في إحدى مقالاتي السابقة، تطرقت للذين يؤمنون بنظرية المؤامرة حول العملات الرقمية المشفرة، وبالتحديد عملة البيتكوين. لكن في هذه المقالة سوف أسلط الضوء على الفئة المناهضة لنظرية المؤامرة، التي تطعن فيها وتؤمن أن البيتكوين وبقية العملات الرقمية المشفرة هي مستقبل النظام المالي العالمي.

هذه الفئة داعمة للعملات الرقمية المشفرة بشكل كبير، ويُعتبرون هم جيل العملات الرقمية المشفرة إذا صح التعبير، إذ ترى هذه الفئة أن العملات الرقمية المشفرة هي إحدى ثورات عصر العولمة المالية، والتي ستقود أسواق المال من وجهة نظرهم.

جيل Z

نلاحظ أن هذه الفئة التي تؤمن بمستقبل العملات الرقمية المشفرة غالبيتهم من جيل Z بالتحديد. هنا نقصد بالجيل Z، أولئك الذين ولدوا بين منتصف التسعينيات من القرن الماضي ومنتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

معروف عن هذا الجيل أنه من الأجيال المتحررة فكرياً، ويعتبر حالياً جيل المستقبل الواعد. هذا الجيل نشأ وترعرع في أحضان التكنولوجيا. ولأن جيل Z ترعرع مع التكنولوجيا استطاع استيعاب فكرة العملات الرقمية المشفرة بسرعة وسلاسة وسهولة، عكس الأجيال الأخرى التي لم تستطع هضم فكرة العملات الرقمية المشفرة.

ترى هذه الفئة أن العملات الرقمية المشفرة، وفي مقدمتها عملة البيتكوين، أكثر فاعلية وأكثر كفاءة وأقل تكلفة من ناحية التحويلات المالية والرسوم، مقارنة بالعملات الورقية التقليدية التي تكون باهظة التكلفة من ناحية التحويلات المالية.

من وجهة نظرهم، العملات الرقمية المشفرة غير معقدة وبعيدة عن الأمور البيروقراطية المالية التي ترعاها البنوك المركزية، فبدلاً من أن يحمل الفرد النقود في جيبه، أو أن يحمل بطاقة ماستر كارت Master card، أو بطاقة فيزا Visa card، من أجل التبضع وشراء السلع أو الخدمات، يستطيع أن يحتفظ بالمال من خلال العملات الرقمية المشفرة وعبر المحافظ الإلكترونية المختصة بالعملات الرقمية المشفرة. لذلك يفضلونها على بطاقات الائتمان والنقود الورقية التقليدية.

من وجهة نظرهم أيضاً، فالقيام بإيداع النقود في بنك مُعين على سبيل المثال، وعملية الإيداع تصطحب معها إجراءات معقدة في أغلب البنوك. ولهذا يرون ويتصورون أن البيتكوين وبقية العملات الرقمية المشفرة، حلت هذه المشكلة البيروقراطية بواسطة التكنولوجيا، ووفرت لهم الوقت والجهد، بحيث يستطيعون الاحتفاظ بأموالهم من خلال الهاتف الجوال بكل بساطة، وبمقدرتهم تحويل الأموال فوراً من دولة إلى دولة عبر المنصات المختصة بالعملات الرقمية المشفرة وبرسوم رمزية ودون أية رقابة من قبل الحكومة.

الخصخصة واللامركزية

جيل z يناهض الإدارة المركزية التي تُدار من قبل الدولة، ويميل إلى الإدارة اللامركزية والخصخصة. هذه الفئة مقتنعة تماماً أنه يجب سحب بساط السلطة النقدية من قبل الدولة، وتقييد وتحجيم البنك المركزي، وسحب بساط السلطة النقدية منه.

بالمقابل، ترى أغلب الحكومات أن العملات الرقمية المشفرة بمثابة ثورة مبطنة ضد سلطتها، ولذلك غالبية جيل Z يأملون ويسعون أن يتم تأسيس نظام مالي عالمي لامركزي من خلال العملات الرقمية المشفرة، بعيداً عن السلطة والبنوك المركزية التي تكون خاضعة لسياسات الدولة، وألا تكون هي المتحكم في أسواق المال، وأن تكون السلطة للمجتمع، وأن تُدار أسواق المال إدارة لامركزية، وأن يتم خصخصتها بشكل كلي.

لهذه الأسباب يصارع غالبية جيل Z مع الدولة، ويأملون أن يزال من يد الدولة سلطة النظام المالي.

أيضاً نلاحظ أن غالبية الأثرياء والمستثمرين والمتداولين في عالم العملات الرقمية المشفرة هم من جيل Z.

في النهاية، هل -من وجهة نظرك- يكون جيل العملات الرقمية المشفرة قادراً على تغيير ملامح سوق المال من المركزية إلى اللامركزية؟

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.