قاع جديد للبيتكوين.. أسبوع جنوني في سوق العملات المشفرة

يا له من أسبوعٍ جنوني، وهنيئاً لك إذا كنتَ هنا وتقرأ هذه السطور الآن؛ لأن هذا يعني أنك نجوت من أحد أندر الأحداث التي يمكن تصورها في هذا السوق.

ومن الأشياء التي أجدها جديرةً بالذكر وسط كل هذا الجنون، أن عملة البيتكوين (BTC) سجلت قاعاً جديداً لعام 2022، بينما لم تفعل عملة الإيثريوم (ETH) ذلك حتى الآن، حيث أظهرت عملة الإيثريوم قوةً أكبر من البيتكوين بكثير أثناء الانهيار الحالي.

لكن سوق التشفير تعرضت للضربات من مختلف الزوايا في الأسبوع الجاري؛ إذ إن الأحداث المماثلة لانهيار منصة تداول كبرى تستطيع ضرب الأسواق بقوة، وعادةً ما تكون آثارها المتموجة كبيرة.

وشهد الأسبوع الماضي تدفقات ضخمة لعملات البيتكوين إلى خارج منصات التداول، ولا عجب في ذلك، نظراً لفوضى انهيار إف تي إكس FTX، التي نشرت حالة خوف واسعة النطاق. ويُعَدُّ هذا الأمر جيداً على المدى الطويل، ويُنصح بأن تحتفظ بعملات البيتكوين الخاصة بك على جهاز محفظة باردة، لأن منصات التداول هي مجرد متاجر، وليست من المصارف التقليدية.

ولا تنس أن نسبة المخاطرة إلى العائد على البيتكوين والإيثريوم تُواصل التحسن ببساطة، رغم أن الأمور تبدو قاتمةً للغاية الآن؛ إذ إن شراء العملة بأعلى سعرٍ لها ينطوي على مخاطرة دائماً. بينما يُعتبر الشراء بعد مذبحةٍ كهذه أقل مخاطرة بكثير، حتى وإن لم تشعر بذلك.

عدوى إف تي إكس لا تزال مستمرة 

شهد الأسبوع الجاري هوساً مهولاً باحتمالية انتقال عدوى إف تي إكس لمنصات أخرى.

إذ تعرضت منصة نيكسو Nexo للتدقيق المكثف، بعد أن سحبت “إدارة مخاطرها” 200 مليون دولار من أموال عملائها في منصة إف تي إكس، وذلك قبل بضعة أيام من انهيار الأخيرة، لكن السؤال الحقيقي يدور حول سبب وجود تلك الأموال هناك في الأساس، حيث تُعَدُّ نيكسو منصة إقراض وليست صندوق تحوط!

وانتشرت المخاوف أيضاً من مواجهة كريبتو Crypto.com وغيت Gate.io لمشكلات تتعلق بالإعسار. ومن المنطقي أن نشعر جميعاً بجنون الارتياب عند التعامل مع أي خدمة مركزية في الوقت الراهن. ويبدو أن منصة كريبتو تبذل جهوداً حثيثة لإثبات كونها على ما يرام، من خلال جلسات الأسئلة المفتوحة مع رئيسها التنفيذي، وزيادة احتياطياتها من العملات المستقرة. ويبدو أن المنصة اجتازت عاصفة التزاحم على سحب الأصول بنجاح هذه المرة، وهو ما يُفترض بأي منصة أن تكون قادرةً على فعله، لكنني أتفهم الشكوك العميقة الموجهة إلى منصات التداول في الوقت الراهن.

وهناك تساؤلات أيضاً حول قيام كريبتو بتحويل عملات إيثريوم بقيمة مليار دولار إلى منصة غيت. حيث قالت كريبتو إن التحويل جرى بطريق الخطأ، لكنها ربما فعلت ذلك لتحسين صورة غيت من أجل اجتياز التدقيقات. وتبيّن كذلك أن منصة غيت تعرضت للاختراق وسرقة 230 مليون دولار في عام 2018، لكن الأمر لم يُكشف قط، وتوجد الكثير من الجوانب الخفية في عالم التشفير، ما يخلق فجوةً كبيرة في جدار الثقة.

وعلى أية حال، إليكم ما نحن واثقون من معرفته عن عدوى إف تي إكس.

