حالة السوق بعيدة عن الوضع المثالي.. أبرز النصائح في ظل الأجواء السلبية للعملات المشفرة

لا تزال حالة السوق بعيدةً عن الوضع المثالي. لكننا شهدنا حدث استسلامٍ مُحتمل في الأسبوع الماضي.

إذ تُشكّل عملتا البيتكوين (BTC) والإيثريوم (ETH) نسبة 61% من قيمة السوق. وقد بلغتا مرحلة التشبع الشرائي على مؤشر القوة النسبية اليومي، ووصلتا إلى مناطق رئيسية لدعم السعر، قبل أن ترتد أسعارهما مع زيادة المشترين.

وشهدنا عمليات شراء كبيرة خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى ارتفاعٍ كبير في حجم العملات المشفرة التي وصلت إلى منصات التداول، ما يُشير على الأرجح إلى لحظة استسلام.

كما أشار ارتفاع حجم التداول إلى احتمالية وقوع حدث استسلام.

ومع ذلك ما أزال أشعر بأننا بعيدين عن الخروج من الأزمة، خاصةً في ما يتعلق بمشهد الاستثمار الكبير.

ولا تزال هناك الكثير من المخاوف والشكوك القائمة في عالم الأسهم، ما يلقي بظلاله المتموجة على عالم التشفير.

لا تفعل شيئاً

أعلم أن طبيعة سوق العملات المشفرة التي تعمل على مدار الساعة تفرض وجود سيلٍ لا يتوقف من الناس الذين ينشرون مكاسبهم، والرسوم البيانية، والهلع على الشبكات الاجتماعية بدون توقف. ما يُشعرك بحاجةٍ دائمة لفعل شيءٍ ما.

ولكن الحقيقة هي أنك لست مضطراً لفعل شيء. ويمكنك أن تكون جالساً الآن دون أن تفعل أي شيءٍ حرفياً.

وتستطيع الاسترخاء طالما أن حقائب عملاتك معبأة.

قم بمحاصصة بعض العملات، وإيداع أموالك في مزارع التمويل المركزي “الأكثر أماناً” مثل بانكور Bancor، ثم قم بالإقراض على سيلزيوس Celsius، أو تمسك بعملاتك في محفظتك الباردة وانتظر.

ومن المؤكد أن حقائب عملاتك تعاني من الخسائر الآن، لكن استثمارات الجميع تعاني من نفس الخسائر في الوقت الحالي بغض النظر عن مجال الاستثمار. حيث انخفضت الأسهم، والمعادن، والعقارات، والعملات المشفرة وكأننا نقف وسط مذبحة!

لكن الأسواق عادةً ما تتعافى في غالبية المواقف.

وأنا مؤمنٌ تماماً بأننا سنشهد أسعاراً قياسية جديدة لعملة البيتكوين مستقبلاً. والسؤال الوحيد الذي يطرح نفسه هو كم سنستغرق من الوقت حتى يحدث ذلك.

وأعتقد أن الإجابة تعتمد على إطارك الزمني كمستثمر. فإذا كنت تبحث عن الثراء بين ليلةٍ وضحاها، فلديَّ أنباءٌ سيئةٌ لك. أما إذا كنت هنا لتحقيق الحرية المالية على المدى البعيد، فعليك الانتظار ببساطة لأن أزهى عصور العملات المشفرة لم تأت بعد.

وتأكد دائماً من امتلاكك سيولةً نقدية كافية في متناول يدك، حتى تتمكن من اجتياز أي تقلبات لاعقلانية للأسواق. وربما لا تكون الفكرة جذابة، لكنها أفضل من الاضطرار لبيع عملاتك بخسارة من أجل توفير السيولة.

وتذكر أيضاً أن بإمكانك الحصول على قرض مقابل عملاتك بدلاً من بيعها، وذلك باستخدام خدمات مثل سيلزيوس أو ميكر داو Maker Dao.

وقد قضيت الفترة الماضية شخصياً في شراء المزيد من عملات البيتكوين والإيثريوم، وبعض الحيازات الصغيرة من العملات البديلة التي تعجبني.

لكن الأهم هو أنني أحافظ على حيازة سيولةٍ نقدية قوية لحمايتي. وأقوم بالمحاصصة، والإقراض، وزراعة العائد.

وما أزال محتفظاً بغالبية حيازاتي من العملات البديلة، لأن الكثير منها كانت عبارةً عن “حقائب عملات قمرية” على كل حال.

