علامات بداية ضعف مؤشر الدولار “DXY”.. وتداعياتها على العملات الرقمية المشفرة

بدأت الأسبوع الماضي علامات بداية ضعف قوة مؤشر الدولار الأمريكي “إندكس”، حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستويات فوق 109، فهل كان مجرد تصحيح لمؤشر الدولار الأمريكي أم هو بداية لنهاية قوة مؤشر الدولار الأمريكي؟

بالمقابل شاهدنا انتعاش بقية الأصول ومن ضمنهت العملات الرقمية المشفرة، وفي مقدمتها عملة البيتكوين التي تجاوزت مستويات 21 ألف دولار أمريكي. وأيضاً عملة الإيثريوم التي وصلت إلى مستويات فوق 1600 دولار أمريكي.

أيضاً شاهدنا ارتفاع مؤشر داو جونز الصناعي من مستويات 28 ألف نقطة إلى ما يقارب 33 ألف نقطة. كما انتعش اليورو وارتفع إلى فوق مستويات التكافؤ مع الدولار الأمريكي متجاوزاً مستوى 1.0092 دولار أمريكي.

أتى ذلك تزامناً مع رفع نسبة الفائدة للبنك المركزي الأوروبي 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي يوم الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك من أجل مكافحة التضخم في القارة العجوز، الذي وصل لما يقارب 10% متأثراً بالأزمة الروسية-الأوكرانية، وأزمة سلاسل التوريد وأزمة ارتفاع أسعار الغاز.

أضف إلى ذلك اضطرابات إمدادات الغاز إلى أوروبا من حين لآخر، بسبب التوتر الحاصل بين أوروبا من جهة وروسيا من جهة أخرى بسبب الحرب في أوكرانيا، وبذلك وصلت نسبة الفائدة في البنك المركزي الأوروبي إلى مستوى 2%.

ولن تستطيع عملة البيتكوين التحرر والتأكد في الصعود إلا باستقرارها فوق مستويات 20500 دولار أمريكي، وألا يتم كسر هذا المستوى، وبشرط أن يكون هناك إغلاقات يومية متكررة فوق هذا المستوى. حينها سيثبت لنا أن البيتكوين بدأ في تغيير مساره.

لكن في حال عاود البيتكوين انخفاضه، فهذا يعني أن تحركاته كانت مجرد تصحيحات لا أكثر، والبيتكوين مستمر في اتجاهه الهابط منذ بداية العام.

الآن، تعيش الأسواق حالة حيرة، فهل هذا تصحيح لمؤشر الدولار الأمريكي؟ أم هي علامات نهاية المطاف للاتجاه العام الصاعد لمؤشر الدولار؟

مفتاح اتجاه مؤشر الدولار هو كسر مستوى 109 أو اختراق مستوى 111، وإذا انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستوى 109، حيث يعد دعماً محورياً ومغيراً للاتجاه في حال تم اختراقه، فإن الدولار سيتعرض إلى اتجاه فرعي هابط عميق.

وإذا تجاوز مؤشر الدولار الأمريكي مستوى 111، فهذا يعني أن الدولار سيستمر في اتجاهه الصاعد منذ بداية العام.

الأسبوع الملتهب بالبيانات

أما في هذا الأسبوع، سننتظر بيانات مهمة للغاية وكفيلة بأن تغير المسار. في افتتاح هذا الأسبوع يوم الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول، سيصدر مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في القارة العجوز الذي يقيس معدلات التضخم والمتوقع 10.2.

بيانات يوم الإثنين ستبين لنا مدى تغلغل التضخم في اقتصاد القارة العجوز، ومدى فاعلية السياسة التشددية من قبل البنك المركزي الأوروبي من أجل مكافحة التضخم.

أما يوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني، سننتظر بيانات مهمة للدولار الأمريكي، وهو إصدار قرار الفائدة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. التوقعات محصورة بين 50 نقطة و75 نقطة و100 نقطة. لكن السيناريو الأقرب هو 75 نقطة أساس.

نسبة الفائدة في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هي 3.25%، وفي حال تم رفع 75 نقطة أساس، فسيصل إلى 4%، وهذا يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيواصل سياسته التشددية، وسيؤثر ذلك سلباً على جميع الأصول، ومن ضمنها العملات الرقمية المشفرة، وفي مقدمتها البيتكوين التي ستبدأ مرحلة جديدة للهبوط مستهدفة أقل من مستويات 15 ألف دولار أمريكي في الفترة القادمة.

لكن في حال تم رفع 50 نقطة أساس، فهذا يعني البدء في تخفيف البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسته النقدية، وهذا سيكون خبراً ساراً للعملات الرقمية المشفرة، وفي حينها ستعطي الضوء الأخضر إلى نهاية القاع والبدء في مسار عرضي.

أيضاً يوم الخميس القادم 3 نوفمبر/تشرين الثاني، سننتظر إصدار بيانات مهمة، أبرزها معدل البطالة في القارة العجوز، الذي سيعطي لنا تصوراً عن وضعية اقتصاد القارة العجوز والركود الحاد المرتقب له.

ويوم الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ستختتم البيانات المهمة مع معدلات البطالة لشهر أكتوبر/تشرين الأول في الولايات المتحدة الأمريكية، والمتوقع أن يكون 3.6. وأيضاً سيصدر تقرير التوظيف بالقطاع الخاص للولايات المتحدة الأمريكية لشهر أكتوبر/تشرين الأول والمتوقع 200 ألف وظيفة.

كذلك سيصدر تقرير التوظيف في القطاع الخاص غير الزراعي، ومتوسط الأجور في الساعة لشهر أكتوبر/تشرين الأول.

ستتفاعل الأسواق بقوة مع هذه البيانات، والتي ستحدد المسار لأغلب الأصول. لذلك على المتداولين والمستثمرين بالعملات الرقمية المشفرة مراقبة الأحداث عن كثب وأخذ الحيطة والحذر.