في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على الدورة الاقتصادية وتداعياتها على العملات الرقمية المشفرة وفي مقدمتها عملة البيتكوين.
رغم أن العملات الرقمية المشفرة لا تحتاج إلى أن نتعمق فيها كما نتعمق في الفوركس، وتحديداً التحليل الأساسي الاقتصادي، لكن مهم جداً لكل متداول ومستثمر في العملات الرقمية المشفرة أن يعرف ما هي الدورة الاقتصادية بشكل بسيط، من دون أن نتعمق فيها كثيراً.
بالتحديد، يجب متابعة الدورة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، لأن تداعياتها تؤثر بشكل كبير على العملات الرقمية المشفرة.
الكل يعلم أن الدورة الاقتصادية تمر بتقلبات تحدث في أي اقتصاد بصفة دورية على مستوى النشاط الاقتصادي، مثل التغيرات في مستوى الإنتاج والأسعار والتوظيف.. إلخ. تصف الدورة الاقتصادية ارتفاع وانخفاض إنتاج السلع والخدمات في اقتصاد البلد المعني، ويتم قياس دورات الأعمال بشكل عام باستخدام اتجاه الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لاقتصاد البلد المعني.
تقسم مراحل الدورة الاقتصادية إلي أربع مراحل، تبدأ بمرحلة التوسع، ومن ثم تأتي مرحلة القمة، ثم تأتي مرحلة الركود، وفي النهاية تمر بمرحلة الكساد.
مرحلة التوسع.. مرحلة الانتعاش
تكون المرحلة الأولى في الدورة الاقتصادية، وتتميز هذه المرحلة بزيادة في معدلات التوظيف، وأيضاً الدخل والإنتاج والمبيعات، كما يتمتع اقتصاد البلد المعني بتدفق مستمر في المعروض النقدي مع ازدهار الاستثمار.
بالمقابل، عندما تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لأزمة في بداية أزمة فيروس كورونا، حافظت على اقتصادها، عبر ضخ مبالغ ضخمة في الاقتصاد الأمريكي، من خلال بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
هنا نقصد في بداية البدء بالسياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حين لاحظنا كيف استغلت العملات الرقمية المشفرة، ومن ضمنها البيتكوين، وارتفعت قيمة البيتكوين مستهدفة مستويات 10 آلاف دولار أمريكي في حينها.
مرحلة القمة أو الرواج
تُعد هذه المرحلة الثانية من الدورة الاقتصادية، وتبدأ بعد وصول النمو في الاقتصاد إلى حده الأقصى، مع وصول الأسعار إلى أعلى مستوياتها، وأيضاً حجم الدخل ومستويات التوظيف، مع استغلال جميع الموارد المتاحة لاقتصاد البلد المعني.
هنا سندمج هذه المرحلة مع العملات الرقمية المشفرة، ومن ضمنها البيتكوين. كان الاقتصاد الأمريكي قد وصل في حينها إلى ذروته، وذلك بسبب السياسة النقدية التحفيزية من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، من خلال ضخ تريليونات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي بعد أزمة فيروس كورونا، ما أدى إلى انخفاض معدلات البطالة إلى مستويات متدنية.
شاهدنا سوق العمل الأمريكي قوي جداً بسبب السياسة التحفيزية التي وصلت إلى ذروتها. في المقابل انتعشت سوق العملات الرقمية المشفرة، وبلغت عملة البيتكوين القمة، فوق مستويات 69 ألف دولار أمريكي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
مرحلة الركود
خلال فترة الركود نجد أن معدلات البطالة ترتفع، ويتباطأ الإنتاج، وتبدأ المبيعات في الانخفاض بسبب الانخفاض على الطلب، ويصبح دخل الفرد منخفضاً.
كما تتسم تلك المرحلة بهبوط المستوى العام للأسعار مع تراجع الناتج المحلي، وتطلب البنوك قروضها من العملاء.
بالمقابل، عندما ترى البنوك المركزية التضخم مرتفعاً فوق الهدف المستهدف بكثير، في حينها ستبدأ سياستها النقدية التشددية، وتنتهي السياسة النقدية التحفيزية من خلال رفع أسعار الفائدة، لكبح جماح التضخم وسحب الفائض النقدي من الاقتصاد، كما هي الحال في الولايات المتحدة الأمريكية حالياً، بقيادة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أيضاً وصلت البيتكوين حالياً إلى مستويات متدنية مترنحة فوق مستويات 16 دولاراً أمريكياً، وفقدت أكثر من 70% من قيمتها في غضون عام.
مرحلة الكساد
تسعى البنوك المركزية في هذه المرحلة لتخفيض سعر الفائدة، وشراء السندات الحكومية، بهدف تشجيع الاستثمار لخفض مستوى البطالة إلى القيمة المستهدفة. ومن الممكن أن نرى هذا خلال العام القادم، في حال لم يتم كسر معدلات التضخم العالية إلى المستويات المستهدفة.
لذلك مهم جداً أن تمتلك- إذ كنت متداولاً أو مستثمراً في العملات الرقمية المشفرة- كل هذه المعلومات، وتكون متسلحاً بالعلم والمعرفة، كي تعرف في أي وقت تتداول وتستثمر، إما بالشراء أو بالبيع عند الصعود.
نشتري ونقتنص الفرص عند الصعود، وعند الهبوط أيضاً نقتنص الفرص ونقوم بالبيع ونجني أرباحاً.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.