في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على تداعيات تراجع مستويات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية لشهر يوليو/تموز، وتأثيرها على العملات الرقمية المشفرة.

فهل وصل التضخم إلى مستويات الذروة أم بدأ يأخذ منحنى انحدارياً، وتحديداً بعد صدور بيانات التضخم ليوم 10 أغسطس/آب. يأتي هذا رغم أنه لا توجد لحد هذه اللحظة دلالات قوية ومؤكدة بانحسار معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، باستثناء بيان التضخم لشهر يوليو/تموز.

التضخم في الولايات المتحدة

صدر مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي CPI باستثناء الغذاء والطاقة لشهر يوليو/تموز في الولايات المتحدة الأمريكية والذي من خلاله يقيس معدلات التضخم. جاءت المستويات أقل من المتوقع بمقدار 0.3%، في وقت كانت التوقعات تشير إلى 0.5%.

ونلاحظ أنه في شهر يونيو/حزيران كانت المستويات عند 0.7%، أي حدث تراجع بنسبة 0.4%. هذا يُعد انخفاضاً ملحوظاً في بيانات التضخم لشهر يوليو/تموز. وربما هذا الانخفاض يعيد الحسابات مرة أخرى في إبطاء وتيرة تشديد السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. 

أيضاً وصل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي CPI لشهر يوليو/تموز في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي من خلاله يقيس معدلات التضخم إلى 8.5%، في حين كان المتوقع 8.7%، أي أقل من المتوقع.

مقارنة بشهر يونيو/حزيران نلاحظ أن هناك انخفاضاً ملحوظاً، حيث كان المعدل 9.1%، أي هناك انخفاض بمقدار 0.6%، وهذا يعني أن تشديد السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدأ يجني ثماره في مكافحة التضخم، الذي وصل إلى مستويات قياسية منذ أكثر من أربعة عقود.

توقعات باستمرار ارتفاع معدلات الفائدة

كما صدر أيضاً محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر يوليو/تموز في يوم 17 أغسطس/آب، والذي أوصى برفع معدل الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس وسط جهود وإصرار من جانبه على خفض التضخم، وإعادته إلى المستوى المستهدف من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عند 2%.

في الوقت نفسه يتوقع أعضاء مجلس الفيدرالي، بشكل فيه شبه إجماع، استمرار رفع نسب الفائدة. وتشير مناقشات أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى رؤيتهم بأن السياسة النقدية الحالية مناسبة، وأن لها تأثيراً على التضخم.

كما ذكر بعض الأعضاء أنه من المناسب الاستمرار في سياستهم النقدية الحالية لضمان عودة التضخم إلى المستهدف 2%.

يذكر أنه أصبحت هناك مفارقة في الأسواق، حيث يتوقع البعض أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر/أيلول القادم، وبينما يتوقع البعض الآخر 75 نقطة أساس، رغم أن 50 نقطة أساس أصبحت هي الأقرب حسب معطيات الحالية بعد صدور بيانات التضخم لشهر يوليو/ تموز.

التضخم في أوروبا

أما في الجانب الآخر بالقارة العجوز، فقد جاء مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي CPI في الاتحاد الأوروبي يوم 18 من أغسطس/آب- باستثناء الغذاء والطاقة- لشهر يوليو/تموز، مطابقة للتوقعات بنسبة 4.0%. ونلاحظ أنه في شهر يونيو/حزيران كانت 3.7%، أي حدث ارتفاع بنسبة 0.3% في بيانات التضخم.

أيضاً جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين السنوي CPI لشهر يوليو/تموز في الاتحاد الأوروبي والذي من خلاله يقيس معدلات التضخم بنسبة 8.9%، في حين كان المتوقع 8.9%. ومقارنة بشهر يونيو/حزيران، نلاحظ أن هناك تطابقاً في البيانات، أي إن هناك استقراراً في نسبة معدلات التضخم خلال الشهرين الماضيين، وهذا الاستقرار ربما يجعل البنك المركزي الأوروبي يتريث في تشديد سياسته النقدية.

ماذا يعني تراجع مستويات التضخم بالنسبة للعملات الرقمية المشفرة؟

تراجع بيانات التضخم لشهر يوليو/تموز، سيخفف الضغط نوعاً ما على الأصول عالية المخاطر كالعملات الرقمية المشفرة، لأن الأسواق المالية فسرتها على أنها مؤشر على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يصبح أقل تشدداً في رفع نسبة أسعار الفائدة.

وهو ما أعطى نوعاً من الأمل للأصول عالية المخاطر كالعملات الرقمية المشفرة والأسهم أيضاً، في تماسك قيمتها السوقية.

ولكن يجب ألا ننسى أن بعض مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لهم رأي آخر، وأوضحوا في محضر اجتماع الفيدرالي أنهم سيواصلون تشديد السياسة النقدية.

أسباب تراجع التضخم

تراجع معدلات التضخم يعود إلى تراجع أسعار الطاقة، لأن الطاقة هي أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع معدلات التضخم.

هناك احتمال كبير بأن تصمد نوعاً ما البيتكوين في الربع الثالث في حال استقرت معدلات التضخم وبدأت بالانحسار. ونلاحظ أن العملات الرقمية المشفرة اندفعت عند صدور بيانات التضخم الأمريكي ارتفاعاً وتفاعلت مع الخبر، الذي منح العملات الرقمية المشفرة دفعة لتتحرر من الضغوط البيعية.

إذ إن نتائج بيانات التضخم تعد أمراً إيجابياً للمستثمرين بالعملات الرقمية المشفرة. وأيضاً زادت مكاسب العملات الرقمية المشفرة، حيث البيتكوين مستقر ومتماسك فوق 20 ألف دولار أمريكي لحد لحظة كتابة المقالة، وأيضاً القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة مستقرة فوق تريليون دولار أمريكي، والقيمة السوقية للبيتكوين مستقرة فوق 400 مليار دولار أمريكي.

ورغم أن شهر أغسطس/آب يعتبر مليئاً بالتقلبات بالنسبة للعملات الرقمية المشفرة، وذلك بسبب التناقض في بيانات الاقتصاد الأمريكي، استقرت البيتكوين فوق مستويات 20 ألف دولار أمريكي. 

فهل سيكون هناك “ريمونتادا” للعملات الرقمية المشفرة بفضل تراجع مستويات التضخم وتصمد أمام هذا الضجيج؟ أم ستستمر القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة في اتجاهها الهبوطي صوب 500 مليار دولار أمريكي؟

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.