ومع ذلك لا أخشى بيع العملات التي أعتقد أنها فشلت فشلاً ذريعاً. بينما أحتفظ بالعملات التي ما أزال أتوقع لها مستقبلاً باهراً.

وستأتي بعض الأوقات التي يتعين عليك فيها فعل شيءٍ ما وعدم الاكتفاء بوضع الطيران في سوق التشفير. لذا يجب أن تظل منتبهاً. وأقرب مثالٍ هنا هو ما حدث مع عملة تيرا (LUNA) وعملة دولار تيرا (UST)، حيث أشارت كل العلامات إلى ضرورة الهروب لأبواب الخروج دون تأخير.

إدارة المخاطر

ربما ناقشنا هذا الموضوع في أكثر من مناسبة سابقة، ولكنني أشعر بضرورة إنعاش الذاكرة حول إدارة المخاطر في سوق العملات المشفرة الآن.

وإليكم بعض القواعد الأساسية:

لا تضع كل أموالك في استثمارٍ واحد: لا تضع كل أموالك في عملةٍ واحدة فقط، ولا في العملات المشفرة فقط بشكلٍ عام. وأعرف أن الكثيرين منكم وضعوا كامل أموالهم في العملات المشفرة، لكن أوقات الهبوط الحالية هي خير دليل على مشكلة هذه الاستراتيجية. وأعتمد شخصياً على تنويع استثماراتي في الأسهم، والمعادن، وربما العقارات قريباً، إلى جانب العملات المشفرة بالطبع. ويتسنى لي بهذه الطريقة أن أشاهد ثروتي تتبخر أمام عيني من عدة أماكن في وقتٍ واحد (أمزح بالطبع!). وقد سلط انهيار عملة تيرا الضوء على مخاطر وضع كل أموالك في عملةٍ بديلة واحدة. وربما لا بأس بوضع كل أموالك في البيتكوين مثلاً، ولكن لا تفعل ذلك مع عملةٍ بديلة مطلقاً. ولم تكن عملة تيرا تشكل أكثر من 2% تقريباً من محفظة استثماراتي بعد أن حققت صعوداً كبيراً. لكن نسبتها لم تتجاوز الـ0.3% من محفظة استثماراتي حين اشتريتها.

لا تستثمر مبلغاً لا يمكنك تحمل خسارته: نصيحةٌ بسيطة، وقوية، وحقيقية. وقد كشف الأسبوع الماضي أن العديد من المستثمرين لا يتبعون هذه القاعدة الأساسية من قواعد الاستثمار في العملات المشفرة. حيث استثمر العديد من الناس أموالاً أكثر من اللازم، وأصبحوا معرضين أكثر من اللازم لفوضى شبكة تيرا Terra. وقد تعرضت شخصياً لهذه الفوضى أكثر مما أريد بسبب تجمع العملة المستقرة UST3CRV على كيرف Curve.

احتفظ بحيازة سيولة نقدية: يُعتبر هذا الأمر شديد الأهمية بالنسبة للمستثمرين. وأعلم أن النقود ليست أفضل خيار، لكنك لن تستطيع مواجهة سوق مثل هذه بدون حقيبة عملات مستقرة. إذ تمنحك هذه السيولة الأمان، والمرونة، والدخل في الأوقات العصيبة للأسواق.

حافظ على حجم حيازةٍ منخفض من الرافعات المالية: يرفض الكثيرون تعلُّم هذا الدرس. إذ قد تأتي الرهانات الكبيرة بمكاسب كبيرة، لكنها قد تؤدي إلى خسائر كبيرة أيضاً. وتُعتبر الرافعة المالية أداةً معقدة، سواءً عند التداول بها على منصة مثل باي بيت Bybit أو الحصول على حيازات عائد الرافعة المالية عبر منصات التمويل اللامركزي. ويجب أن تحافظ على حجم رافعةٍ مالية منخفض، وتعرضٍ محدود إجمالاً لهذه المنتجات. ويُنصح بالابتعاد عنها تماماً إذا لم تكُن ملماً بتفاصيلها!