واجهت منصة جينيسيس تريدينغ Genesis Trading مشكلات إعسار، أي أن أموالك ليست في خزائنهم بعبارةٍ أخرى. وتُعتبر هذه الأنباء بالغة الأهمية، لأن جينيسيس تُعد أكبر غرفة تداول فورية للبيتكوين في العالم، وأكبر غرفة إقراض أيضاً، فضلاً عن كون المنصة مملوكةً لـDigital Currency Group، التي تمتلك صندوق غريسكيل للبيتكوين كذلك. وخسرت المنصة 2.4 مليار دولار مع انهيار شركة Three Arrows Capital. كما تأثرت بشدة مع انهيار بابل فينانس Babel Finance، نظراً لتعرضها الكبير لمخاطر المنصة. ومن المؤكد أن انهيار جينيسيس سيكون أكبر تأثيراً مما يتصوره السوق اليوم، نظراً لوجود شركات تعتمد على جينيسيس في برامج الكسب الخاصة بها، مثل جيميني Gemini. ما يعني أن الفوضى ستمتد لأموال العملاء من عدة منصات، ولا شك أن انهيار جينيسيس سيُحدث موجةً جديدة كلياً من العدوى.

وإليك بعض أرقام المنصة في الربع الثالث من العام الجاري لتُدرك مدى ضخامتها.

جيميني: هي منصة تداول يديرها الأخوان وينكلفوس، ويبدو أنها تأثرت بسقوط جينيسيس. وسيظل مستخدمو برنامج الكسب في المنصة عالقين في دوامةٍ لفترة، إبان استمرار آثار خبر جينيسيس. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأمر يؤثر حالياً على مستخدمي برنامج الكسب فقط، بينما تعمل بقية المنصة بالشكل المعتاد.

بلوكفاي Blockfi: هي منصة يبدو أن أمرها قد انتهى تماماً، إذ توقف خط الائتمان الخاص بها من إف تي إكس، فهل هناك أي سبيل أمامها للمضي قدماً باستثناء الإفلاس؟ ومن المؤسف أنها أوقفت عمليات السحب، ما يعني احتمالية ضياع أموال العملاء.

فوياجر Voyager هي جهة إقراض مشفر أخرى أعلنت إفلاسها مطلع العام الجاري، وكانت منصة إف تي إكس تحاول إنقاذ فوياجر قبل انهيارها، ولا يزال مصير فوياجر وأموال عملائها العالقة في قضية الإفلاس مجهولاً.

سالت SALT: هي منصة إقراض مشفر قديمة وغير شائعة، انطلقت عام 2018، وقد علّقت عمليات السحب بدعوى تعرضها لمخاطر إف تي إكس.

ليكويد Liquid: هي منصة كانت شهيرة في يوم من الأيام، وأنقذتها منصة إف تي إكس من الإفلاس، لكنها علّقت عمليات السحب الآن أيضاً.

إيكيغاي Ikigai: هو صندوق تحوط أعلن أن غالبية أمواله كانت مودعةً على منصة إف تي إكس. ويا له من أداءٍ سيئ في إدارة المخاطر المرتبطة بأموال العملاء، فكم صندوقاً آخر سيخرج لإعلان حجم تعرضه الكبير في الأيام والأسابيع المقبلة؟

ستار أطلس Star Atlas: هي لعبة تمويل لامركزي أعلنت أن نصف أرصدتها كانت مودعةً على إف تي إكس، ويا له من خبرٍ مؤلم!

عملة أكسجين (OXY): هي عملةٌ أخرى مجهولة المصدر، وعلى أية حال صرّح القائمون عليها بأن 95% من معروضها الإجمالي كان مؤمّناً على منصة إف تي إكس.

وأخبرني جيسي قبل عدة أيام بأننا ربما نشهد استغلال بعض المشروعات لانهيار إف تي إكس كذريعة للهروب بأموال الاحتيال، ولا أقصد أن الأسماء المذكورة أعلاه قد فعلت ذلك، لكنني أظن أن البعض الآخر سيفعل، إذ كان انتشار إف تي إكس وشركة Alameda ممتداً لعشرات الشركات. كما استثمرت العديد من شركات التشفير الناشئة والشركات الأخرى في منصة إف تي إكس وصناديق التحوط الموجودة على المنصة، ولا تزال هناك مساحة كبيرة للمزيد من الفوضى.

