاط عملة البيتكوين ضمن أجندتها واسعة النطاق والمتعلقة بتقدّم التكنولوجيات المالية في البلاد. وقبل أقل من شهر، قدمت الحكومة الأسترالية مشروع قانون للقضاء على الازدواج الضريبي الذي تم اعتماده خلال سنة 2016، على مستوى المعاملات بالعملات المعماة. أما في الهند، فقد كشف نائب محافظ البنك المركزي الهندي أن السلطات الهندية تعمل على إنشاء تنظيم خاص بالعملات المعماة على غرار البيتكوين.

 

في مطلع تشرين الأول/أكتوبر الحالي، سُئل رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، بشأن عدم مناقشة أعضاء البنك المركزي الأوروبي بعد للآثار المترتبة عن العملات المعماة على الاقتصاد. وقد صرّح دارجي أنه في حال اقتضى الأمر إجراء دراسة حول هذا الموضوع، فسيقوم البنك المركزي بتحليل مخاطر العملة الرقمية واعتماد المقاربة ذاتها، شأنها شأن كافة الابتكارات المالية.

 

في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من غياب أي موقف رسمي إزاء البيتكوين، إلا أن السلطات تبدو معارضة بوضوح بشأن إضفاء الشرعية على البيتكوين في الولايات المتحدة، واعتمادها على اعتبارها وسيلة للدفع أو الاستثمار. في السياق ذاته، لم يصدر أي إعلان بشأن البيتكوين منذ عدة أشهر في المملكة المتحدة، ولكن التصريحات الأخيرة حذّرت من مخاطر العملات المعماة، مؤكدة أن البيتكوين لن تحل محل العملات التقليدية.

 

في سياق متصل، كان موقف بنك الصين الشعبي أكثر حزما. فخلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حظر البنك المركزي الصيني التبادلات بالعملات المعماة. من جهته، صرح نائب محافظ البنك المركزي الروسي في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أن روسيا ستمنع النفاذ إلى المواقع التابعة لبورصات ومنصات التداول التي تقدم العملات المعماة من قبيل البيتكوين. في المقابل، اتخذ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرارا يقضي بإطلاق عملة الروبل الرقمية، لتكون بذلك العملة الإلكترونية الروسية.  

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.