أداء البيتكوين في الربع الأول من عام 2022

كان أداء البيتكوين في الربع الأول من هذا العام به الكثير من الدراماتيكية، ورغم كل هذا الضجيج فإن البيتكوين استطاعت أن تستعيد بريقها مؤخراً بنهاية الربع الأول من هذا العام.

ورغم أن سعر عملة البيتكوين في بداية هذا العام كان يتداول بحدود 46 ألف دولار أمريكي، لكنه عانى من ضغوط بيعية قوية استنزفت قيمته السوقية. وكان من المتوقع من بداية هذا العام أن ينخفض سعر البيتكوين خلال الفترة القادمة إلى مستويات أقل من 30 ألف دولار أمريكي، بسبب تشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية، وفي مقدمتها البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وبالفعل انخفضت البيتكوين إلى مستويات 32 ألف دولار أمريكي، في 24 يناير/كانون الثاني من هذا العام، لكنها ارتدت من هذا المستوى إلى أن وصلت لحدود 45 ألف دولار أمريكي في 10 فبراير/شباط من هذا العام. أيضاً ارتدت مرة أخرى ووصلت إلى مستويات 34 ألف دولار أمريكي.

وكان من المتوقع أن تنخفض البيتكوين وتكسر حاجز 30 ألف دولار أمريكي، لكنها خالفت التوقعات وحققت مكاسب ملحوظة من نهاية مارس/آذار من هذا العام، وذلك يعود لأسباب مختلفة، في هذه المقالة نسلط الضوء على هذه الأسباب.

كما ذكرنا، فقد حلقت عملة البيتكوين إلى مستويات فوق 48 ألف دولار أمريكي، وبرغم التحديات التي واجهتها وتحديداً قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي رفع نسبة الفائدة 25 نقطة أساس لأول مرة منذ عام 201‪8، وتشديد السياسة النقدية من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

لهذا، رجح أغلب الخبراء في عالم العملات الرقمية المشفرة أن البيتكوين ستتعرض إلى ضغوط بيعية قوية متأثرةً بهذه المعطيات، فما الذي حدث؟

البيتكوين من منظور فني

عندما نلقي نظرة على التحليل الفني نرى أن عملة البيتكوين لم تكسر مقاومة قوية، وتحديداً عندما نستخدم مؤشر متوسط المتحرك “Moving Average” لمئتي يوم. سنرى أن عملة البيتكوين تواجه مقاومة قوية، وفي حال لم تستطع البيتكوين اختراق هذه المقاومة فمن المحتمل أن ترتد البيتكوين من هذه المنطقة العرضية، في حال لم تستطع البيتكوين اختراق 50 ألف دولار أمريكي والثبات أعلاه لعدة أيام.

وأيضاً حققت عملة البيتكوين أعلى إغلاق أسبوعي مرتين على التوالي فوق مستويات 46 ألف دولار أمريكي منذ بداية هذا العام.

البيتكوين من منظور أساسي (اقتصادي)

انتشار فيروس كورونا في الصين، وتحديداً في شنغهاي، كان أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع عملة البيتكوين إلى هذا المستوى، إذ قامت الحكومة الصينية بحجز عشرات الملايين من مواطنيها في عدة مقاطعات، بسبب سرعة انتشار متحور أوميكرون. نسبة الإصابات هذه تعد الأعلى في الصين منذ الذروة الأولى التي اجتاحت الصين عام 202‪0

والسبب الآخر هو نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي غيّرت معادلة العملات الرقمية المشفرة نوعاً ما، رغم مواجهتها تشديد السياسات النقدية من قبل البنوك المركزية. أيضاً أجازت روسيا عملة البيتكوين لتكون عملة بديلة للدولار للدول الصديقة.

وأصدر البنك المركزي الروسي قراره بقبول عملة البيتكوين من الدول الصديقة، بدلاً من الدولار، في ظل العقوبات المفروضة عليه، ما جعل هناك ازدياداً للطلب على عملة البيتكوين.

بالمقابل، أقرت أوكرانيا قانوناً يسمح بتداول العملات الرقمية المشفرة، وفي مقدمتها ملكية العملات الرقمية المشفرة البيتكوين. كما استقبلت أوكرانيا ملايين الدولارات على شكل تبرعات عن طريق العملات الرقمية المشفرة.

أيضاً، تصريحات من قبل شخصيات مليونيرية كان لها تأثير على سوق الكريبتو، مثل تصريح المليونير الغني عن التعريف، كيفن أوليري، لإحدى القنوات الإخبارية بأن حظر العملات الرقمية المشفرة وفي مقدمتها البيتكوين لم يعد يمثل تهديداً.

هذه الأسباب أدت إلى هذا الزخم بالتوجه بالاستثمار بالعملات الرقمية المشفرة وفي مقدمتها البيتكوين.

ومن جهة أخرى، أوقف البنك المركزي الأوروبي مد ارتفاع العملات الرقمية المشفرة بشكل عام وبالأخص البيتكوين، بسبب بعض القرارات التي صدرت من قبل البرلمان الأوروبي، الذي أقر قواعد جديدة دعت إلى إلغاء المحافظ المجهولة.

فقد صوت أكثر من 90 مشرعاً من لجنتي “ECON” و”LIBE” لصالح حظر محافظ التشفير مجهولة المصدر، واعتبر هذا القرار من قبل أنصار العملات الرقمية المشفرة أنه قرار يعتبر انتهاكاً للخصوصية.

ويجب أن نأخذ في الحسبان أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيرفع نسبة الفائدة هذا العام ست مرات. وبالتالي يجب أن نغتر بهذا الصعود للبيتكوين، لأنه سيواجه تحديات قوية هذا العام. وستكون السندات الأمريكية منافساً قوياً للبيتكوين بسبب ارتفاع نسبة الفوائد.

وحتى هذه اللحظة فإن البيتكوين في اتجاه عرضي رغم الصعود، حتى يستطيع كسر حاجز 50 ألف دولار أمريكي، لأن البيتكوين ترنح في هذا العام من 32 ألف دولار أمريكي إلى 48 ألف دولار أمريكي.

فهل البيتكوين قادر على أن يحافظ على مكاسبه في الربع الثاني من هذا العام؟

أم سيكون لأعداء البيتكوين رأي آخر في الربع الثاني من هذا العام؟