لكن الجانب الإيجابي الوحيد لكل هذه الفوضى يكمن في تسابق منصات التداول الآن على تقديم إثبات الاحتياطيات بنموذج شجرة ميركل. وفعلت منصة كراكن Kraken ذلك بالفعل، بينما تتمتع كوين بيس بالشفافية لكونها شركة مساهمة عامة، كما بدأت بينانس Binance، وباي بيت Bybit، وفيميكس Phemex، وغيرها في تنفيذ تلك الإثباتات لطمأنة المستخدمين.

منصات التداول اللامركزي

بدأ المتداولون في الهروب من المنصات اللامركزية بعد انهيار إف تي إكس، وتهافتوا على المنصات اللامركزية، وإليكم بعض الأمثلة على ذلك فيما يلي.

كانت منصة يونيسواب Uniswap ثاني أكبر منصة تداول على بلوكتشين الإيثريوم من حيث حجم التداول، كما سجل عدد مستخدميها اليوميين أعلى معدلاتها السنوية.

أما جي إم إكس GMX فهي منصة تبادلات دائمة لامركزية، وتجاوز حجم التداول عليها حاجز المليار دولار للمرة الأولى في تاريخها!

وبدأت فكرة التداول اللامركزي تحقق انطلاقةً قوية بالفعل كما ذكرنا سالفاً، في شهر أكتوبر/تشرين الأول. وربما تُعتبر جي إم إكس من أكبر المنصات في المجال، لكن لدينا العديد من المنافسين الأقوياء المحتملين مثل غينز نيتوورك Gains Network.

ويُمكن القول إن صدمات العام الجاري بدأت بانهيار جهات الإقراض المركزي، ووصلت إلى انهيار منصات مثل إف تي إكس، ما جعل مبررات استخدام المنصات اللامركزية أقوى من ذي قبل!

الاتحاد الأوروبي يبحث حظر عملات الخصوصية

شهد الاتحاد الأوروبي طرح مقترح جديد لحظر جميع عملات الخصوصية داخل نطاق الاتحاد. وسيؤدي هذا المقترح إلى حظر عملات مثل مونيرو (XMR)، وداش (DASH)، وزد كاش (ZEC). ما يعني عدم إمكانية شراء تلك العملة من منصات التداول، ولا شك أنها خطوة تقيد الحريات، وستعرقل تبنّي تقنية التشفير على المدى البعيد. ومن المؤسف أن الساسة يواصلون محاولاتهم لانتهاك خصوصيتنا، ولا حاجة للقول إنني لا أرى في هذه الخطوة محركاً إيجابياً للسعر، إذا تم اتخاذها بالطبع.

لا تزال الأموال هنا

ضربت فوضى الأسبوع الماضي الكثيرين في مقتل، لكن واقع الأمور يقول إن رؤوس الأموال الضخمة لا تزال مهتمةً للغاية بالعملات المشفرة. وتوجد الكثير من شبكات البلوكتشين والتطبيقات الجديدة التي لا تزال مُموّلةً بواسطة شركات استثمار المخاطر. ويجب أن نتذكر الصورة الكبيرة التي تتجاوز حدود انهيار منصة تداول جيدة، وسيكبر مجال التشفير يوماً بعد يوم، كما سيظل موجوداً في المستقبل، إذ لا تزال شبكة البيتكوين تصنع الكتل، ولم يتعطل مجال التمويل اللامركزي، كما تواصل صور القردة انتشارها على شبكات البلوكتشين في صورة رموز غير قابلة للاستبدال.

إيردروب سي SEI

تحدثت نشرة جيسي في الأسبوع الماضي عن إيردروب شبكة سي SEI، وليس سوي SUI. وتُعتبر هذه الشبكة من الشبكات التجريبية الواعدة التي نتابعها ،وربما تعيش الأسواق حالةً مأساوية، لكن قضاء الوقت في المشاركة من أجل الحصول على عملات مجانية ربما يعود عليك بنفعٍ كبير في دورة السوق التالية، وتُعد سي بمثابة بلوكتشين من الطبقة الأولى، وهي مصممة للتداول. وستقوم الشبكة بإسقاط 1% من معروض رموزها المتداول لأولئك الذين سيشاركون في الشبكة التجريبية. ويمكنكم معرفة المزيد من هنا.

تحديثات مراكز العملات

اشتريت القليل من البيتكوين بسعر 16,750 دولاراً.