أصبح التسويق الشبكي من خلال بوابة العملات الرقمية المشفرة ملاذاً آمناً وبؤرة للنصب والاحتيال في الوقت ذاته، لذلك نرجو من الجميع الحذر من هذه الشبكات، التي تستهدف فئة الشباب وتحديداً العاطلين عن العمل والمتشبثين ببصيص أمل من أجل إيجاد فرصة عمل.

ولذلك يجب علينا ألا يعمينا الطمع، لأنك في نهاية المطاف ستخسر جميع أموالك مثلما حصل في برنامج z media مؤخراً.

ما هو التسويق الشبكي (الهرمي)؟

التسويق الشبكي عبارة عن حلقة مفرغة من زبائن يجذبون زبائن آخرين ضمن شبكة هرمية مبنية على الاحتيال. هذه الاستراتيجية مبنية على التسويق التواصلي، حيث يقوم الزبون بدعوة زبائن آخرين لشراء سلعة مقابل عمولة.

ويحصل أيضاً الزبون الأول على نسبة من العمولة في حالة قيام العملاء ببيع سلعة لآخرين، بحيث يصبح الزبون على قمة هرم، ويصبح لديه شبكة من الزبائن المشتركين بأسفله. وبالطبع المستفيد الأكبر من التسويق الشبكي هو المتربع على رأس الهرم، الذي يطلق عليه كوتش.

هؤلاء المحتالون يتظاهرون بأنهم خبراء في مجال التحليل الأساسي الاقتصادي والتحليل الفني، وذلك عن طريق الترويج لبعض الأكاديميات على أنها مختصة في مجال تعليم تداول العملات الرقمية المشفرة وفوركس عموماً.

كما يروّجون لأنفسهم على أنهم يجنون أرباحاً جيدة من خلال التداول في العملات الرقمية المشفرة والفوركس، لكن في الحقيقة هم لا يفقهون شيئاً في هذا المجال، ويجنون الأرباح من خلال التسويق الشبكي، والبعض منهم نجحوا في التسويق الشبكي من خلال ادعائهم أنهم يربحون اموالاً طائلة من خلال التداول، بحيث استطاعوا إقناع مئات الشباب بالدخول لهذه الأكاديميات.

أرباح بعض هؤلاء المروجين تجاوزت عشرة آلاف دولار أمريكي بالشهر الواحد، رغم أنهم لا يفهمون شيئاً في مجال تحليل العملات الرقمية المشفرة.

تسويق فقير

يتم الترويج في الدخول للأكاديمية ودفع مبلغ معين شهرياً من أجل التعليم وإعطائهم التوصيات في دخول الصفقات، ولكنه تعليم فقير جداً من ناحية المعرفة والخبرة في مجال التداول، وأيضاً في التوصيات، فهي غير دقيقة، حيث كلفت البعض خسارة جميع أموالهم.

من حين لآخر، يحيي هؤلاء مؤتمرات في فنادق راقية، ويتظاهرون بأنهم يجنون أرباحاً طائلة، ويتحدث “كوتش” في مؤتمر بأنه جنى أرباحاً بفترة قصيرة، حيث يلهم جميع الحاضرين من أجل الدخول في الأكاديمية، وتحقيق أرباح سريعة.

بمحض الصدفة عبر تطبيق الإنستغرام، رأيت عبر صفحة تابعة لإحدى هذه الأكاديميات إحياءهم مؤتمراً في بلد معين، كرموا خلاله البعض منهم، على أساس أنهم خبراء في مجال التسويق والتحليل الأساسي الاقتصادي والتحليل الفني ومجال التداول.

أنا شخصياً تواصلت مع بعض قادتهم من أجل معرفة مدى معرفتهم بمجال العملات الرقمية المشفرة والفوركس، واكتشفت أنهم ليس لديهم أي معلومات ولو بدائية في هذا المجال. سألت أحدهم بعض الأسئلة في مجال التحليل والتداول، لكن لم يستطع إجابة أسئلتي، وكان عاجزاً تماماً عن الإجابة.

حينها برّر واعترف بشكل غير مباشر أنه يعتمد بشكل أساسي على التسويق الشبكي، وفي حال إدخال كل شخص للأكاديمية، سيتحصل على نسبة من الرسومات التي سوف يدفعها الشخص الذي سيدخل في هذه الأكاديمية.

فئات المستهدفين من قبل التسويق الشبكي هم من فئة المراهقين، وتحديداً العاطلين عن العمل، حيث البعض منهم يقع في فخ هذه الشبكات، لأن هذه فئة متشبثة بفرصة عمل، فيصبحون فريسة سهلة لهؤلاء المحتالين، وأيضاً يتم استهداف فئة الخريجين الذين لم يجدوا أي فرصة عمل. للأسف هذه فئات يكون اصطيادها سهلاً جداً من قبل المروجين للتسويق الشبكي.

شركة z media

شركة z media اجتاحت الوطن العربي في الآونة الأخيرة بسرعة البرق، وكبّدت خسائر للمواطنين تقدر بملايين الدولارات. في البداية يتم تنزيل برنامج مجاني، يتم عبره جمع أرباح بواسطة جمع الإعجابات وأخذ سكرين شوت للفيديوهات، وتصل لحدود 20 دولاراً أرباحاً للاشتراكات المجانية.

يكون هذا بمثابة نقطة جذب للفرد لدخوله برنامج z media، والقيام باشتراك في البرنامج بمقابل رسوم، واشتراكات vip مكونة من عدة فئات: فئة 400 دولار، وفئة 1300 دولار، وفئة 2500 دولار، وفئة 5000 دولار، وفئة 10000 دولار، وفئة 50000 دولار، وكل فئة لها ميزتها المتفاوتة.

عند الاشتراك، تكون مهام المشترك القيام بالإعجاب بالفيديوهات إن كانت عبر تطبيقات يوتيوب أو فيسبوك أو تيك توك، والمهمة الثانية للمشترك تكون التسويق الشبكي، وهو من خلال دعوة الأشخاص للدخول إلى برنامج z media، عبر إرسال رابط على تطبيقات تليغرام وفيسبوك وواتساب، ويتم أيضاً جني الأرباح من خلال الترويج عبر التسويق الشبكي.

منصة okex

يشترط على أي شخص قام بالاشتراك في برنامج z media أن يفتح محفظة في منصة okex، الغنية عن التعريف، المختصة بالعملات الرقمية المشفرة، وسحب المال من برنامج z media يكون من خلال بناء محفظة okex.

عند سحب الأرباح يجب تحويل الأموال من z media إلى منصة okex، ويتم من خلال العملة الرقمية المشفرة المستقرة الغنية عن التعريف USDT، أي أن منصة okex أصبحت حلقة وصل مالي بين المشترك وبرنامج z media. للأسف أصبحت منصات العملات الرقمية المشفرة بؤرة للنصب والاحتيال لأنها بعيدة عن الرقابة.

إذ إنه بعد فترة، توقف البرنامج بشكل مفاجئ وكل من كان لديه حساب في تطبيق z media، تجمدت أمواله وخسارة رأس المال لجميع المشتركين، وبعدها توقف البرنامج بشكل نهائي، واختفى البرنامج مع الأموال.

لذلك أنصح الجميع بالابتعاد عن الدخول في عالم تداول العملات الرقمية المشفرة عبر التسويق الشبكي أو الهرمي، أرجو الحذر من هذه الشبكات وعدم تصديقها، وليكون تطبيق z media عبرة للجميع.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.