انقلب السوق بأكمله إلى الاتجاه الصعودي الفائق سريعاً في الأسبوع الجاري، بعد أن خرجت عملة البيتكوين (BTC) من النطاق الذي ظلت حبيسةً داخله لمدة أسبوعين.

لكن سوق العملات المشفرة انهار اليوم بغتة بعد انخفاض الأسهم؛ مما ذهب بجميع المكاسب أدراج الرياح، ويا لها من مفاجأة!

ويمكن القول إنّ ارتباطنا القوي بسوق الأسهم أصبح المحرك الرئيسي لسوق العملات المشفرة في العام الجاري.

فما الذي أثار الفزع في أسواق الأسهم؟ التشديد الكمي، الذي يعتبر مصطلحاً رناناً يُستخدم لنقول إن الاحتياطي الفيدرالي بدأ في تقليص ميزانيته العمومية.

ويفعل الاحتياطي الفيدرالي ذلك بطريقتين؛ الأولى هي السماح بانتهاء أجل السندات القائمة وعدم إعادة الاستثمار فيها. والثانية عن طريق بيع السندات والرهون العقارية.

ولا تمثل الطريقة الأولى مشكلةً كبيرة، لكن الثانية هي التي تثير المشكلات؛ لأنها تفرض ضغط بيعٍ هائل في وقت ضعف الأسواق.

حركة ارتفاع؟

بدأ الجميع فجأةً في الشراء بقوةٍ من جديد، وأصبح من السهل عليهم اتخاذ تلك القرارات وسط انخفاض الأسعار.

لكن ما حدث اليوم علّمنا ألا نستبق الأحداث؛ لأن الرياح المعاكسة الكلية لا تزال قوية. وربما نعيش في شتاء العملات المشفرة لفترةٍ من الوقت.

ولم تثبت السوق قوتها بعد؛ بل لا نزال أسفل جميع المتوسطات المتحركة الرئيسية؛ لهذا تتغلب علينا العواطف في مثل هذه المواقف.

وقد أتممنا للتو أسبوعنا التاسع باللون الأحمر مع عملة البيتكوين، في رقمٍ قياسي جديد يفوق الرقم السابق بثلاثة أسابيع. وبالتالي فإن أي صعودٍ سيمنح الناس أملاً غير منطقي.

ولا أزال أرى أننا لم نفلت من الخطر بعد؛ لذا أوصيكم بالتماسك، والبقاء هادئين، والحفاظ على التركيز.

هيمنة البيتكوين تصعد من جديد

وصل معدل هيمنة البيتكوين إلى 47% تقريباً حتى وقت كتابة التقرير. ولا شك أنها أخبارٌ سيئة للعملات البديلة؛ لأن تقييماتها تتراجع في مقابل البيتكوين والدولار على حد سواء.

وتتحول عملة البيتكوين إلى ملاذٍ آمن خلال هذه الفترات في الأسواق.

وقت المفاتيح الخاصة

أعتقد أنك لاحظت مدى جنون الأسواق الكبير مؤخراً؛ لهذا قررت التمسك بمفاتيحي الخاصة على المدى القصير.

ويعني هذا أنني سأسحب كل أموالي من منصات الإقراض وبروتوكولات التمويل اللامركزي حتى تهدأ الأمور قليلاً.

ولا عيب في الاحتفاظ بأصولك داخل محفظتك الشخصية، بل يعتبر هذا الخيار مفضلاً في العديد من المواقف.

ويمكنك اتخاذ قرار المخاطرة ببعض عملاتك المشفرة على منصة إقراض أو تمويل لامركزي DeFi في حال كنت تُحصّل عائداً جيداً عليها.

لكن تراجع عائداتك بشدة في الأسواق الهبوطية سيعني أن الوقت قد حان لإعادة النظر في الأمور.

هل يستحق الأمر المخاطرة بعملات البيتكوين خاصتي مقابل عائدٍ منخفض؟ حتى وإن كانت المخاطر قليلة.

يجب أن تطرح على نفسك هذا السؤال.

هبوط التوكنات غير القابلة للاستبدال NFT

انخفضت أسعار المشاريع الرئيسية للتوكنات غير القابلة للاستبدال في الأسابيع الأخيرة.

