لم تعد عائدات الإعلانات عبر الإنترنت مجدية للمواقع التي تستخدمها لدفع تكاليف الاستضافة و العاملين في المواقع، و مع الانخفاض المستمر لتلك العائدات، اتجهت مواقع إنترنت عديدة لإيجاد بدائل لحل مشكلة التمويل و دفع تكاليفها، و أحد تلك الطرق التي لجأت إليها بعض المواقع هو استخدام أجهزة الزائرين للتعدين على العملات الرقمية.

تستخدم بعض مواقع الويب أجهزة الكمبيوتر و هواتف الزائرين للتعدين، قد يبدو الأمر مثيراً للجدل خاصةً أنه يستخدم إمكاناتك بدون الرجوع إليك أو استئذانك، كما أنه يستنزف بطارية أجهزتك و يسبب لك زيادة في فواتيرك الكهربية، و بالطبع ذلك الاستخدام يقلل من سرعة و كفاءة أجهزتك، و لكن المواقع تري في الأمر محاولة لتحقيق الأرباح.

 

و قد اكتُشف حديثاً أن موقع التورنت الشهير  The Pirate Bay و موقع فيديوهات البث المباشر Show time  يرسلان أكواد برمجية خاصة لتعدين العملات الرقميه، و قد صرحت إدارة موقع The Pirate Bay في رسالة نشرتها على الموقع في منتصف سبتمبر / أيلول الماضي أن تلك الأكواد المرسلة كانت “مجرد اختبار”، و أن التجربة كانت بهدف إزالة جميع الإعلانات من على الموقع.

 

و بعد وقت قصير قام الموقع بإزالة أكواد التعدين، خاصةً بعد انتشار الخبر و ملاحظة مستخدمي الموقع  الحادث على أجهزتهم بسبب أكواد التعدين، وكذلك لعبت التقارير الصحفية المتخصصة التي أعدتها المؤسسات الصحفية و متابعتها للحدث في إزالة الأكواد

 

و الحصول على العملات الرقمية  مثل البيتكوين و شبيهتها يكون عن طريق أكواد برمجية بنظام “التعدين”، و يقوم نظام التعدين على إيجاد البيتكوين عن طريق حل معادلات و مشكلات رقمية في مقابل الحصول على العملات، و لتحقيق ربح أكبر عن طريق العملية لابد من إيجاد إمكانيات حاسوبية ضخمة قادرة على توليد  قوة حاسوبية كبيرة جداً تستطيع حل المشكلات بصورة أسرع وأكفأ.

 

و إيجاد تلك القوة الحاسوبية  يحتاج إلى شراء حواسيب ذات إمكانيات ضخمة و بطبيعة الحال تلك الحواسيب مكلفة جداً ،وتكلفة الحواسيب  ليست المشكلة الوحيدة  التي تواجه المعدنين – العاملين في مجال تعدين العملات الرقميه – ، فتلك الحواسيب العملاقة عالية الاستهلاك للكهرباء، كما أنها تحتاج إلى تجهيزات خاصة للتبريد لمواجهة الحرارة العالية القادمة من وحدات المعالجة في الأجهزة و الناتجة عن العملية، و تكلفة فواتير الكهرباء تكون مكلفة للغاية، و لا توجد غير شركة واحدة في العالم مقرها أيسلندا استطاعت التغلب على تلك المشكلة عن طريق إستخدام المناخ البارد العام للبلاد تبريد أجهزة الكمبيوتر.

و لهذا تتجه بعض المواقع إلى استخدام أجهزة الزوار لعملياتها التعدينية بدون علم الزائر، فيتحمل الزائر فواتير الكهرباء و تُستخدم إمكانيات اجهزته، و لكن من يحصل على الربح هو الموقع.

يوضح خبير الحماية وأنظمة الوقاية الرقمية جيروم سيغورا “أن مواقع الألعاب و الفيديوهات تستهلك جزء كبير من إمكانيات الأجهزة الخاصة بالمستخدمين بسبب طبيعتها التي تحتاج إلى قدرات معالجة أعلي، و لهذا استخدام تلك المواقع أجهزة زوارها في عمليات تعدينية أثناء قيامهم بأنشطة على المواقع لن يكون أمر منطقي و لن يمر دون تأثير ملحوظ على أداء الأجهزة، و يضيف “على النقيض فإن مواقع المحتوى المقرصن -مواقع التورنت- لن يتجهوا للشكوى أو الإعتراض”.

 

ويرى سيغورا أن مع الوقت سوف تدفع تلك الممارسات زوار المواقع إلى إضافة تطبيقات منع التعدين و هي تطبيقات مشابهة تطبيقات حجب الإعلانات، وأضاف أخيراً ” بعض مستخدمي تلك المواقع دعموا مواقعهم المفضلة لاستخدام ذلك الحل -التعدين- بدلاً من الإعلانات حتى تستطيع المواقع الإستمرار، و لكن شعر مستخدمين آخرين بالإنزعاج لأن قرار استخدام أجهزتهم للتعدين قرار شخصي و لا يُسمح للمواقع من استغلالهم دون الرجوع لهم”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.