اعرف ملفك الشخصي لتحمل المخاطر: قد يبدو الأمر واضحاً، لكن يجب عليك أن تستثمر بناءً على درجة تحملك الشخصية للمخاطر. وعادةً ما أرى الكثير من السلوكيات الخطيرة على الشبكات الاجتماعية، حيث يشتري الناس أو يتداولون بطرقٍ لن أفكر في تجربتها مطلقاً. هل سمعتم مثلاً بالمتداول الكوري المجنون الذي يتداول بدون أمر وقف خسارة، وينام تاركاً حيازات بعدة ملايين من الدولارات دون حماية؟

هذا يتجاوز درجة تحمّلي للمخاطر بكثير. وربما يكون أسلوبي يفوق درجة احتمال الكثيرين منكم للمخاطر أيضاً. وربما يكون التمويل اللامركزي أيضاً أكبر من درجة تحملك للمخاطر.

وأنا أعرف نفسي. لكن العديدين يقعون في الكثير من المشكلات حين يبتعدون عن منطقة تحملهم للمخاطر.

ولا أعني هنا أن على المرء اجتناب تجربة الأشياء الجديدة، بل يجب أن تفعل ذلك بالطبع. ولكن إذا كنت قلقاً من مخاطر التمويل اللامركزي مثلاً وتريد التجربة، فابدأ بـ100 دولارٍ فقط وليس 50% من محفظة استثماراتك.

هل ماتت التوكنات غير القابلة للاستبدال NFT مرةً أخرى؟

سقط حجم تداول التوكنات غير القابلة للاستبدال من أعلى الجبل مرةً أخرى… سقط فعلياً!

إذ تراجع بنسبة 93% مقارنةً بالوقت نفسه من الشهر الماضي.

وجاء الصعود الحقيقي الكبير والوحيد في عملية بيع التوكنات غير القابلة للاستبدال الخاصة بميتافيرس أذرسايد Otherside.

هل يعني هذا أن التوكنات غير القابلة قد ماتت الآن؟ لا بالطبع. بل يعني أن مرحلة الشراء الجنوني قد انتهت.

حيث يعاني الناس الآن من أجل دفع الإيجارات وتوفير الطعام. لهذا تراجعت صور توكنات القردة إلى المقعد الخلفي.

وأصبح سوق التوكنات غير القابلة للاستبدال الآن عبارةً عن مجموعةٍ من المهتمين بالتوكنات الذين يتداولون في ما بينهم. ولا تتدفق الكثير من الأموال الجديدة على هذه السوق الآن.

وأنتظر شخصياً أن تشهد مجموعات مثل كريبتو بانكس Crypto Punks أو دودلز Doodles حدث استسلامٍ ولو بسيط.

هجمات التصيُّد تضرب المواقع الكبرى

تعرضت مختلف المواقع لهجمات تصيد على مدار الأسبوع الماضي ومن بينها كوين غيكو Coin Gecko، وإيثرسكان Etherscan، وحتى بعض المنصات مثل كويك سواب Quick Swap.

ولنتحدث أولاً عن طريقة سيطرة المخترقين على تلك المواقع، حيث طلبوا من كل شخصٍ أن يلج إلى محفظة ميتاماسك Metamask عند تسجيل الدخول من أجل تكامل الطرف الثالث.

وحاول هجوم التصيد أن يدفع المستخدمين لربط محافظهم بموقعٍ يُدعى nftapesdotwin.

ويجب أن تتأكد دائماً من اتخاذك الوقت الكافي للتحقق مما ستربطه بمحفظتك وتفهم تفاصيله جيداً.

ولا شك أن علامة الخطر الواضحة هنا كانت قيام كوين غيكو بإرسال طلبٍ لموقع ويب مختلف. فكن حذراً!

بينما استهدف الهجوم الثاني منصات التداول اللامركزية كويك سواب وسبيريت سواب Spirit Swap، نتيجة اختراق موقع GoDaddy.

لكن الهجوم كان أخطر بكثير في هذه الحالة بسبب استيلاء المخترقين على واجهة البرمجيات الخلفية لتلك المواقع. مما يعني تعريض أي شخصٍ يحاول إجراء عملية تبادل على تلك المنصات للخطر.

ومن شبه المستحيل أن يرصد المستخدم العادي أي علامات خطرٍ هنا. وجاءت النصيحة الوحيدة من البروتوكولات المتأثرة بالاختراق حين طلبت عدم استخدام خدماتها في تلك الفترة.

وتذكر في النهاية أن غالبية ما يحدث في مجال التشفير ينطوي على مخاطرة. وما يزال المجال تجريبياً في المقام الأول، مما يعني أن استخدامك لهذه الأشياء يجعلك شخصيةً رائدةً في المجال.