وشهدنا في عدة أيام حجم معاملات شديد الانخفاض على منصة أوبنسي Open Sea.

لكن الجانب المشرق هنا هو أن حجم تداول التوكنات غير القابلة للاستبدال على شبكة سولانا Solana يتفوق على حجم تداول توكنات الإيثريوم Ethereum من وقتٍ لآخر الآن. ومرحى لسولانا على كل حال.

ولا تزال التوكنات غير القابلة للاستبدال من أكثر المجالات خطورةً في عالم التشفير. ولا عجب في أن الناس لا يريدون شراء صورة قرد بنصف مليون دولار في ظل الخوف الكبير الذي يسود الأسواق.

ومع ذلك يجب القول إن التوكنات غير القابلة للاستبدال ستظل موجودة، رغم أننا قد نشهد المزيد من الاستسلام من جانب مجموعات التوكنات غير القابلة للاستبدال.

وسأراقب الأمور شخصياً في انتظار استسلامٍ كبير لمجموعات التوكنات غير القابلة للاستبدال القيادية.

إذ أتمنى الحصول على توكن كريبتو بانك Crypto Punk رخيص، بسعر 30 إيثريوم (ETH) أو أقل، وربما توكن دودل Doodle رخيص بسعر 5 إيثريوم أو أقل.

انهيار سولانا مجدداً

عانت شبكة سولانا من انقطاعٍ آخر.

وصلنا مرحلةً أصبح الأمر فيها مضحكاً بعض الشيء بالنسبة لسولانا وانقطاعات الخدمة المتكررة؛ إذ ربما تكون المرة الخامسة أو السادسة التي يحدث فيها ذلك خلال العام الجاري.

ويبدو أن السلسلة ظلت غير متصلة بالإنترنت لمدة 8 ساعات على الأقل، مع اضطرارهم لإعادة تشغيل السلسلة حتى تعود للعمل مرةً أخرى.

لكن الجنوني هو أن السوق لم يكترث كثيراً؛ حيث انخفض السعر قليلاً، لكن دون ضجةٍ كبيرة.

وأتمنى أن تحل سولانا هذه المشكلة ذات يوم حتى لا تجد نفسها تخسر من حصتها السوقية لصالح السلاسل الأخرى، القادرة على الحفاظ على استمرار الخدمة دون انقطاع.

عملة تيرا (LUNA) إصدار 2.0

جرى إطلاق الإصدار الثاني من العملة.

يجب أن أكون واضحاً وأقول إنني لا أريد ركوب قطار تيرا المجنون مرةً أخرى.

إذ بعت إسقاطات العملة الأولى وسأبيع الإصدارات المستقبلية أيضاً.

لكن هناك إيردروب لأصحاب حيازات عملة تيرا ودولار تيرا (UST) معاً على منصة أنكور Anchor قبل انفصال سعر دولار تيرا عن الدولار، وإيردروب آخر لأصحاب حيازات العملتين معاً بعد الانفصال.

وأود أن أنبهكم لضرورة توخي الحذر!

حيث توجد الكثير من عمليات الاحتيال المرتبطة بإسقاطات عملات تيرا.

وربما وصلتك رسائل لاستقبال توكنات مثل تيرا كلاسيك (LUNC)، أو تيرا، أو غيرها من أشكال العملة على محفظتك؛ لكنها عمليات احتيال.

إذ إنّ السبيل الوحيد للحصول على عملة تيرا هو أن يجري إرسالها إلى محفظتك تلقائياً.

وليس عليك أن تفعل شيئاً أو توافق على شيء.

وفي أنباءٍ أخرى مرتبطة بشبكة تيرا، يبدو أن أحد أكبر التطبيقات اللامركزية ميرور Mirror قد تعرض لاختراقٍ كلّفه خسائر قيمتها 90 مليون دولار، ولم يلحظ أحدٌ الأمر لمدة 7 أشهر. ما هذا بحق السماء؟

تخيلوا أن بعضنا صُدِم حين علم أن لعبة أكسي إنفينيتي Axie Infinity استغرقت 6 أيام لملاحظة اختراقٍ كلفها 600 مليون دولار!

وتبين الأسبوع الجاري أيضاً أن ميرور عانت من اختراقٍ آخر كلفها مليوني دولار.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.